انشقاق أول مقدم درزي وانضمامه إلى الجيش الحر

المجلس العسكري في السويداء: النظام يضع أبناء طائفتنا في واجهة المعارك

TT

أعلن المقدم الجوي حافظ جاد الكريم فرج، من منطقة السويداء، انشقاقه عن الجيش السوري، وهو الضابط الأعلى رتبة من الضباط الدروز الذين سبق لهم أن أعلنوا انشقاقهم، والذين لا يتجاوزون لغاية الآن أصابع اليد الواحدة بحسب ما أكد نائب رئيس الأركان في الجيش الحر العقيد عارف الحمود لـ«الشرق الأوسط». وتوجه المقدم المنشق فرج من خلال شريط الفيديو الذي بثته مواقع الثورة، بالدعوة إلى «الضباط والمجندين من أبناء طائفة الموحدين الدروز للانشقاق عن هذا النظام القاتل قبل فوات الأوان، وعدم تنفيذ أي أعمال تشبيح ضد أبناء وطننا في كافة المحافظات السورية»، مذكرا «بالمواقف الوطنية العروبية للزعماء التاريخيين أمثال سلطان باشا الأطرش وكمال جنبلاط وغيرهما».

مع العلم بأن المقدم فرج وهو من قرية الغارية (صلخد) في محافظة السويداء كان يعمل في مرتبات الفرقة الجوية 22 – اللواء الجوي 14 – مطار أبو ضهور. وفي حين لفت الحمود إلى أن الدروز ولا سيما عناصر الجيش منهم منقسمون بين تأييدهم للثورة ومناصرتهم للنظام، أكد «أن هناك تبدلا ملحوظا في موقف هؤلاء الذين يتأثرون بشكل كبير بموقف النائب وليد جنبلاط في لبنان الذي انعكست مواقفه الأخيرة إيجابا على زيادة عدد العناصر الذين يعلنون انشقاقهم يوما بعد يوم، والأمر نفسه ينسحب على أبناء الطائفة الدرزية بشكل عام، والذين بدأوا يتحركون لصالح الثورة بعدما كانوا يقفون على الحياد». وأشار الحمود إلى أن هناك تنسيقا دائما بين أفرقاء الحراك المسلح ضد الثورة على الأرض في محافظة السويداء، لفت إلى أن وتيرة العمليات في هذه المنطقة تشهد تطورا ملحوظا في الأيام الأخيرة على غرار باقي المناطق السورية. وعن كيفية حث عناصر الدروز في جيش النظام على الانشقاق، أكد الحمود أن هناك تواصلا مع بعضهم ومع الأهالي في مناطق الدروز، وذلك بهدف «طمأنتهم على أنهم من نسيج الشعب السوري الذي يؤسس لسوريا المستقبل، وعلينا أن نعمل معا لإسقاط هذا النظام لتحصل كل من الأقلية والأكثرية على حقوقها». ورأى الحمود أن عدم مشاركة الدروز في الثورة كما يجب لغاية الآن، هو بسبب كل ما يقوم به النظام من محاولات لتخويف الأقليات السورية والقول: «إن الثورة ذات طابع إسلامي متشدد سينعكس سلبا على وجودهم في المستقبل، وهو ما لا يمت إلى الواقع بصلة».

ودعا البيان الذي أصدره المجلس العسكري في السويداء في وقت لاحق، أبناء المحافظة إلى الانشقاق والانضمام إلى صفوف المقاتلين في المجلس العسكري. وأشار المجلس في بيانه إلى أن «قرار الجيش السوري الحر بأحقيته في استهداف أي عنصر تابع للنظام مهما كان دينه أو انتماؤه ما دام أنه يتبع هذا النظام الفاسد ويعمل تحت إمرته وهذا القرار يشمل العسكريين من أبناء محافظة السويداء العاملين في محافظة درعا وكافة المحافظات السورية لأن الدفاع عن النفس أمر مشروع»، مضيفا: «إن النظام عبر سلوكه الطائفي يقوم بفرز أبناء طائفتنا في أكثر المناطق سخونة وخطورة ويضعهم في واجهة المعارك ليلقوا حتفهم ومن ثم يقوم بالمتاجرة بجثثهم بمساعدة شبيحته في المحافظة».

مع العلم بأن القوات المسلحة التي تعمل على الأرض في السويداء هي بشكل أساسي «كتيبة سلطان باشا الأطرش» التي تنفذ عملياتها أيضا بالتعاون مع الكتائب الموجودة في محافظة درعا، بحسب الحمود. كذلك، هناك المجلس العسكري في السويداء الذي كان قد أعلن عن إنشائه في 22 مايو (أيار) الماضي، وذلك، للتأكيد على الوحدة الوطنية ودعم أبناء جبل العرب للثورة السورية وترجمة وتفعيل نهج قائد الثورة الأول سلطان باشا الأطرش، بحسب ما أعلن حينها قائد المجلس العسكري في حمص العقيد قاسم سعد الدين.