مصافحة تاريخية بين ملكة بريطانيا والقائد السابق للجيش الجمهوري

نجاح السلام الآيرلندي مهد للقاء الملكة مع ماكغينيس

الملكة إليزابيث خلال مصافحتها مارتن ماكغينيس في بلفاست أمس (رويترز)
TT

صافحت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، أمس، القائد السابق في الجيش الجمهوري الآيرلندي مارتن ماكغينيس، في حدث تاريخي في عملية السلام في آيرلندا الشمالية. وقبل عقد من الزمان كان من الصعب تخيل هذه المصافحة بين الملكة وعضو سابق في منظمة مسلحة كانت تعد إرهابية، وتسبب في مقتل ابن عم الملكة. إلا أن نجاح عملية السلام والكلمة التصالحية التي ألقتها الملكة خلال زيارتها إلى جمهورية آيرلندا العام الماضي أكسبها تعاطف الكثير من منتقدي الملكية، مما مهد الطريق لهذا اللقاء.

وجرت المصافحة بين الملكة وماكغينيس، الذي يشغل حاليا نائب رئيس وزراء آيرلندا الشمالية في معرض للفنون في بلفاست، عاصمة آيرلندا الشمالية، ثم تصافحا مرة أخرى أمام الكاميرات بعد وقت قصير. والتقت الملكة بماكغينيس قبل أن ينضم إليهما زوج الملكة الأمير فيليب، ورئيس وزراء آيرلندا الشمالية بيتر روبنسون، والرئيس الآيرلندي مايكل هيغينز وزوجته سابينا.

وقال مارتين ماكغينيس خلال لقائه الملكة في ثاني يوم من زيارتها للإقليم: «من المهم أن نعترف جميعا بأننا في مكان مختلف». وأكد أن «جميع الأطراف» عانت من الصراع، مشيرا إلى البعد الشخصي للقاء. وقبيل الاجتماع مع الملكة البريطانية، التي ظل القوميون الآيرلنديون لعقود يرون أنها تجسد الاحتلال البريطاني للإقليم، قال ماكغينيس، إن قراره يشكل خطوة مهمة تجاه المصالحة بين القوميين والوحدويين الموالين لبريطانيا. وقال: «عندما أصافح الملكة إليزابيث الثانية فأنا أصافح فعليا وعاطفيا مئات الآلاف من الوحدويين. وأعتقد أن هذا أمر جيد».

وكان حزب الشين فين القومي المؤيد للجمهورية الآيرلندية، قد اتخذ يوم الجمعة الماضي قرارا بشأن حضور ماكغينيس حفل استقبال الملكة، بمناسبة زيارتها للإقليم، علما بأن القوميين اعتادوا مقاطعة مثل هذه المناسبات في الماضي. وقال جيري آدمز، زعيم «الشين فين» الذي أعلن القرار: «لسنا مضطرين لهذا. نفعل ذلك لأنه الأمر الصائب الذي يجب فعله، على الرغم من أنه سيتسبب في صعوبات بالنسبة لجماعتنا، لكنه أمر جيد بالنسبة لآيرلندا».

وتتولى الملكة منصب قائد القوات المسلحة البريطانية التي كان يعتبرها الجيش الجمهوري الآيرلندي قوة محتلة لآيرلندا الشمالية. وكان ماكغينيس عضوا بارزا في الجيش الجمهوري الآيرلندي عندما قتل ابن عم الملكة لويز ماونتباتين في تفجير في عام 1979. وبدأ الصراع في آيرلندا الشمالية أواخر ستينات القرن الماضي وبدأت عملية السلام عام 1998، وحصد الصراع أرواح أكثر من 3500 شخص.