لقاءات فتح وحماس تستأنف مطلع يوليو في القاهرة

وسط تصريحات من أبو مرزوق يتحدث فيها عن فيتو أميركي ضد المصالحة

TT

في الوقت الذي برز فيه مزيد من الخلافات بين الجانبين والعودة إلى الحديث عن «فيتو أميركي» على المصالحة، وافق ممثلو حركتي فتح وحماس على استئناف اللقاءات بينهما في القاهرة لتمهيد الطريق أمام الإعلان عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الحركتين ردتا بإيجاب على اقتراح تقدم به جهاز المخابرات العامة المصرية باستئناف عقد اللقاءات بينهما في القاهرة مطلع يوليو (تموز) المقبل. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن اللقاءات تهدف إلى التفاهم بشكل نهائي حول التفاصيل المتعلقة بتشكيل الحكومة.

وأشارت المصادر إلى أن اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لن يتم في حال لم يتم التوافق على كل القضايا المتعلقة بتشكيل الحكومة، وضمنها تسمية الوزراء وتوزيع الحقائق. وأكدت المصادر أنه لا يزال هناك خلاف بين الحركتين بشأن هوية وزير الداخلية، إذ يصر الرئيس عباس على أن يقوم هو بتعيين وزير الداخلية، في حين تتشبث حماس بنص الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحركتين، ويقضي بأن يتم التوافق بشكل كامل بينهما بشأن الحقائب الوزارية. وأوضحت المصادر أن أكثر ما يثير حفيظة حركة حماس هو إعلان الرئيس عباس الأخير الذي يشدد على ضرورة تحديد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بشكل متزامن مع الإعلان عن تشكيل الحكومة، وهو ما تعارضه حركة حماس. وفي ذات السياق، برزت قضية خلافية جديدة بين الجانبين تتمثل في مطالبة حركة حماس بضرورة أن يتم إجراء الانتخابات للمجلس الوطني بشكل متزامن مع إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما ترفضه حركة فتح. ودعا موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى إجراء انتخابات المجلس الوطني «ليمارس عمله ويكون الوعاء الشامل والموجه الأساسي للسلطة الفلسطينية». وشدد أبو مرزوق في كلمة على صفحته على موقع الاجتماعي «فيس بوك» على ضرورة إعادة تشكيل المجلس الوطني «دون تأخير أو تأجيل أو تسويف»، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتشريعية، مشددا على أن إنجاز انتخاب المجلس الوطني يعني تمثيل الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن هناك توافقا داخليا على ألا يسيطر تنظيم ما على المجلس الوطني ومؤسساته، موضحا أن أهمية تشكيل مجلس الوطني جديد «تكمن في أنه سيتيح إعادة تقييم المسار الفلسطيني برمته». وردا على موقف أبو مرزوق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، إن تصريحات أبو مرزوق «مخالفة تماما لما تم الاتفاق عليه في القاهرة»، موضحا أن هذه التصريحات تأتي في سياق التهرب من اتفاق القاهرة ووضع عراقيل أمام عمل ملفات المصالحة وتطبيقها على الأرض. وفي السياق ذاته، اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، بعض قيادات حماس في قطاع غزة بالعمل على عرقلة جهود المصالحة، من خلال إطلاق تصريحات تضر بالمصالحة. وحذر العالول من أن مثل هذه التصريحات ستؤثر على سير المصالحة وتعيدها إلى الخلف أو تجعلها تراوح مكانها، مؤكدا أن كل هذه التصريحات لن تقف أمام إتمام الوحدة الوطنية.

وفي إطار الاتهامات والاتهامات المضادة أكد أبو مرزوق في موقعه على «فيس بوك» أن لدى الحركة معلومات موثقة عن فيتو أميركي جديد على المصالحة الفلسطينية فرض على السلطة الفلسطينية مؤخرا حسب قوله، متسائلا عما سماه «الأرجحة في المصالحة التي أربكت الساحة الفلسطينية»، مؤكدا أنه «لا مصلحة في إبقاء هذا الوضع على حاله سوى مصلحة العدو».

وشدد أبو مرزوق على ضرورة الاعتماد والمراهنة على الشعب، مضيفا «نحن قادرون على مواجهة كل العقبات، أقول هذا في ظل المعلومات الموثقة بالفيتو الأميركي الجديد الذي تم إبلاغه للجانب الفلسطيني مؤخرا، فالمصارحة مريحة لأننا سنبحث معا عن مخرج يحفظ قوة الدفع للقضية التي تتراجع منذ توقيع اتفاقية أوسلو والاستمرار في هذا الخط المتعثر».