باريس تبسط سجاد الرؤساء لسو تشي وتمنحها وسام «مواطنة شرف»

هولاند يستقبل زعيمة المعارضة في ميانمار في أول يوم من زيارتها لفرنسا

الرئيس هولاند (يمين) أثناء استقباله سو تشي في قصر الإليزيه أمس (رويترز)
TT

بدأت زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي أمس زيارة تستغرق ثلاثة أيام إلى باريس. وفي أول يوم من هذه الزيارة جرى استقبالها من قبل الرئيس فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، على أن تعقد لاحقا اجتماعات مع منظمات غير حكومية وطلاب.

ولدى وصول سو تشي بالقطار قادمة من لندن، وجدت في استقبالها الوزير المنتدب للتنمية باسكال كانفان، الذي قدم لها باقة زهور زرقاء. واجتازت سو تشي المحطة وهي تبتسم وسط مواكبة أمنية كثيفة، ومن دون أن تتوقف أمام مجموعة من عشرين من مواطنيها ومؤيدين فرنسيين كانوا يرفعون لافتات وملصقات رسمت عليها صورتها. وقال هايت تينت العضو في منتدى يضم معارضين للمجلس العسكري الحاكم في ميانمار في أوروبا: «لقد أتيت من هولندا لاستقبال السيدة (لقب أونغ سان سو تشي). إنها بمثابة والدتي، ونريدها أن تعرف أنها ليست وحدها، لأن كل زعيم يحتاج إلى شعبه»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها. وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأن «أونغ سان سو تشي تستقبل بكل ما يليق بتاريخها الماضي والحاضر» من أبهة، وتبسط فرنسا أمام الحائزة جائزة نوبل للسلام السجاد الأحمر في بروتوكول يخصص عادة لرؤساء الدول.

وتلتقي سو تشي، 67 سنة، خلال زيارتها أيضا رئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ وعمدة العاصمة برتران ديلانويه الذي سيقلدها اليوم الأربعاء وسام «مواطنة شرف مدينة باريس»، كما ستلتقي منظمات غير حكومية وطلبة في جامعة السوربون. وبذلك تريد فرنسا تجديد دعمها زعيمة المعارضة وأن تعبر لها أيضا عن استعدادها من خلال شركاتها على المساهمة في إعادة إعمار البلاد المتضررة من عقود من الديكتاتورية العسكرية.

وأعلنت باريس أن «زيارتها إشارة امتنان قوية لبلاد ساندتها منذ أكثر من عشرين سنة مهما كانت الأغلبية الحاكمة في باريس، وقد التزم الرئيس هولاند شخصيا إلى جانبها، وهو سعيد جدا لاستقبالها». وأكد المصدر الدبلوماسي أن ميانمار «بلد في طور التحول» وأن باريس تريد توجيه «رسالة ثقة في المستقبل» رغم أعمال العنف الأخيرة في بعض مناطق غرب وشمال البلاد. وأوضح المصدر أن «طريقتنا تتمثل في تشجيع الشركات على (الاستثمار) في عدة قطاعات هامة بالنسبة للسكان (الصحة والزراعة)»، مشيرا إلى أن ميانمار في حاجة ملحة إلى «سياسة في قطاع الطاقة».

وفي هذا المجال تبرر باريس حضور شركة «توتال» النفطية - الموجودة في ميانمار منذ 1992 والتي تعرضت في الماضي لانتقادات المنظمات غير الحكومية التي أخذت على المجموعة الفرنسية المساهمة في إثراء النظام العسكري - وتذكر أن سو تشي نفسها قالت إن «(توتال) شركة مسؤولة». لكنّ مراقبين تساءلوا ما إذا كانت باريس ستذهب، في سياق رغبتها في مساندة الفترة الانتقالية في ميانمار (بورما سابقا)، إلى حد دعوة الرئيس الجنرال السابق ثين شين، مثلما فعلت بريطانيا قبل أيام. وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية في تقريرها إلى أن الشك «لا يزال قائما» حول هذا السيناريو، وباريس «لم تبدِ استياء» من القرار البريطاني.