الحكومة السورية الجديدة تؤدي القسم والأسد يدعوها إلى «التوجه شرقا»

واشنطن: تزايد المؤشرات على أن النظام يفقد السيطرة على سوريا

TT

أدت الحكومة السورية الجديدة أمس القسم الدستوري، بعد أن بدأ وزراؤها العمل في وزارتهم قبل ذلك «نتيجة للأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد». ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الحكومة السورية الجديدة إلى «معالجة المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، والعمل على إنجاح مشروع المصالحة الوطنية». ونقل وزير المصالحة الوطنية في الحكومة السورية علي حيدر عن الأسد دعوته خلال لقائه أعضاء الحكومة بعد أداء القسم الدستوري، الحكومة الجديدة إلى «معالجة المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطن، من خلال قدرتنا على الاكتفاء الذاتي الداخلي، والتوجه شرقا إلى الدول الصديقة التي تربطنا معها علاقات صداقة ولا تكن عداوة وبغضاء للشعب السوري وليس لها معه تاريخ استعماري، والاستفادة من تجارب تلك الدول».

وقال حيدر إن الأسد شدد خلال اللقاء الذي استمر لنحو 3 ساعات على أن «قرار الحكومة السورية الجديدة هو المصالحة الوطنية بمجملها»، مشيرا إلى أن «كل الجهود يجب أن تصب في إنجاح مشروع المصالحة، من خلال معالجة كل الأزمات التي يعاني منها المواطن السوري».

ويذكر أن الحكومة السورية الجديدة تضم 34 وزيرا، بينهم 17 من حزب البعث وثمانية من أحزاب الجبهة الوطنية والباقي من المستقلين، فيما احتفظ وزراء الدفاع والخارجية والمالية بمناصبهم.

وجاء ذلك في وقت اعتبرت الولايات المتحدة أن الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق وإسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية هي جميعها مؤشرات على أن نظام الرئيس السوري بدأ يفقد السيطرة على البلاد. وأشار جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إلى «الانشقاقات العالية المستوى» التي حدثت مؤخرا في صفوف الجيش. وقال أمس: «من الواضح أن نظام بشار الأسد يفقد سيطرته على البلاد شيئا فشيئا». وجدد إدانة واشنطن لإسقاط الطائرة التركية بنيران سورية الجمعة ووصفه بأنه عمل «غير مقبول». وأكد كارني أن الولايات المتحدة ستواصل السعي لتحقيق انتقال سياسي لا يتضمن بقاء الأسد في السلطة، مؤكدا «نرى أنه لا يمكن أن يكون الأسد جزءا من أي عملية انتقالية».

وكان دبلوماسي تركي صرح لوكالة الصحافة الفرنسية أن لواء سوريا وعقيدين انشقوا ووصلوا إلى تركيا ليل الأحد الاثنين، ما يرفع إلى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا إلى تركيا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وصل عدد قتلى أعمال العنف المستمرة منذ 15 شهرا في سوريا إلى أكثر من 15 ألف قتيل. وقال كارني إن خسارة الأرواح أمر «فظيع»، متهما الأسد بأنه «متعجرف». وأضاف: «على المجتمع الدولي أن يتوحد» للعمل من أجل انتقال سياسي في سوريا.