قادة أجهزة الأمن بالقارة السمراء يلتقون في الجزائر لبحث تهديدات الإرهاب في «أفغانستان أفريقيا»

لمواجهة التحديات الأمنية الوطنية والجهوية والقارية بفضل الروابط التاريخية

TT

يعقد «مؤتمر أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية» منذ أمس، في الجزائر، اجتماعه التاسع لبحث تنسيق الخطط الذي وضعها «الاتحاد الأفريقي» لمواجهة تهديدات الإرهاب في القارة، وبخاصة الساحل.

وتشارك الجزائر في التظاهرة بوزيرها الأول أحمد أويحي، زيادة على مصالحها الأمنية. كما يشارك عدد كبير من خبراء الأمن ومسؤولين مدنيين في البلدان الأفريقية، تحت أشراف رئيس مفوضية «الاتحاد الأفريقي» جان بينغ، ورئيس الاجتماع السابق الذي عقد في الخرطوم، السوداني محمد عطا.

وحمل اجتماع الجزائر شعار «لنعمل معا من أجل مواجهة التحديات الأمنية الوطنية، والجهوية والقارية بفضل الروابط التاريخية الراسخة والتضامن». وقال أويحي في بداية التظاهرة، إن القضايا المطروحة أمام المشاركين في الاجتماع «هامة جدا وتعد مرجعية بالنسبة للتضامن وتحرير القارة الأفريقية»، داعيا إلى «بناء روابط تضامن بين البلدان الأفريقية».

وأفاد رئيس جهاز الاستعلامات التركي، الذي يمثل بلاده بصفتها «ضيف شرف»، بأن أنقرة «تدعم جهود أفريقيا في تحقيق السلم والأمن والتطور والازدهار». وتحدث عن «أهمية التعاون من أجل تحقيق هذه الأهداف».

وفي العادة يلتقي قادة أجهزة الأمن الأفريقية في إطار مؤتمرهم، لإمداد مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي، بالمعلومات الضرورية لرسم سياسة واستراتيجية أفريقيا، من أجل الحفاظ على السلم والوقاية وتسيير وتسوية النزاعات ومواجهات تهديدات الإرهاب. ويعقد هؤلاء الخبراء اجتماعاتهم في شهر يونيو (حزيران) من كل عام في إحدى دول أفريقيا، تحسبا لقمة «الاتحاد الأفريقي» السنوية.

وجرى اجتماع أمس، الذي يدوم 3 أيام، في سرية تامة. وحرص منظموه على إبعاد وسائل الإعلام عنه.

ورجح مهتمون بالاجتماع، مناقشة قضيتين أساسيتين مرتبطتين ببعضهما خلال الأشغال التي جرت في جلسة مغلقة. الأول تهديدات «القاعدة» في الساحل الذي أصبح يسمى «أفغانستان أفريقيا»، على خلفية الانتشار غير المسبوق لعناصر التنظيم المسلح في شمال مالي، حيث وجدوا ملاذا آمنا. والثاني، يتعلق بجماعات دينية طرقية مسلحة أقامت دولة مستقلة في شمال مالي، سمتها «دولة الأزواد». ويعارض «الاتحاد الأفريقي» قيام هذه الدولة ويدعو إلى الحفاظ على سلامة التراب المالي. وتم إنشاء «مؤتمر أجهزة الأمن الأفريقية» في 26 أغسطس (آب) من سنة 2004 بأبوجا (نيجيريا) من طرف مديري أجهزة المخابرات والأمن الأفريقية. والهدف منه، مساعدة الاتحاد الأفريقي وهياكله على رفع قدرته في مواجهة التهديدات بالقارة الأفريقية.

ونظم الخبراء عقب اجتماعهم التأسيسي في نيجيريا، 7 اجتماعات في: طرابلس (ليبيا) سنة 2005، وويندهوك (ناميبيا) سنة 2006، والخرطوم (السودان) سنة 2007، وكيب تاون (جنوب أفريقيا) سنة 2008، ولواندا (أنغولا) سنة 2009، وبرازافيل (جمهورية الكونغو) سنة 2010، والخرطوم مرة ثانية سنة 2011.