المخابرات البريطانية: «القاعدة» تشكل خطرا على دول «الربيع العربي»

رئيس الجهاز الاستخباراتي الداخلي: الألعاب الأولمبية تشكل هدفا لهجمات إرهابية

TT

قال رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلي (إم آي 5) إن متشددي تنظيم القاعدة يستخدمون الدول التي أطاحت بزعمائها في انتفاضات الربيع العربي كقواعد لتدريب شبان راديكاليين من الغرب على شن هجمات محتملة على بريطانيا.

وفي أول خطاب علني له خلال عامين قال جوناثان إيفانز المدير العام لجهاز الأمن، أول من أمس، إن انتفاضات الربيع العربي في تونس وليبيا واليمن ومصر توفر أملا على المدى البعيد في إرساء الديمقراطية في الشرق الأوسط، و«هذا من شأنه أن تستجيب لتطلعات سكانها. إذا ما حدث ذلك سيكون في ذلك تخفيف بعض الضغوط التي قد تتولد عن التطرف في المنطقة».

لكن رئيس جهاز الاستخبارات قال إن «القاعدة» التي انتقلت إلى أفغانستان من دول عربية في التسعينات، ومنها إلى باكستان بعد سقوط طالبان الأفغانية، تحاول مجددا أن تكسب لها موضع قدم في العالم العربي.

وقال إيفانز طبقا لنص وزّع مسبقا لخطاب نادر في لندن، ونقلته «رويترز»، شارحا المخاطر الرئيسية التي تهدد المصالح البريطانية: «اليوم عادت أجزاء من العالم العربي لتصبح بيئة صالحة لـ(القاعدة)»، مضيفا أن «عددا صغيرا من الجهاديين البريطانيين يجدون طريقهم إلى دول عربية للحصول على التدريب وعلى فرص للقيام بنشاط عسكري مثلما يفعلون في الصومال واليمن. وبعضهم سيعود إلى بريطانيا ويشكل خطرا هنا».

واستطرد إيفانز، وهو ضابط شغل منصب رئيس جهاز الأمن منذ أبريل (نيسان) عام 2007: «هذا تطور جديد مثير للقلق وقد يتفاقم».

ورحب زعماء غربيون بانتفاضات الربيع العربي لتفتح الباب أمام الرخاء والحرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الرغم من فوز الإسلاميين في كل من تونس ومصر.

وتعيش ليبيا حالة من الاضطراب بينما يوسع ناشطو «القاعدة» موطئهم في جنوب اليمن. ونجح رجل مخابرات بريطاني في إحباط مؤامرة لـ«القاعدة» في اليمن لنسف طائرة ركاب فوق المحيط الأطلسي في مايو (أيار).

ويقول مسؤولون بريطانيون إن أشد المخاطر سيجيء على الأرجح من خلية محلية من المتشددين الذين تلقوا التدريب أو الدعم من «القاعدة» في أفغانستان وباكستان والصومال أو اليمن.

وقال إيفانز الذي انضم إلى جهاز «إم آي 5» عام 1980 بعد تخرجه في جامعة بريستول إن الاستعدادات الخاصة بالألعاب الأولمبية التي تقام في لندن تجري بشكل جيد، وإن كانت المناسبة ستصبح هدفا جذابا لأعداء بريطانيا.

ويقف مستوى الخطر في بريطانيا عند «خطر ملموس»، وهو ما يعني أن إمكانية التعرض لهجوم قوية، لكن هذا المستوى يقلّ درجة عن المستوى الذي ساد طوال السنوات العشر الماضية.

وأضاف إيفانز قائلا في خطابه إن «الدورة (الألعاب الأولمبية) تمثل هدفا جذابا لأعدائنا وسيكونون في قلب اهتمام العالم لشهر أو نحو ذلك. ما من شك أن بعض الشبكات الإرهابية فكرت في إمكانية شن هجوم».

وصرح إيفانز بأنه على الرغم من أن «القاعدة» لم تتمكن من شن هجوم ناجح على بريطانيا منذ عام 2005 فإن الخطر لم يتبخر، مضيفا أن بريطانيا ظلت هدفا لخطة إرهابية ذات مصداقية كل عام منذ الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.

ويعتقد أن ما بين 100 و200 من المقيمين في بريطانيا متورطون في أنشطة إرهابية في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، معظمهم شبان من مدن مثل لندن وبرمنغهام، وتتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما.