«الإخبارية السورية» لعبت دورا كبيرا في التحريض على المتظاهرين وسبابهم

قالت في إحدى نشراتها إن أهالي الميدان لم يتظاهروا.. بل تجمعوا ليشكروا الله على هطول المطر

TT

قبل اندلاع الثورة السورية بأشهر، كانت قناة «الإخبارية السورية» تتحضر للانطلاق ببرامجها عبر بث تجريبي. ولم ينتظر السوريون حينها من الفضائية، التابعة للحكومة السورية، الشيء الكثير - كما يشير ناشطون معارضون - فهي تدور في فلك الإعلام الحكومي وتروج لمقولاته.

لحظة اندلاع الانتفاضة الشعبية في أرجاء البلاد وضعت القناة شعارات الموضوعية والمهنية والحيادية، التي رفعتها القناة لحظة افتتاحها جانبا، لتتحول بسرعة حسب الناشطين إلى «مقر أمني يطبخ الأخبار بما يلائم رواية النظام الحاكم».

ورغم أن قناة «الدنيا»، المملوكة لرجال أعمال مقربين من النظام، كانت المنبر الأول للحكومة السورية إلى جانب التلفزيون السوري الرسمي، فإن «الإخبارية السورية» كما يؤكد ناشطون معارضون «لعبت دورا كبيرا في التحريض على المتظاهرين السلميين، واصفة إياهم في نشراتها الإخبارية «بالحثالة والعملاء ومتعاطي المخدرات».

ويضيف الناشطون لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكتفِ (الإخبارية السورية) بنقل وجهة نظر النظام السوري في ما يجري من أحداث، بل راحت تقلب الحقائق رأسا على عقب، فتجعل الضحية قاتلا والقاتل ضحية». ويتابعون: «منذ بداية الثورة شنت هذه القناة هجوما على الثائرين، ناعتة إياهم بأشنع الأوصاف. وفي أيام الجمع التي اعتاد السوريون على التظاهر فيها، كانت (الإخبارية السورية) تنشر مراسليها في كل المدن والمحافظات ليقولوا إن أعداد المتظاهرين لا تتجاوز العشرات، في حين كانت ساحات المدن والقرى تغص بالمطالبين بالحرية».

ويرفض سعيد، أحد الناشطين الإعلاميين في الثورة السورية، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يتم التعامل مع الإخبارية المستهدفة باعتبارها وسيلة إعلامية.. ويقول: «سمعت البعض يستنكر الضربة التي وجهت إلى هذه القناة ويطالب بتحييد الإعلاميين عن الصراع، هذا الكلام حق يراد به باطل». ويتابع: «هذه القناة منذ بداية الثورة لم تعد منبرا إعلاميا، بل تحولت إلى مركز للمخابرات السورية تسوق الأكاذيب وتروج إشاعات سلبية عن الثوار المنتفضين». ويضيف أن «معظم مراسلي (الإخبارية السورية) من المخبرين الذين يقدمون خدمات للأمن السوري، كيف نصف قناة كهذه بأنها وسيلة إعلامية؟»، مشيرا إلى أن «درجة الكذب وصلت مع هذه القناة إلى حد القول إن أهالي حي الميدان في دمشق لم يتظاهروا، وإنما كانوا يتجمعون لشكر الله على نزول المطر».

وكانت «الإخبارية السورية» مع الشهور الأولى للانتفاضة قد ذكرت في إحدى نشراتها أن قناة «الجزيرة» تنقل صورا عن أهالي حي الميدان في دمشق وتصفها بالمظاهرات المعارضة للنظام، بينما هم خرجوا لشكر ربهم على الأمطار الشديدة التي هطلت. وتناقل الخبر مستخدمو «فيس بوك» و«تويتر»، ونال حظا وافرا من تعليقاتهم الساخرة. إذ أطلق هؤلاء على المذيعة التي قالت الخبر لقب «مذيعة المطر».

يذكر أن «الإخبارية السورية» هي عبارة عن شركة حكومية تمول من دافعي الضرائب في سوريا، وتتبع إداريا وزارة الإعلام ريثما يصدر مرسوم رئاسي بإنشائها. وتشير مصادر الناشطين إلى أن «القناة لم تكن مهيأة للخروج إلى الفضاء، إلا أن اندلاع الثورة جعل المسؤولين عن الإعلام في النظام السوري يسرعون عملية إطلاقها».