مقتل صاحب فرقة موسيقية وشقيقه على يد إسلاميين يجدد الجدل حول حرية الفن والإبداع

«المهن الفنية» قدمت بلاغا للرئيس المنتخب.. وبرلماني سلفي لـ«الشرق الأوسط»: افتراء وكذب

TT

جدد مقتل صاحب فرقة موسيقية وشقيقة على يد إسلاميين ينتمون إلى التيار السلفي بقرية ميت العز بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية فجر أول من أمس، الجدل حول حرية الفن والإبداع في مصر بعد تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة البلاد.

وبينما تقدمت نقابة المهن الفنية ببلاغ إلى رئيس مصر المنتخب لحماية الفن والإبداع من التيارات الإسلامية، ودعت النقابة فناني مصر لوقفة احتجاجية اليوم (الخميس) أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة، نفى حزب النور (السلفي) انتماء الجناة إليه، وقال برلماني سلفي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجناة لا ينتمون للحزب بل للتيار السلفي».

ولقي شقيقان يعملان بفرقة موسيقية مصرعهما فجر أول من أمس، على يد عدد من الشباب الملتحين، بسبب وجود خلافات سابقة بينهم؛ إلا أن الأحداث تصاعدت، بعدما انتشرت شائعات بين الأهالي أن وراء الجريمة أبعادا دينية بسبب عمل المجني عليهما كموسيقيين في فرقة موسيقية.

بدأت الأحداث عندما تلقى اللواء محمد العنتري، مدير أمن الشرقية، إخطارا من الرائد علاء مندور، رئيس مباحث مركز فاقوس، بنشوب مشاجرة بناحية ميت العز دائرة المركز، ووجود قتلى.

وتبين من التحقيقات الأولية، أن مشاجرة نشبت بين صاحب فرقة موسيقية وشقيقه، وثلاثة أشخاص بينهم شقيقان قيل إنهم ينتمون إلى التيار السلفي، وكشفت تحريات السلطات المحلية، أن المجني عليهما والضحايا من مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية؛ وأن الجناة استغلوا توجه المجني عليهما إلى مدينة فاقوس لإحياء حفل زفاف وتربصوا لهما أثناء عودتهما وأطلقوا عليهما وابلا من الرصاص.

وفي أثناء قيام الشرطة بإجراء التحريات، قام الآلاف من أهالي مدينة أبو كبير بقطع جميع الطرق والاعتصام على قضبان السكة الحديد وتحطيم جمعية خيرية ينتمي إليها المتهمون وحرق أحد المنازل، بعدما تواترت أنباء بين الأهالي أن الواقعة حدثت بسبب طبيعة عمل المجني عليهما، ورغبة الجناة في منع مثل هذه الحفلات.

من جانبها، تقدمت نقابة المهن الفنية ببلاغ للدكتور محمد مرسي رئيس مصر المنتخب، تطالبه فيه بحماية الفن والإبداع بالقطاعات الفنية والإبداعية والثقافية المختلفة من التيارات الإسلامية.

وأعرب وائل الطناحي، نقيب الموسيقيين بنقابة المهن الفنية، عن حزنه الشديد لوفاة أفراد فرقة موسيقية على يد أفراد ينتمون إلى إحدى الجماعات الإسلامية، وقال الطناحي في بلاغه للرئيس: إن «الحادث جعل أغلب الفنانين في حالة قلق خاصة في تلك الفترة الحرجة، بعدما انتشرت أنباء مؤخرا حول تفكير التيارات الإسلامية في السيطرة على الفن والإبداع بعد فوز الدكتور مرسي».

وأضاف الطناحي في بلاغه للرئيس: «كان من الممكن أن نوجه هذا البلاغ للنائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود؛ لكننا توجهنا به لشخصكم، والذي وثق فيه الشعب وأعطاه صوته ورفعه إلى سدة الحكم». وتابع: «نود أن نبلغ سيادتكم أن هذه الجريمة التي قتل فيها اثنان من الموسيقيين بالشرقية على يد إسلاميين، كما يدعون على أنفسهم، وهم يعلمون أن الإسلام بريء منهم لأنه حرم قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وتحت اسم الإسلام والسلف الصالح، وأعطوا لنفسهم صفة القضاة وحكموا ونفذوا جريمتهم وكل ذلك لمجرد أنهم يعملون بالموسيقى».

وكشف أحمد رمضان متولي، المسؤول الإعلامي لنقابة المهن الفنية، عن أن الجناة والمجني عليهم جيران في مركز أبو كبير، وأن أهالي الطرفين أكدوا أن الجناة الملحتين طالبا المجني عليهما أكثر من مرة بترك المهنة التي يعملان فيها، نافيا أن يكون وراء الحادث أي خلافات عائلية كما قيل.

وقال متولي لـ«الشرق الأوسط» إن «الجناة ملتحون وينتمون إلى التيار السلفي، حسب أقوال الشهود في النيابة العامة».

في المقابل، نفى إبراهيم عبد العال، عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب النور (السلفي) بالشرقية، وجود أي علاقة بين الجناة وحزبه، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما قيل عن انتماء الجناة لحزب النور كذب وافتراء»، كاشفا عن أن الجناة ينتمون للتيار السلفي وليس للحزب، وأن من قتلوا بلطجية يعملون في فرقة موسيقية، كان بينهم مشاكل مع أشخاص آخرين في مركز أبو كبير، وأن أهل القتلى هم من روجوا بأن وراء الحادث سلفيين.

لم ينف النائب البرلماني أن الجناة كانوا ملتحين، مضيفا: «عددهم 9 أشخاص وتم اتهامهم لوجود خلافات أسرية ليس لها علاقة بالدين»، مؤكدا أن السلفيين يواجهون اتهامات كثيرة في المجتمع، وأي حادث يقع في مصر يتم إلصاقه بالسلفيين.

من جهة أخرى، شهدت محافظة مطروح توزيع منشورات على المواطنين، تحت عنوان «شاركنا المعروف وخليك بعيد عن المنكر»، تدعو لجذب جمهور المقاهي والشواطئ ونوادي الإنترنت للانصراف عن سماع الأغاني ومشاهدة مباريات كرة القدم والتدخين.

وحملت المنشورات، التي تم توزيعها على المواطنين أمام أحد المساجد، توقيعا بكلمة «أنت واحد مننا يلا اعمل زينا»، إلا أنها لم تتضمن ما يفيد مسؤولية جماعة دعوية دينية عن توزيعها.