ملكة بريطانيا تبدأ زيارة تاريخية إلى آيرلندا الشمالية

لقاؤها مع قائد سابق في الجيش الجمهوري يثير الآلام والآمال معا

الملكة إليزابيث تحيي الجمهور بعد حضورها قداسا في بلدة إنيسكيلن أمس خلال اليوم الأول من زيارتها لآيرلندا الشمالية (أ.ب)
TT

بدأت ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية أمس زيارة تاريخية إلى آيرلندا الشمالية، في خطوة جديدة نحو تحقيق السلام في الإقليم وتطبيع العلاقات بين الآيرلنديين القوميين وبريطانيا. وستتوج الزيارة التي تدوم يومين بمصافحة مثيرة بين الملكة (86 عاما) ومارتن ماكغينيس، القائد السابق للجيش الجمهوري الآيرلندي، والذي يشغل الآن منصب نائب الوزير الأول بالإقليم. وستتركز الأنظار خصوصا على هذا اللقاء الذي يعتقد أنه سيثير آلام أعمال العنف في الماضي وآمال تحقيق السلام في المستقبل.

وصلت الملكة إليزابيت وزوجها الأمير فيليب، أمس، إلى بلدة إنيسكيلن، في جنوب الإقليم، حيث حضرت قداسا بمناسبة الذكرى الستين لاعتلائها العرش. وتحمل البلدة القريبة من الحدود مع آيرلندا ذكريات أليمة للحرب الأهلية التي استمرت لثلاثة عقود بين البروتستانت الموالين لبريطانيا والكاثوليك القوميين. وبعد القداس، التقت الملكة مع أقارب ضحايا تفجير شنه الجيش الجمهوري في بلدة إنيسكيلن قبل 25 عاما، وراح ضحيته 11 شخصا. ويعد ذلك التفجير واحدا من أسوأ الفظائع التي ارتكبت في الإقليم. وعبر ستيفن غولت، وهو رجل أصيب في تفجير 1987 وقتل فيه والده، عن سعادته للفتة الملكة. وقال إن هذه اللقاء «يسلط الضوء على النقطة التي لا يمكن لضحايا إنيسكيلن أن ينسوها»، مشيرا إلى امتنانه للملكة لإدراجها الانتقال إلى إنيسكيلن ولقاء ضحايا التفجير، ضمن زيارتها.

لكن النقطة الأكثر إثارة خلال الزيارة تتمثل في وضع الملكة إليزابيت الثانية يدها في يد مارتن ماكغينيس، القائد السابق في الجيش الجمهوري الآيرلندي، اليوم (الأربعاء) في بلفاست. وكان حزب الشين فين القومي المؤيد للجمهورية الآيرلندية، قد اتخذ يوم الجمعة الماضية قرارا بأغلبية واضحة بصورة حضور ماكغينيس حفل استقبال الملكة في عاصمة الإقليم بلفاست، علما بأن القوميين اعتادوا مقاطعة مثل هذه المناسبات في الماضي. وقال جيري آدمز، زعيم الشين فين الذي أعلن القرار: «لسنا مضطرين لهذا. نفعل ذلك لأنه الأمر الصائب الذي يجب فعله، على الرغم من أنه سيتسبب في صعوبات بالنسبة لجماعتنا، لكنه أمر جيد بالنسبة لآيرلندا. أمر طيب بالنسبة للعملية التي نحاول تطويرها. إنه الوقت المناسب والسبب المناسب». وتابع آدمز: «بعد أن ينهي مارتن ماكغينيس هذا الارتباط، سيصبح كما كان دوما ناشطا مخلصا حقيقيا جمهوريا».

وبدوره، اعتبر ماكغينيس أن قراره بحضور استقبال الملكة، يشكل خطوة مهمة تجاه المصالحة بين القوميين والموالين لبريطانيا. وقال: «عندما أصافح الملكة إليزابيت الثانية فأنا أصافح فعليا وعاطفيا مئات الآلاف من الاتحاديين. وأعتقد أن هذا أمر جيد».

وتشمل الزيارة أيضا عقد اجتماع بين الملكة والوزير الأول بالإقليم بيتر روبنسون. وكان مراقبون توقعوا تنظيم احتجاجات من قبل الجمهوريين المنشقين، ضد الزيارة، لكن لم يتم تسجيل سوى مظاهرة محدودة مناهضة للملكية حضرها نحو 300 شخص في بلفاست خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتعد هذه الرحلة العشرين للملكة إلى إقليم آيرلندا الشمالية التابع للمملكة المتحدة. وكانت الملكة إليزابيت الثانية قد فتحت آفاقا جديدة في العلاقات البريطانية - الآيرلندية، عندما قامت بزيارة إلى الجمهورية الآيرلندية دامت أربعة أيام العام الماضي.