ميدان التحرير.. لا يجد من يشكو له

امتلأ بالباعة الجائلين.. ويحن لأشجاره وعشبه الأخضر

مؤيد للرئيس المنتخب محمد مرسي يقف بين الخيام القائمة في ميدان التحرير وقد أزيل عشبه وحل محله مخلفات المتظاهرين (أ.ف.ب)
TT

رغم تعدد جهات الشكوى في مصر، فإن ميدان التحرير مفجر ثورة 25 يناير لا يجد من يشكو له، خاصة بعد أن تكاثر عليه الباعة الجائلون وسطوا على معالمه الثورية النبيلة.

فبعد احتفالات صاخبة شهدها الميدان في أعقاب إعلان فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية رسميا الأحد الماضي، انصرف عنه عشرات الآلاف الذين ملأوا أرجاءه، راضين بوصول مرسي لسدة الحكم، تاركين الميدان يعيد النظر في حسابات حزنه، ويتساءل بشجن: لماذا يهجره الثوار كلما تحقق جزء من أهدافهم التي يحملها الميدان على عاتقه، وهل سيعودون إذا ما تعثرت بعض المطالب، ويعتلون منصة الميدان من دون اعتذار أو تقدير.

وبينما يستعد مجلس الوزراء القريب من الميدان لاستقبال الحكومة الجديدة التي سيعينها الرئيس محمد مرسي، طغى مشهد الرتابة على ميدان التحرير دون أي تغييرات حقيقية باستثناء عدد من الخيام القليلة التي تتوسط الميدان ويقبع فيها بعض مئات من المعتصمين ناظرين إلى مجلس الشعب المجاور للميدان مطالبين المجلس العسكري والرئيس المنتخب بإلغاء قرار حل مجلس الشعب وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل.

لا يطلب ميدان التحرير رد الجميل من أحد، لكنه يحن لأشجاره وعشبه الأخضر الذي توارى تحت أقدام المتظاهرين وضجيج الباعة الجائلين، ويرى أن هذا حقه الطبيعي، كي تستعيد رئتاه دورة التنفس من جديد، ويستقبل المزيد من المتظاهرين لاستكمال تحقيق أهداف الثورة.

وواصل المتظاهرون أمس الأربعاء اعتصامهم لليوم الثامن على التوالي، وسط اشتباكات محدودة نشبت صباح أمس بين عدد من المعتصمين والباعة الجائلين بالميدان، وأكد محمد عباس، عضو ائتلاف شباب الثورة، أن تناقص أعداد المعتصمين في ميدان التحرير لا يعني انسحاب الثوار بعد تحقق جزء من أهدافهم، مؤكدا أن القوى الثورية ستدعو لمليونية جديدة غدا (الجمعة) للتأكيد على بقية مطالب المعتصمين في ميدان التحرير.

وتابع عباس: «نحن متفاهمون مع الإخوان وكافة الحركات الموجودة في الميدان، والإخوان لم ينسحبوا من الميدان ولكن تحقق بعض الأهداف وشدة الحرارة خاصة في فترة الظهيرة يدفع الكثير من المتظاهرين إلى الابتعاد عن الميدان لكننا بما فينا الإخوان مصرون على الاعتصام حتى تتحقق كافة المطالب».

لكن محمد شريف (23 عاما) لم يطمئن لمشهد ميدان التحرير الذي شهد اشتباكات بين عدد من المعتصمين وعدد من الباعة الجائلين صباح أمس. وقال: «سادت حالة من الفوضى أرجاء ميدان التحرير، إثر نشوب اشتباكات بين المتظاهرين وعدد من الباعة الجائلين الذين أشهروا الأسلحة البيضاء في وجهنا»، وتابع شريف، وهو طالب جامعي: «لم يكن يجرأ الباعة على الاشتباك معنا إذا كانت الأعداد كبيرة ولكن غياب الأمن وقلة أعداد المتظاهرين يجعل الغلبة للبلطجية والباعة الجائلين».

وما بين الثوار والمناضلين والباحثين عن حرية الوطن وغياب الأمن وظهور البلطجية يظل ميدان التحرير يعاني عدم الاستقرار ناظرا إلى رئيس البلاد الجديد ربما أملا في مكافأة ينتظرها هذا الميدان بدلا من حالة الفوضى التي تسود أرجاءه.