ملكة بريطانيا وحزب «شين فين» يستعدان لاجتماع تاريخي في بلفاست

العلاقات بين التاج البريطاني والقوميين الآيرلنديين عادة ما تكون مضطربة

TT

التاريخ يصنع في بلفاست الأسبوع المقبل عندما تضع ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية يدها في يد مارتن ماكجينيس، القائد السابق في الجيش الجمهوري الحر الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس وزراء آيرلندا الشمالية. ويعقد أول اجتماع بين ملكة بريطانيا وممثل عن حزب «شين فين» المؤيد للجمهورية الآيرلندية بعد غد في بلفاست، عاصمة آيرلندا الشمالية.

ويتوقع أن يمثل الاجتماع حجر زاوية آخر في عملية السلام، والتي أدت لاتفاق الجمعة العظيمة في بلفاست عام 1998، ويأتي بعد سنة من زيارة تاريخية للملكة إلى جمهورية آيرلندا. العلاقات بين التاج البريطاني والقوميين الآيرلنديين عادة ما تكون مضطربة، والإرث المرير لحرب الاستقلال الآيرلندية في الفترة من عام 1919 وحتى عام 1921 لا يزال باقيا.

وبعد ذلك، خلال سنوات الاضطرابات في آيرلندا الشمالية، عندما خاضت منظمات شبه عسكرية مؤيدة للجمهوريين الآيرلنديين صراعا مع البروتستانت الموالين لبريطانيا في حرب أهلية دامية، وكان ماكجينيس قائدا في الجيش الجمهوري الآيرلندي، المنظمة الإرهابية السابقة، في مسقط رأسه ببلدة «ديري» (لندنديري). لكن يوم الجمعة الماضي قرر حزب «شين فين» القومي المؤيد للجمهورية الآيرلندية، بأغلبية واضحة، أنه يجب على ماكجينيس حضور حفل استقبال الملكة في بلفاست الأسبوع المقبل. وكان القوميون يقاطعون مثل هذه المناسبات في الماضي بصورة قاطعة. وقال جيري آدمز، زعيم «شين فين»، الذي أعلن القرار: «لسنا مضطرين لهذا. نفعل ذلك لأنه الشيء الصائب الذي يجب فعله، على الرغم من أنه سيتسبب في صعوبات بالنسبة لجماعتنا».

وأضاف «لكنه أمر جيد بالنسبة لآيرلندا. أمر طيب بالنسبة للعملية التي نحاول تطويرها. إنه الوقت المناسب والسبب المناسب».

وتابع آدمز «بعد أن ينهي مارتن ماكجينيس هذا الارتباط، سيصبح كما كان دوما ناشطا مخلصا حقيقيا جمهوريا». وتزور الملكة آيرلندا الشمالية، وهي أحد أقاليم بريطانيا، يومي 26 و27 من يونيو (حزيران) الجاري، في إطار جولة وطنية بمناسبة اليوبيل الماسي لجلوسها على العرش.