لأول مرة.. كبير محققي الأمم المتحدة في حقوق الإنسان يجري محادثات بدمشق

الصليب الأحمر يسعى لدخول حمص وينتظر موافقة «طرفي النزاع»

TT

أجرى كبير محققي مجلس حقوق الإنسان باولو بينيرو محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد الطريق أمام تحقيق للأمم المتحدة حول الانتهاكات في البلاد، وهذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها البرازيلي بينيرو تصريحا بدخول سوريا منذ أن شكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فريقه في سبتمبر (أيلول) الماضي.. جاء ذلك، بينما حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجددا أمس دخول مدينة حمص السورية لإجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك، إلا أنها ما زالت تنتظر موافقة «لا لبس فيها» من طرفي الصراع.

وقالت مصادر من الأمم المتحدة ومصادر دبلوماسية أمس إن بينيرو يجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد الطريق أمام تحقيق للأمم المتحدة حول الانتهاكات في البلاد.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في جنيف أن بينيرو «يحاول تمهيد الطريق لنا لكي نتمكن من دخول البلاد.. نحن بحاجة إلى الذهاب قبل سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الموعد المقرر لنقدم فيه تقريرنا النهائي».

في غضون ذلك، حاولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مجددا أمس دخول مدينة حمص السورية لإجلاء المدنيين والمصابين المحاصرين هناك. ويحاول عمال الإغاثة دخول المدينة التي شهدت معارك طاحنة بعد أن وافقت الحكومة السورية وقوات المعارضة على فكرة وقف القتال لفترة من أجل أعمال الإغاثة الإنسانية الأسبوع الماضي. لكن الفريق المكون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري، اضطر إلى العودة أدراجه يوم الخميس الماضي بعد أن سمع إطلاق نار وهو يدخل المدينة القديمة.

وقال جاكوب كيلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «قمنا الآن بمحاولة ثانية اليوم (أمس) حتى يمكننا العودة إلى الأماكن المعنية في حمص، وكان معنا الهلال الأحمر العربي السوري»، وأضاف في مؤتمر صحافي في جنيف: «موافقة طرفي الصراع ضرورية للقيام بالمهمة. هناك أيضا مخاوف أمنية حقيقية.. ألغام وأشياء أخرى».

وقالت اللجنة الدولية إن القتال حاصر مئات المدنيين في المدينة القديمة بحمص، وإن المصابين بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة. وقال كيلينبرغر: «ما زالت الرغبة في الدخول (إلى حمص) قوية جدا. وإذا كنا نريد الدخول، فمن الواضح أننا نعتقد أن هناك احتياجات إنسانية هائلة».

وحول إجراء اتصالات مع المعارضة، قال كيلينبرغر: «نحن على اتصال مع المعارضة. وليس من السهل إقامة حوار منظم مع المعارضة لأنها تتألف من مجموعات عدة»، وأضاف: «في الوقت الحالي، لا وصول لنا إلى معسكرات الاعتقال التابعة للمعارضة»، مشيرا إلى «أهمية» التمكن من ذلك.

وصرح بأن اللجنة الدولية تعتزم أيضا تسليم مساعدات إلى حلب واللاذقية وطرطوس هذا الأسبوع.

وقال كيلينبرغر إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي لجنة الإغاثة الدولية الوحيدة العاملة في سوريا، وإنها تنشر الآن في سوريا 30 عاملا أجنبيا، وإنهم جميعها يتحركون دون مرافقة مسلحة. وأوضح: «ما زالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الوكالة الإنسانية الوحيدة العاملة في سوريا في هذا المناخ الخطير للغاية».

وكثف النظام السوري في الأيام الأخيرة أعمال القمع من خلال الهجمات والقصف المتواصل لمعاقل المعارضة في حمص (وسط) ودير الزور (شرق) وإدلب (شمالي غرب) ودرعا (جنوب) وعلى مشارف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان كيلينبرغر توجه شخصيا مرات عدة إلى سوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس (آذار) من العام الماضي؛ حيث أجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

ومن المقرر أن يتسلم السويسري بيتر مورير وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية رئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 1 يوليو (تموز) المقبل خلفا لكيلينبرغر الذي أمضى 12 عاما على رأس هذه الهيئة. وعينت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مورير رئيسا لولاية من أربع سنوات قابلة للتجديد. إلى ذلك، انتقد عضو لجان التنسيق المحلية في حمص، سليم قباني، لـ«الشرق الأوسط»، مواقف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في دعوته للمعارضة بالتعاون وحديثه عن فصائل متعددة من المعارضة، مذكرا بأنه سبق له أن «تحدث عن توافق مع قادة الجيش الحر في المدينة؛ فكيف يتحدث اليوم عن مجموعات عدة تشكل المعارضة؟». وأكد أن «المدينة تتعرض لقصف عنيف لا يتوقف ولحصار خانق على أحيائها كافة»، لافتا إلى أن الوضع الإنساني بغاية السوء حيث يسجل نقصا كبيرا في الكوادر والمعدات والمعونات الطبية والمواد الغذائية»، مشيرا إلى قصف عنيف يستهدف أحياء حمص القديمة خصوصا أحياء جورة الشياح والقرابص، والحميدية الذي «تقطنه غالبية من الإخوة المسيحيين وتضررت فيه كنيسة قديمة جراء القصف».