دمشق في قلب الثورة.. وناشطون يتحدثون عن «عمليات نوعية» في الأيام المقبلة

النظام يعلن «سحق المجموعات الإرهابية» عند مداخل العاصمة

TT

شكلت المعارك التي تحدث عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان أول من أمس، والتي تركزت في مراكز تجمع الحرس الجمهوري في منطقتي قدسيا والهامة في ضواحي دمشق، «نقطة تحول في مسار الثورة في العاصمة»، بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم تعد هناك مناطق آمنة للنظام بعد الآن عقب اختراق اللاذقية ودمشق؛ آخر معقلين كان يحتمي بهما.

وأشار عبد الرحمن إلى أن «مجرد حصول هذه الاشتباكات في معاقل الحرس الجمهوري، بغض النظر عن نتائجها، واستمرارها لساعات على مسافة لا تبعد أكثر من 9 كلم عن قلب العاصمة، دليل لا يقبل الشك بأن الكتائب الثائرة المقاتلة أصبحت متواجدة بكل المناطق السورية دون استثناء»، وأضاف: «لم نعد نستبعد وبعد أن وصلت الكتائب الثائرة لمبنى الإخبارية السورية، أن نراها غدا تنفذ عمليات في ساحة الأمويين أو في أي مبنى أمني».

وتتركز المناوشات والتحركات الشعبية، بحسب المرصد السوري، في دمشق بمناطق حرستا، القابون، برزة، الميدان، التضامن، ركن الدين وغيرها، وهي مناطق يحتضن ساكنوها الكتائب الثائرة.

بدوره، يؤكد عضو المجلس الوطني محمد سرميني أن العاصمة السورية تشهد «حالة من التحرك الثوري الشديد وسط تواجد عناصر الجيش الحر ونشاط المجالس العسكرية والكتائب المسلحة للوصول لمعركة الحسم»، لافتا إلى أن «أوامر النظام بتفادي إطلاق النار والقذائف في قلب العاصمة ولى عليها الزمن مع انتشار الدبابات في الشوارع والأحياء الدمشقية». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «خرق دمشق يؤكد أن النظام يعيش حالة من الانهيار الشديد»، كاشفا عن «تواصل شبه دائم بين المجلس الوطني والكتائب المسلحة في دمشق على أن يتم عقد لقاء قريب لرسم خارطة الطريق وتنسيق الخطط وصولا للحسم»، مضيفا: «في الأيام القليلة المقبلة سنشهد على عمليات نوعية ينفذها الجيش الحر في العاصمة».

وكانت صحيفة «الوطن» السورية وبعددها الصادر يوم أمس الأربعاء، تحدثت عن فشل من سمتهم بـ«المجموعات الإرهابية» في دخول دمشق من حدودها الشرقية، لافتة إلى أنهم «تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد»، وأضافت: «بعد أن قتل أغلبية زعمائهم في دوما والغوطة الشرقية، حاولوا تهديد دمشق من الغرب وتحديدا في الهامة وقدسيا ووادي بردى التي انتشروا فيها وعاثوا فسادا في شوارعها وساحاتها وبيوتها وهجروا سكانها، قبل أن يخرجوا ليقيموا حواجز تفتيش على الطرق العامة، فكان قرار الجيش بالسحق إذ قام بالتعاون مع السكان والأهالي بعمليات نوعية استمرت طوال ليل أول من أمس الثلاثاء وفجره ليتمكن بساعات قليلة من قتل عدد كبير من الإرهابيين واعتقال عدد آخر تبين أن عددا منهم من جنسيات عربية وصادر مخازن للأسلحة ودمر أوكارهم ومتاريسهم».

وفيما أقرت «الوطن» بأن «سكان دمشق سمعوا أصوات الاشتباكات ليلا وحتى الصباح الباكر»، نقلت عن أهالي العاصمة توقعهم بأن تستمر العمليات النوعية في تلك المناطق، و«خاصة أن عددا من الإرهابيين فر وبات يختبئ بين منازل المدنيين ليجعل منهم دروعا بشرية».