الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر تجعل المستخدم أنانيا وانعزاليا

رغم أن هدفها الأساسي هو الربط والتواصل بين الأفراد

TT

رغم كل الاستخدامات الواعدة للهواتف الجوالة الذكية فإن هناك حاليا الكثير من البحوث والدراسات حول سلوكيات مستخدميها وكيفية استخدامها التي تحذر من الاستخدام المفرط والمتزايد فيها.

وفي دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة ماريلاند الأميركية، وأعلنت نتائجها في فبراير (شباط) الماضي، وجدت أن الهواتف الجوالة قد تجعل المستخدم أنانيا وانعزاليا وأقل ميلا اجتماعيا لمساعدة الآخرين وممارسة الأنشطة والخدمات العامة الاجتماعية والأعمال التطوعية. فقد أجرى كل من البروفسورة أناستاسيا بوشيبتسوفا، وروسيلينا فيرارو، وأجاي أبراهام طالب الدراسات العليا في كلية روبرت سميث لإدارة الأعمال بجامعة ماريلاند، سلسلة من التجارب على مجموعات اختبار كثيرة من مستخدمي الهواتف الجوالة من طلبة الجامعات في العشرينات من العمر، وذلك بهدف التعرف على تأثير استخدام الهاتف الجوال على السلوك الاجتماعي البناء (Prosocial behavior)، وتم تحديده في الدراسة بأنه كل عمل طوعي يهدف إلى تقديم الفائدة إلى شخص آخر أو إلى المجتمع ككل.

وقد وجد الباحثون أنه بعد فترة قصيرة من استخدام مجموعات الشباب للهواتف الجوالة، أصبحوا أقل ميلا إلى التطوع للمشاركة في نشاط خدمة المجتمع عندما طلب منهم ذلك، كما قل اهتمامهم بالآخرين وانخفض تركيزهم عندما طلب منهم رسم صورة لهواتفهم الجوالة والتفكير في طريقة وكيفية استخدامها، بالمقارنة مع نظرائهم من المجموعة الضابطة الذين لم يرتبطوا بالهاتف الجوال، فقد وافقوا على القيام بتلك الأعمال التطوعية. ويفسر القائمون على هذه الدراسة النتائج بقولهم إن استخدام الهواتف الجوالة بصورة مستمرة ومتزايدة يحد من رغبة المرء للتواصل مع الآخرين، وبالتالي العزوف عن الانخراط في السلوك الاجتماعي الإيجابي البناء والتعاطف مع الآخرين.