الجيش السوري الحر يفعل سيطرته قرب الحدود اللبنانية

دعا حزب الله إلى الكف عن دعم النظام

TT

بدا لافتا غياب الحوادث الأمنية على الحدود اللبنانية السورية طيلة الأسبوعين الأخيرين، وهو ما طرح أسئلة عمّا إذا كان تأثير الجيش السوري النظامي قد تقلّص على هذه الحدود لصالح الجيش السوري الحرّ، في ظلّ ما يحكى عن إمساك الأخير بمعظم المراكز العسكرية التي كانت تحت سيطرة الجيش النظامي.

وفي هذا الإطار كشف قائد «تجمّع الضباط الأحرار» في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك، أن «فصائل الجيش الحر باتت ممسكة بكثير من المراكز المنتشرة على تخوم الحدود السورية مع لبنان». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «وجود الجيش الحر في المناطق الحدودية لم يقتصر المواقع العسكرية فحسب، بل باتت لديه مراكز تجمّع للتدريب ومصانع للأسلحة قرب هذه الحدود». وقال العواك «نحن نخوض معركة شرسة في الداخل ونريد أن نحمي ظهرنا (من جهة لبنان)، ليست لدينا مشكلة مع الشرعية اللبنانية ولا مع الجيش اللبناني، إنما مشكلتنا مع حزب الله الذي نشاهد دورياته المدنية، ونحن نحذره من الاستمرار في تسيير دورياته التي تتوغل داخل الحدود السورية باللباس المدني، للتحري وجمع المعلومات عن مراكزنا ويستخدمون المناظير لرصدها، لأننا عندها سنعتقلهم ونحقق معهم ونتأكد ما إذا كانت لديهم مهمات قتالية أو أمنية أو مطاردة للاجئين وعائلاتهم ونتعامل معهم وفق الأصول». وأضاف «نحن لا نطالب الإخوة اللبنانيين بأن يحمونا، إنما نطالب حزب الله بأن يسحب دورياته عن الحدود كي لا يقع اشتباك بيننا وبينه، نحن نحترم السيادة اللبنانية، لكننا لا نعترف بأي قوة عسكرية لبنانية إلا بالجيش اللبناني والقوى الشرعية، وبالتأكيد لن نشتبك مع هذا الجيش اللبناني الذي يعلم بأماكن عدد كبير من مراكزنا». وشدد على أن «الجيش السوري الحر بات الأقوى في المناطق الحدودية القريبة من لبنان، سبق لكتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد أن حفرت خنادق من أجل أن تتحصن فيها، فقمنا بتحريرها والسيطرة عليها». مؤكدا أن «معركة الحسم مع النظام السوري باتت قريبة، ونحتاج إلى جهد مضاعف لنجاح الحسم، بما فيه الدور الذي يمكن أن تلعبه دول الجوار ودول العالم في دعم الجيش الحر الذي سيتولى هذه المهمة بكل ثبات وإيمان».

أما نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، فاعتبر أن «وجود الجيش الحر سواء في المناطق الحدودية مع لبنان أم في الداخل السوري، هو دليل على تزايد ناشط ومطرد لقوة هذا الجيش التي تتوسع في كل المدن السورية».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من 80 في المائة من مساحة سوريا فيها وجود للجيش الحر، وهذا الوجود ليس مقتصرا على الحدود القريبة من لبنان إنما أيضا على حدود كل الدول المحيطة بسوريا».