غزة: الأهالي في مناطق التماس يخشون تجدد القصف

إسرائيل: فوز مرسي يشجع الفصائل الفلسطينية

TT

لم يعد إسماعيل هواش يستخدم الشارع الالتفافي، الذي يختصر الطريق، في طريقه من منزله الكائن في قرية القرارة، إلى مقر عمله في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. فالمرور عبر هذا الطريق أصبح خطرا، لأنه يقع في منطقة متاخمة للخط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، وهي المنطقة التي باتت قذائف الدبابات الإسرائيلية تتساقط فيها بشكل كثيف مع كل موجة تصعيد جديدة تقوم بها إسرائيل، وعلى وجه الخصوص آخر موجات التصعيد التي انتهت منتصف الأسبوع الجاري. ورغم أنه قد تم الإعلان عن اتفاق تهدئة جديد بين إسرائيل وحركات المقاومة، فإن إسماعيل وجميع جيرانه يتجنبون السير في هذا الشارع، ويضطرون بدلا من ذلك للسير في شارع ترابي وعر للوصول إلى أعمالهم، خشية أن يعاود الجنود الإسرائيليون قصف المنطقة في أي لحظة. فمظاهر التوتر رغم التهدئة لا تزال قائمة بشكل عمليات إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة يتم الرد عليها من قبل الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق خالية. ويخشى الغزيون، الذين يقطنون مناطق التماس تحديدا، أن تنفجر الأوضاع مجددا، وهذا ما يدفعهم إلى أخذ الحيطة والحذر في تحركاتهم.

يذكر أن موجة التصعيد الأخيرة التي امتدت لأسبوع أدت إلى مقتل 16 فلسطينيا، من بينهم 4 أطفال، وجرح العشرات، مقابل مقتل جندي إسرائيلي وجرح ثمانية من المستوطنين.

من ناحية ثانية ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن حركة حماس منزعجة من مواصلة المجموعات الصغيرة عمليات إطلاق القذائف رغم التوصل للتهدئة بوساطة مصرية. وأشارت المصادر إلى أنه رغم أن الحركة وحكومتها لم تتخذ أي إجراء ضد هذه المجموعات، فإنها تخشى أن تهدد ما تعتبره الحركة «إنجازا» لها عندما أجبرت إسرائيل على الطلب من الجانب المصري للتدخل من أجل التوصل لتهدئة.

وجدير بالذكر أنه في جولة التصعيد الأخيرة لعبت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الدور الأبرز في عمليات إطلاق الصواريخ، وذلك ردا على قيام إسرائيل بشن غارات انتقامية ردا على تسلل مجموعة مسلحة إلى داخل إسرائيل واشتباكها مع جنود للاحتلال، مما أسفر عن مقتل جندي. وأشارت المصادر إلى أن حركة حماس ترى أن جناحها المسلح تمكن من استعادة عنصر الردع في مواجهة إسرائيل، وأنه يتوجب الحفاظ على هذا الإنجاز عبر القيام بخطوات تمثل مسوغا لإسرائيل لتبرير عدوانها والادعاء بأن الجانب الفلسطيني هو الذي خرق التهدئة وإحراج الجانب المصري الذي تولى عملية الوساطة.