المتحدث باسم البيشمركة: لا إشارات إلى استقدام قوات عراقية إلى المناطق المتنازع عليها

اللواء ياور لـ«الشرق الأوسط»: نرفض سيطرة الجيش العراقي عليها

TT

أكد المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس إقليم بيشمركة كردستان أن «أي انتشار للقوات البرية العراقية في المناطق المتنازع عليها لم يحصل، وأن التقارير التي تحدثت عن ذلك غير صحيحة»، منوها بأن «اللجنة الوزارية المشتركة بين بغداد وأربيل ما زالت تقوم بأعمالها، والدوريات المشتركة تجوب تلك المناطق لملاحقة القوى الإرهابية وتأمين الجانب الأمني فيها».

وأضاف أن اجتماعا للجنة العليا سيعقد غدا في بغداد لبحث مجمل أوضاع تلك المناطق. جاء ذلك ردا على تصريحات نسبت إلى الفريق الركن علي غيدان، قائد القوات البرية العراقية، جاء فيها: «إن القوات البرية بصدد وضع خطط لنشر قواتها في المناطق المتنازع عليها بهدف السيطرة العسكرية عليها، وإن القيادات العسكرية بالجيش العراقي ستكون مسؤولة من الآن فصاعدا عن إدارة تلك المناطق من الناحية الأمنية، بمعزل عن القوات المشتركة».

لكن اللواء جبار ياور، أمين عام وزارة البيشمركة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الفريق غيدان «تحدث عن أسلوب وإدارة وآلية عمل القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها، وقال إن تلك الآليات لا ترضي قيادة الجيش العراقي، ويبدو أنهم يريدون إخضاع القوات المنتشرة هناك تحت إمرتهم، أي قيادة الجيش العراقي، ونحن نرفض بالمطلق هذا الأمر، وسبق أن أكدنا مرارا في اجتماعاتنا السابقة على هذا الرفض».

وبسؤاله عن تصريحات مماثلة صدرت عن مسؤولين في الحكومة العراقية حول وجود مخططات لتغيير الواقع الإداري للمناطق المتنازع عليها، وما إذا كانت تلك التصريحات تمهد لتغيير الواقع العسكري والأمني في تلك المناطق، قال ياور: «نحن في قيادة قوات البيشمركة لسنا مسؤولين عن الناحية الإدارية في تلك المناطق، وواجباتنا تتحدد بالمهام الأمنية والعسكرية، وما يتردد على لسان المسؤولين العسكريين العراقيين بإخضاع تلك المناطق تحت إمرة الجيش أصبحت مثل أسطوانة مشروخة يعزفونها بين فترة وأخرى، وهي لا تجدي نفعا، لأن المناطق المتنازع عليها هي مسؤولية مشتركة لقوات الجيش والبيشمركة».

وأضاف: «هناك ثلاث لجان تنسيق مشتركة لإدارة المناطق المتنازع عليها من الناحية الأمنية، وهي اللجنة الوزارية العليا المؤلفة من وزراء الدفاع والداخلية العراقية ووزيري الداخلية والبيشمركة بحكومة إقليم كردستان، تليها اللجنة التنسيقية العليا المؤلفة من الفريق شيروان عبد الرحمن واللواء جبار ياور من وزارة البيشمركة والفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية العراقية والفريق الركن حسين العوادي قائد الشرطة العراقية، وفيها أيضا منسق أميركي، وعلى الأرض هناك لجان تنسيق مشتركة بين قوات الجيش والبيشمركة تتولى إدارة شؤون العمليات العسكرية، وهذه اللجان بمجملها قائمة وتقوم بمهامها المحددة، ولم نتلقّ إلى الآن أي إشارات بوجود تحركات عسكرية في تلك المناطق، أو كتاب رسمي بإنهاء عمل اللجان التنسيقية المذكورة».

وقال ياور: «لقد تابعنا في وزارة البيشمركة هذه التقارير للتأكد من صحتها، ولكن تبين أنها تقارير غير صحيحة، ونحن في الأساس لا نتعامل مع التقارير الصحافية أو تصريحات بعض القوى السياسية؛ فهناك قانون ودستور واتفاقات سياسية وأمنية بين الحكومتين المركزية والإقليمية، ونحن نعمل في إطار هذه القوانين والالتزامات، وهي المعيار الأساسي الذي يحدد شكل التعاون والتنسيق بين قوات البيشمركة الكردية وقوات الجيش العراقي، وخصوصا في المناطق المتنازع عليها».

وأضاف ياور: «في عام 2010، وفي محادثات أجريناها مع الحكومة الاتحادية، توصلنا إلى تشكيل قوات مشتركة للسيطرة على الأوضاع الأمنية ومواجهة القوى الإرهابية في محافظات الموصل وديالى وكركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، وقامت تلك القوات بتسيير الدوريات والخروج بواجبات عسكرية في التفتيش والملاحقة، وخاضت كثيرا من المواجهات مع القوى والمجاميع الإرهابية المسلحة، وهذه القوات ما زالت موجودة على الأرض ولم يجرِ أي تغيير فيها، ونحن من جهتنا سنستمر في الالتزام بالاتفاقات العسكرية فيما يتعلق بإدارة الشؤون الأمنية في المناطق المتنازع عليها، ولم نتلق إلى الآن أي طلب أو إشارة بحصر المهام الأمنية بالجيش العراقي فحسب، وفي حال ورود أي إشارة بهذا الصدد ستكون لقيادة الإقليم موقفها تجاه أي تطورات تحدث في تلك المناطق».