أبو مازن يطلب من بوتين في بيت لحم عقد مؤتمر سلام في موسكو

الرئيس الروسي يفتتح شارعا باسمه ومركزا ثقافيا روسيا في المدينة

أبو مازن لدى استقبال نظيره الروسي فلادمير بوتين في بيت لحم أمس (أ.ب)
TT

في الوقت الذي رفض فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للالتقاء في بيت لحم من أجل إطلاق مفاوضات سلام جديدة، طالب أبو مازن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان يزور المدينة نفسها (بيت لحم) عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو.

وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين «أكدنا أن الطريق الوحيد للسلام هو المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين، وما زلنا نقول ونؤكد أنه من الضروري عقد مؤتمر سلام في موسكو، كما تم الاتفاق عليه منذ سنوات».

وجاء موقف عباس هذا على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل لاقتراح مؤتمر سلام في روسيا. واتهم أبو مازن نتنياهو بعدم الاستجابة لشرط إعادة إطلاق المفاوضات وعلى رأسها الاستيطان الإسرائيلي.

وقال أبو مازن، إن سبب الجمود السياسي الحالي هو الاستيطان الذي لم يتوقف، ودعا في حديث مع وكالة الأنباء الروسية إلى تجميد الاستيطان في حال أرادت إسرائيل التقدم في عملية السلام، معتبرا دعوة نتنياهو للقائه مجرد علاقات عامة لا تريدها القيادة الفلسطينية.

وناقش أبو مازن مع ضيفه الروسي، 4 قضايا مهمة ورئيسية، وهي عملية السلام، والمصالحة الداخلية، واتفاقات اقتصادية مشتركة، والوضع العربي خصوصا في سوريا. وقال عباس، في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين «تناولنا جملة من القضايا التي تهم البلدين، وعلى رأسها سبل تطوير العلاقات الثنائية، وما آلت إليه العملية السلمية، والنشاطات الاستيطانية التي تعتبر عقبة أساسية في طريق هذه العملية». وأضاف «نحن نعرف اهتمام الأشقاء والأصدقاء في روسيا بالوضع الداخلي الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، ولقد أكدت للرئيس أننا ماضون في هذه المصالحة، ونؤكد أنه إذا تم تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية ستكون بوابة المصالحة».

وتابع «كذلك تناولنا بالبحث الأوضاع العربية في كثير من الدول العربية التي تواجه ما يسمى الربيع العربي، وناقشنا تفاصيل هذه الأوضاع كوننا نعرف تماما أن مثل هذا الوضع يهم روسيا وأيضا يهمنا كذلك». كما طلب أبو مازن من بوتين، المساعدة في إطلاق سراح أسرى، وقال «طلبنا من الرئيس مساعدتنا على إطلاق سراح الأسرى، وخاصة أولئك الذين اعتقلوا قبل عام 1994 وتم الاتفاق بيننا وبين الإسرائيليين منذ زمن، ولم يتم الإفراج عنهم بعد».

ومن جهته، أكد الرئيس الروسي أنه بحث مع عباس جملة من القضايا بما فيها مشاريع الدعم والتعاون.

وقال بوتين «إن مواقفنا من أهم القضايا الإقليمية والدولية متقاربة، تحدثنا عن التغلب على مأزق العملية التفاوضية، وأشير هنا إلى المواقف المسؤولة التي تتخذها قيادة السلطة الفلسطينية والرئيس شخصيا الساعية لتوصل لحل سلمي بناء على أساس حل الدولتين، وأنا على يقين أن كل الأعمال أحادية الجانب تؤدي إلى حل غير بناء».

وحث بوتين الفلسطينيين والإسرائيليين على ضبط النفس والتمسك بالالتزامات والاتفاقيات الموقعة، وقال إن ما سيساعد على الانفراج والتسوية هو الوصول إلى وحدة سياسية فلسطينية. كما أكد بوتين، مجددا أن لا مشكلة لدى موسكو في موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وقال «قمنا بذلك قبل 25 عاما، ولن نغير موقفنا».

ووصل بوتين إلى بيت لحم صباحا قادما من إسرائيل التي التقى فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، وبحثوا معا ملفات متعلقة بعملية السلام وسوريا وإيران. ومن بيت لحم انتقل بوتين إلى الأردن في زيارة تستغرق بضع ساعات، التقى خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ناقش خلالها مسألة بيع الأردن مفاعلا نوويا للاستخدامات السلمية وكذلك الوضع في وسوريا، وافتتح كنيسة أرثوذكسية.

واستقبل بوتين، استقبالا رسميا كبيرا، إذ بدأت الاستعدادات في بيت لحم قبل شهر من وصوله، وأعاد مهندسو وعمال البلدية تعبيد وترميم وتصميم بعض الشوارع التي مر منها الضيف، وقاموا بزراعة أشجار وتزيين الأرصفة والجدران، وقد علقت عشرات الصور لبوتين وعباس. وقام الرئيس الروسي بافتتاح أحد الشوارع الرئيسية الذي أطلقت عليه بلدية بيت لحم اسمه على غرار إطلاق اسم ميدفيدف على شارع في رام الله خلال زيارته للضفة الغربية قبل عامين تقريبا.

وفور وصول بوتين، الذي استهل جولته في بيت لحم، بزيارة لكنيسة المهد، استعرض الرئيسان حرس الشرف وعزف السلامان الوطنيان الروسي والفلسطيني.

وتحولت بيت لحم أمس، إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، إذ انتشر حرس الرئيس الخاص في الشوارع المؤيدة إلى كنيسة المهد والمركز الثقافي الروسي وقصر الضيافة، الذي استقبل فيه الرئيس الفلسطيني ضيفه وعقدا هناك المؤتمر الصحافي، قبل أن ينطلقا لافتتاح المركز الثقافي الروسي، وهو مركز ضخم أقيم على قطعة أرض كبيرة تبرع بها الرئيس الفلسطيني على طريق بيت لحم القدس بالقرب من مخيم الدهيشة، وتكلف بناؤه 3 ملايين دولار.

ورافق بوتين في زيارته 400 من الحرس الخاص، ورجال السياسة والأعمال والصحافيين. ووقعت منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة روسيا الاتحادية، بحضور الرئيسين عباس بوتين، اتفاقية لتنظيم الوضع القانوني للمتحف الروسي في مدينة أريحا، واتفاقيات اقتصادية أخرى.