الحكومة المغربية تقرر إفراغ المنازل الآيلة للسقوط في المدن العتيقة

ابن كيران: سنطبق القرار حتى لو اقتضى الأمر استعمال القوة

ابن كيران (تصوير: منير أمحميدات)
TT

أعلن عبد الإله ابن كيران أن الحكومة قررت إفراغ المنازل الآيلة للسقوط في جميع المدن المغربية، وحتى إن اقتضى الأمر استعمال القوة.

وكان انهيار منزلين في مدينة الدار البيضاء العتيقة في وقت سابق في حادثين منفصلين أدى إلى مصرع ثمانية أشخاص، وهو ما أثار ردود فعل واسعة في المغرب، وطلب العاهل المغربي الملك محمد السادس إحصاء جميع المنازل الآيلة للسقوط وإيجاد حل جذري للمشكلة.

وقال عبد الإله ابن كيران أمس (الأربعاء) خلال ملتقى يبحث مستقبل المدن المغربية عقدت في الرباط: «سيتم إفراغ المنازل الآيلة للسقوط وإن اقتضى ذلك استعمال القوة، لأن الأمر يتعلق بأرواح مواطنين».

ومضى يقول في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى حول الدور الآيلة للسقوط بمدينة الدار البيضاء: «قررنا خلال اجتماع عقدناه مباشرة بعد سقوط منزلين بالدار البيضاء هدمهما بعد إفراغهما من السكان، حيث سنوفر لهم سكنا مؤقتا»، لكن ابن كيران لم يحدد الطرق التي ستحل بها هذه المشكلة الاجتماعية واكتفى بالقول: «سنسكنهم مؤقتا بما تيسر».

وعزا ابن كيران الظواهر السلبية التي عرفتها المدن المغربية إلى هيمنة منطق التحكم في تسييرها خلال عقود، مما أدى إلى انتشار مدن الصفيح (العشوائيات) بسبب البحث عن الثراء غير المشروع، والعمران غير المتناسق، وظهور مدن عبارة عن كتل إسمنتية شوهتها، خصوصا المدن التاريخية منها.

وقال ابن كيران: «آن الأوان لتجاوز هذا المنطق، لأن سياسة تهيئة المدن من أولويات البرنامج الحكومي لجعلها في إطار عيش مناسب وجذاب تتوفر فيه المرافق الصحية والاجتماعية والترفيهية وفرص العمل مع الحفاظ على الجمالية والتناسق العمراني».

وفي السياق نفسه قال نبيل بن عبد الله وزير الإسكان والتعمير إن عملية إفراغ السكان من منازل مهددة بالسقوط تنفذ في جميع الدول المتقدمة، لأن هذه القضية تتعلق بأرواح الناس وبالتالي فإننا كحكومة لا يمكن أن نبقى نتفرج وحياة المواطنين معرضة للضياع، لذلك يجب علينا هدم هذه المنازل لأنها تشكل خطرا على أرواح الناس، لكن لا بد من حلول ملموسة».

وبخصوص الحلول أوضح بن عبد الله أنه «لا بد أن يكون هناك قانون جديد يمكننا من التدخل العاجل وبشكل قانوني، ثم ضرورة إيجاد أداة للتدخل دون تحديدها، بالإضافة إلى توفر موارد مالية». وقال إن الأمر يتطلب إمكانيات هائلة على المستوى المادي، مشيرا إلى أن هناك تفكيرا في تدبير جزء من هذه الأموال من الاعتمادات المخصصة لمدن الصفيح، أو أن تقدم الحكومة إعانة مباشرة للأسر ليبحثوا لأنفسهم عن حلول.