تقارير إخبارية: روسيا قد تنقل شحنة المروحيات إلى سوريا جوا

العقود تشمل أنظمة للدفاع الجوي وطائرات مقاتلة

TT

نقلت تقارير إخبارية أمس عن مصدر عسكري قوله أمس إن روسيا قد تقرر نقل شحنة المروحيات العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي، التي أثارت جدلا، إلى سوريا عبر الجو، بعد أن تخلت عن محاولة نقلها بحرا، وهو ما عززه تقرير مواز لمركز أبحاث روسي، أكد أن سوريا ستحصل هذا العام على أنظمة دفاع جوي وطائرات مروحية أعيد تجديدها، وطائرات مقاتلة تصل كلفتها إلى نحو نصف مليار دولار على الرغم من الضغوط الدولية لوقف بيع الأسلحة لدمشق.

وتطالب الدول الغربية روسيا بوقف جميع أشكال تعاونها العسكري مع سوريا بسبب تصاعد العنف بين النظام السوري والمسلحين، إلا أن روسيا أكدت أنها لا تستطيع الإخلال بالعقود.

ورست سفينة الشحن «إم في الايد» الأحد في ميناء مورمانسك (شمال غربي روسيا) بعد أن اضطرت الأسبوع الماضي إلى العودة دون أن تتمكن من تسليم المروحيات العسكرية إلى سوريا، بعد أن ألغت شركة تأمين بريطانية تأمين السفينة عقب الكشف عن محتوياتها لدى مرورها قبالة السواحل الأسكوتلندية.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن مصدر عسكري، لم تكشف عن هويته، قوله إن «المروحيات الثلاث من طراز (إم آي - 25) وأجهزة الدفاع الجوي يمكن أن تنقل إلى سوريا بسهولة عن طريق الجو». وأضاف أن «على روسيا أن تفي بالتزاماتها.. ولكن كل شيء سيعتمد على مدى مقاومتنا لضغوط الدول الغربية، التي تريد منا وقف تعاوننا العسكري مع سوريا». وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد أن السفينة كانت تحمل ثلاث مروحيات هجومية بعد إصلاحها في روسيا بموجب اتفاق سابق، وقال الأسبوع الماضي إن الشحنة تشتمل على أنظمة دفاع جوي، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل حول نوع أو كمية الأنظمة الموجودة على السفينة.

وتبيع روسيا لسوريا مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي المحدودة، إلا أنها رفضت مرارا تزويدها بتقنية أنظمة «إس - 300» المتقدمة، التي لم تتمكن من تزويد إيران بها سابقا، بسبب الضغوط الغربية، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وقالت صحيفة «فيدوموستي» اليومية، المتخصصة بشؤون الأعمال، الثلاثاء، إن «روسيا اختارت هذا العام عدم إمداد سوريا بأنظمة (إس - 300)، على الرغم من توقيع عقد تسليم من قبل منتج الأنظمة ودمشق بقيمة 105 ملايين دولار في العام 2011».. بينما توقع خبراء عسكريون أن تكون السفينة تحمل أنظمة الدفاع الصاروخي «بوك - إم2 آي» الأكثر بساطة إلى سوريا.

وفي مورمانسك استبدلت السفينة علمها وباتت ترفع العلم الروسي، بعد أن كانت ترفع علم جزيرة من جزر الأنتيل، إلا أن روسيا لم تؤكد بعد ما إذا كانت السفينة ستكرر محاولة الوصول إلى ميناء طرطوس السوري أو تتوجه إلى مدينة فلاديفوستوك كما كان مقررا سابقا.

ويأتي ذلك بالتزامن مع ما أكده مركز أبحاث روسي من أن سوريا ستحصل هذا العام على أنظمة دفاع جوي وطائرات مروحية أعيد تجديدها وطائرات مقاتلة تصل كلفتها إلى نحو نصف مليار دولار، على الرغم من الضغوط الدولية لوقف بيع الأسلحة لدمشق.

ويشير التقرير - الذي أعده مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو - إلى أن تلك الأسلحة تأتي بموجب سلسلة من العقود الموقعة في الفترة بين عامي 2005 و2007.

ومن المتوقع - حسب التقرير الذي نقلته وكالة رويترز - أن يتم تسليم 12 مقاتلة حديثة من طراز «ميغ 29» هذا العام، وتسليم مجموعة من الطائرات العمودية الهجومية من طراز «إم آي 25» التي تم إصلاحها.

وأوضح التقرير أن من بين أنظمة الدفاع الجوي التي سيتم تسليمها هذا العام لسوريا منظومة «بوك إم 2 آي» التي بدأت روسيا تسليمها عام 2010، فضلا عن المنظومة «بانتسيراس 1»، وهما منظومتان تعملان على مركبات مدرعة ومصممتان لحماية القوات من الهجمات الجوية.. أما عقد الطائرات فيتضمن 12 وحدة من طائرات «ميغ 29» وقيمته 600 مليون دولار، وقد اكتمل النموذج الأولي لهذه الطائرات نهاية العام الماضي.

وتوقع التقرير أن يتم تسليم المجموعة الأولى - وربما كلها - نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن هذه الطائرات قد تزود بصواريخ جو - جو، وصواريخ جو - أرض، وهو ما يمكنها من اختراق أي منطقة حظر طيران فوق الأراضي السورية.. ومن العقود الملزمة بها روسيا، تسليم 36 وحدة من المنظومة «بانتسيراس 1»، وقد سلمت بالفعل 12 منها، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من ذلك العقد بحلول عام 2013.

لكن التقرير أشار إلى أن موسكو ستقبل تجميد مبيعات السلاح، إذا اقتنعت بأن من مصلحتها إنهاء علاقتها مع الأسد. وقال التقرير: «التعاون في مجال الأسلحة مع سوريا ليس له أهمية كبيرة بالنسبة إلى روسيا؛ لا من الناحية التجارية ولا من ناحية العلاقة الدفاعية».