أنصار «الوطني» في قنا يبحثون عن مخرج آمن بعد فوز مرسي

بعضهم لزم بيته وآخرون ينوون الانضمام لحزب قوي يعيدهم إلى الحياة

TT

إعلان فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية وحصوله على نسبة أصوات أعلى من الفريق شفيق بمحافظة قنا، كان بمثابة نقطة تحول كبيرة لمحافظة قنا بجنوب مصر، فقد استطاعت المحافظة أن تخلع عنها لقب «عاصمة الفلول» الذي أطلقه عليها الكثير من أبنائها ومن أعضاء الحركات الثورية في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، بعد مساندتها للدكتور محمد مرسي وحصوله على النصيب الأكبر من أصواتها في جولتي الانتخابات، في الوقت الذي كانت تشير فيه المؤشرات إلى حصول الفريق شفيق على النصيب الأكبر من أصوات قنا وصعيد مصر، لما شهده الصعيد ومحافظة قنا من مؤتمرات حاشدة في شمال قنا وجنوبها على مدار فترة الدعاية الانتخابية التي سبقت عملية الاقتراع، كما أن الصعيد، ومحافظة قنا، على وجه الخصوص، كانت المكان المفضل لدى الفريق شفيق، لما كان يلاقيه من حفاوة استقبال من أهالي الصعيد.

وعقب هذا الفوز للدكتور مرسي وما تبعه من فرحة لأنصاره ومؤيديه، وانكسار وهزيمة لأنصار الفريق أحمد شفيق، بدأ أعضاء الحزب الوطني المنحل ورموز القبائل الذين ساندوه البحث عن دور جديد ليمحوا به آثار الهزيمة القاسية التي تعتبر الصدمة الثانية لهم بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وكانت المصالحات الثأرية بين العائلات المتناحرة، هي السبيل الوحيد حاليا لاستعادة رموز القبائل وأنصار الحزب الوطني السابق بعد الهزيمة الجديدة التي لحقت بهم، لكن المصالحات الثأرية لها قواعد وشروط صارمة وأساليب خاصة في إنهائها، اعتادها رموز القبائل وأعضاء الحزب الوطني المنحل طوال السنوات السابقة، لما كانوا يحصلون عليه من صلاحيات خاصة من رجال الشرطة في ظل النظام السابق، مكنتهم مرة بالإقناع ومرة بالضغط على المتخاصمين لإنهاء صفحة الخلافات، وفي النهاية ينسب إنهاء الخصومة لرموز القبائل وأعضاء «الوطني» المنحل، مما أتاح لهم وضعا اجتماعيا وسياسيا مكنهم من الحفاظ على مكانتهم التي حظوا بها طوال الفترات السابقة. كما لعبت المصالحات الثأرية دورا مهما في إنهاء حالة الفوضى الأمنية التي شهدتها المحافظة على خلفية حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير.

لكن تحت صدمة هزيمة شفيق وانتصار مرسي، يواجه الكثير من رموز القبائل وأعضاء «الوطني» المنحل مأزقا حرجا، في إيجاد صيغة جديدة ومتوازنة من التعايش والتسليم بسياسة الأمر الواقع، تحت مظلة المصالحات الثأرية، بينما يسعى البعض الآخر من أعضاء الحزب الوطني المنحل إلى البحث عن حزب سياسي قوي يعيدهم إلى الحياة من جديد ويساعدهم في الاندماج مرة أخرى مع المجتمع الذي لفظ الكثير منهم في الفترة الأخيرة.

وبين هذا وذاك، ما زال عدد من أنصار «الوطني» قابعين في منازلهم لا يعترفون بالهزيمة، ولا يخرجون للشارع حتى لا ترى آثار الهزيمة على وجوههم.