الحكومة المغربية تنفي تعرضها لضغوط من إسبانيا لقمع سكان غاضبين في الشمال

وزير الداخلية المغربي: السكان منعوا شركة إسبانية من العمل و17 من رجال الأمن حالتهم حرجة

TT

نفى مسؤول مغربي أن تكون بلاده قد تعرضت لضغوط من السلطات الإسبانية من أجل حماية ممتلكات واستثمارات شركة إسبانية في شمال المغرب، في وقت قال فيه برلمانيون إن الضغوط الإسبانية أدت إلى أن تستعمل قوت الأمن قوة مفرطة لكبح احتجاجات أهالي في ضواحي مدينة العرايش (جنوب طنجة).

ودحض محند العنصر وزير الداخلية المغربي اتهامات من بعض النواب تقول إن بلاده لم تتعرض لضغوط من إسبانيا للتدخل من أجل حماية شركة «ريفيوا» الإسبانية التي تستأجر أراضي لزراعة الأرز في منطقة العرائش بعد احتجاج السكان ضد الشركة، واندلاع مواجهات بينهم وبين رجال الأمن في منتصف الشهر الحالي، لكن العنصر قال كذلك إن ما وقع من أحداث كان أمرا مؤلما.

وكان سكان قرية تسمى «الشليحات» وقرى أخرى مجاورة في المنطقة قد نظموا في وقت سابق احتجاجات ضد شركة إسبانية تستأجر أراضي لزراعة الأرز، للمطالبة بتنفيذ الشركة التزاماتها بشأن توفير فرص عمل لأبناء القرى بالشركة بعد أن حرموا من أراضيهم، كما طالبوا بحمايتهم من الحشرات المضرة مثل البعوض التي تجتاح المنطقة بعد جني محصول الأرز، بالإضافة إلى توفير أراض ترعى فيها مواشيهم. وحاصر السكان الغاضبون الجرارات لمنع العمال من حرث الأرض وزراعتها بالأرز، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات بين السكان وقوات الأمن التي تدخلت لتفريق المظاهرات مما أدى إلى جرح العشرات من الجانبين.

وانتقد نواب من المعارضة والغالبية في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) «الاستعمال المفرط للقوة ضد السكان من أجل حماية الشركة الإسبانية» وقالوا: إن السلطات طبقت عقابا جماعيا ضد سكان المنطقة، لكن محند العنصر نفى الاستعمال المفرط للقوة من قبل قوات الأمن. وقال المسؤول المغربي إن قوات الأمن تدخلت لحماية الاستثمار الأجنبي بالبلاد وليس شركة بعينها. وأضاف أن قوات الأمن «استعملت القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين هاجموا رجال الأمن بالحجارة ما أدى إلى جرح 272 من رجال الأمن 17 منهم حالتهم حرجة» على حد قوله. وأوضح العنصر أن تصرف السكان كان «مؤلما وخطيرا ويندى له الجبين» لأنهم هجموا بالحجارة على قوات أمن حاولت أن تحول بينهم وبين عمال الشركة وتفادي أي صدام، حتى يتسنى للعمال حرث الأرض وزرع الأرز في موسمه وهو 15 يونيو (حزيران) الحالي وإلا لن يكون هناك أي محصول. وأضاف العنصر أن السكان المحتجين لجأوا كذلك إلى قطع الطريق والطريق السريع، مشيرا إلى أن أشخاصا من مناطق أخرى لا علاقة لهم بالمنطقة حرضوا على الاحتجاج. وقال: إن طائرات هليكوبتر استعملت لالتقاط الصور وليس لمهاجمة السكان كما أشيع.

وأعلن العنصر عن اعتقال 20 من الأشخاص المتورطين في أعمال شغب، مشيرا إلى أن هؤلاء سيقدمون للمحاكمة. وأوضح أن عدة اجتماعات عقدت بين ممثلين عن السكان ومسؤولين عن الشركة تم خلالها الاتفاق على تلبية مطالبهم من بينها تخصيص أراض لرعي الماشية وتوفير أنشطة مدرة للدخل بالمنطقة، بيد أن السكان عادوا ليرفضوا ما تم الاتفاق عليه. وقال المسؤول المغربي إن الشركة الإسبانية تمارس أنشطتها الاستثمارية في المنطقة منذ 1998 وتستغل نحو 1600 هكتار لزراعة الأرز والحبوب ولم يطرح وجودها أي مشكلة من قبل، مشيرا إلى أن الشركة نفسها تستثمر في 25 دولة في أفريقيا وأميركا وأوروبا وتنتج ما بين 18 و20 ألف طن من الأرز أي ما يمثل 65% من الاستهلاك المحلي، وتوظف في المغرب 700 شخص.