رئيس «الشورى» المصري لـ «الشرق الأوسط»: سنحترم أي حكم يقضي بحل المجلس

أحمد فهمي: مرسي سيأتي بحكومة توافق وطني ومؤسسة رئاسة لخدمة الشعب

د. أحمد فهمي
TT

أعرب رئيس مجلس الشورى المصري الدكتور أحمد فهمي، عن احترامه لأي حكم قضائي يقضي بحل المجلس (الغرفة الثانية للبرلمان) بعد قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب منذ أسابيع، وهو ما قد يمتد أثره بالتبعية إلى مجلس الشورى.

وقال فهمي إن الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي سيأتي بحكومة توافقية تجمع كل القوى السياسية الفاعلة وتعكس التوافق الشعبي وتلبي طبيعة المرحلة، وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن يأتي بمجموعة تمثل القوى السياسية المختلفة»، مؤكدا أن «مؤسسة الرئاسة المصرية ستعمل لصالح الشعب وليس لخدمة الرئيس»، وشدد على أن العلاقات المصرية - السعودية قوية ومتينة وتمثل تاريخا وحاضرا ومستقبلا.

وقال فهمي إن «الرئيس مرسي أعلن أنه ليس له حقوق ولا يريد شيئا، وسوف يأتي بنواب ومستشارين يقومون على خدمة الشعب». وتابع: «ستكون الرئاسة مؤسسة تعمل لصالح الشعب».

وأوضح أن الرئيس سيأتي بحكومة توافقية تجمع كل القوى السياسية الفاعلة وتعكس التوافق الشعبي وتلبي طبيعة المرحلة المقبلة من تاريخ مصر، مضيفا أن «الشباب سوف يكون لهم مكان في العمل السياسي داخل الدولة المصرية الجديدة وفي إطار الفكر المتطور والجديد».

وعن المائة اليوم الأولى من حكم الرئيس المنتخب، قال فهمي إن أولوية مرسي هي ترتيب مؤسسات الدولة، وتابع: «وكما وعد؛ ففي المائة يوم الأولى سوف يتم حل بعض المشاكل، منها رغيف الخبز والأمن والنظافة، وسيقوم بدور تصالحي لكل مؤسسات الدولة، ولن يكون هناك أي صدام بين هذه المؤسسات»، مضيفا: «أجدني متفائلا جدا لأن الشعب المصري في تاريخه المنظور يأتي برئيس منتخب وبصورة ديمقراطية سليمة، وهذا الرئيس أتى بإرادة شعبية صحيحة ويحمل رؤية ومشروع نهضة يريد أن يطبقه ومعه كل فئات المجتمع».

وكشف فهمي عن أن الحوار الوطني منعقد قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بيوم، حيث «التقت القوى السياسية الدكتور محمد مرسي، وهو اليوم أصبح رئيسا لكل المصرين ويمثل الجميع على اختلاف توجهاتهم واتجاهاتهم السياسية. ومن حق الجميع التعبير عن رأيه بمنتهى الحرية، وهذه إحدى مزايا العهد الديمقراطي الجديد».

وتعليقا على القضية التي رفعها النائب أبو العز الحريري لحل مجلس الشورى، قال فهمي: «من يريد الذهاب إلى القضاء فهذا حقه، ونحن نحترم قرار القضاء، وليس لنا تعليق في هذا الشأن. ومن يرفع قضية بحل المجلس فهذا حق قانوني»، مواصلا: «خطة عمل مجلس الشورى تسير بشكل جيد والجلسات تنعقد بانتظام، وإذا كان هناك أي قضية يحكم القضاء بما يريد وما يراه، وأي حكم قضائي نحن نحترمه».

وأوضح فهمي أن الرئيس مرسي قال في خطابه إن العلاقات الخارجية لمصر ستكون متوازنة وقائمة على مصلحة الشعب المصري أولا وأخيرا، قائلا: «ليس هناك مبرر للمخاوف أو الهواجس، ومصر ترفض أي ضغوط عليه من أي جهة، وستكون العلاقات متوازنة وتراعي في المقام الأول الصالح المصري».

ولفت فهمي إلى أن إيران دولة من دول المنطقة ويفضل أن يكون لنا معها علاقات متوازنة، وفي إطار عدم تدخلها في الشأن الداخلي لدول المنطقة.

وقال فهمي إن قضية فلسطين في قلب كل مصري، وهي قضية أمن قومي بالنسبة لمصر وتهم الجميع. وأهل غزة جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ويجب أن يحصلوا على حقوقهم، وإن حماس جزء من الشعب الفلسطيني وسلطة منتخبة من الشعب وتمثله.

واعتبر فهمي أن أمن سيناء مسألة أمن قومي مصري، قائلا: «بدأنا في مسألة التنمية في سيناء حتى قبل انتخاب الرئيس، ولدينا مشروع نهضة متكامل لكل ربوع مصر، بما في ذلك سيناء والنوبة ومطروح والمدن الساحلية المختلفة».

وأوضح فهمي أن العلاقات المصرية - السعودية متينة وقوية، قائلا: «السعودية بالنسبة لنا تاريخ وحاضر ومستقبل، ولا نريد إلا كل خير وتوافق كامل في كل القضايا»، مضيفا: «نريد الخصوصية والتعاون مع السعودية في كل المجالات، كما نطمح إلى علاقات جيدة مع كل الدول العربية».

وأشار فهمي إلى أن الجمعية التأسيسية للدستور تقوم بدورها على أكمل وجه، ولها جلسات في مجلس الشورى، قائلا: «هي جمعية منتخبة على أسس صحيحة وسليمة؛ لأنها منتخبة من سلطة منتخبة، ومن وجهة نظري فهي أفضل تمثيل لجمعية تنظر في وضع الدستور، وسوف تنجز عملها خاصة أن كل مقومات العمل الناجز متوفرة لها».

وقال فهمي، الذي يشغل رئيس المجلس الأعلى للصحافة بحكم منصبه كرئيس لمجلس الشورى: «لن نذبح أي إعلام.. إنما نرغب في تطويره والنهوض به وفق ضوابط عمل تحكم الرسالة الإعلامية وتصلح من أحواله المادية والإعلامية، وأن ننهض بهذه المؤسسات الغارقة في المشاكل والديون»، مضيفا: «أما مسألة الذبح هذه فغير واردة، ونسأل هل نذبح أملاك الدولة أو أولادنا؟»، موضحا أن «هذه الإشاعات كلها مغرضة، وما يهمنا مصالح البلاد ومؤسساتها بالدرجة الأولى».