انفجاران يهزان القصر العدلي بوسط دمشق.. وأكثر من 85 قتيلا في سوريا أمس

قوات النظام تقنص عائلة كاملة حاولت الهروب من القصف في دوما

صورة وزعتها وكالة «سانا» لآثار انفجاري المنطقة الواقعة أمام قصر العدل في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

استمرت أمس أعمال العنف التي تضرب العاصمة دمشق وضواحيها منذ مطلع الأسبوع الحالي، وهزّ انفجاران مرأب القصر العدلي في منطقة المرجة في وسط دمشق موقعين عددا من الجرحى، في وقت استمرت فيه الحملة الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية في حمص ودوما ودير الزور، موقعة وبحسب الهيئة العامة للثورة ما يزيد عن 85 قتيلا، أغلبهم في ريف دمشق وحمص.

وبينما ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن تفجيرين إرهابيين وقعا يوم أمس الخميس في مرأب القصر العدلي في وسط دمشق، وأنه تم تفكيك عبوة ثالثة، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن انفجارا ناجما عن عبوة ناسفة ملصقة بسيارة أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص ووقوع أضرار مادية كبيرة لنحو 20 سيارة كانت متوقفة في المرأب.

ونقلت «سانا» عن مصدر أمني قوله إن التفجير الثاني الذي وقع في المكان ناجم عن انفجار خزان وقود سيارة أخرى، كانت متوقفة بجوار السيارة التي تم تفجيرها، ما أدى إلى حدوث حريق امتد إلى جميع السيارات المحيطة بموقع التفجير.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح مصدر أمني لم يكشف عن اسمه أن الانفجارين ناتجان عن «عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين»، مشيرا إلى أن المرأب المذكور المكشوف مخصص لقضاء وموظفي قصر العدل.

وجاء ذلك بعد ساعات قليلة على تفجير حافلة تقل عناصر من الأجهزة الأمنية والشبيحة في حي ركن الدين، وتداول ناشطون صورا للحافلة مشيرين إلى استهدافها بعبوة ناسفة.. إلا أن السلطات السورية لم تأت على ذكر الحادث، واكتفت بالإعلان عن التفجير الذي حصل أمام القصر العدلي.

ونفى الجيش السوري الحر مسؤوليته الكاملة عن التفجير الذي هز وسط دمشق، وقال أحد قيادييه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ندين أعمال التفجير هذه التي تحصل في مناطق مكتظة بالسكان، ونجزم بأنّها من صنع النظام الذي يسعى لإلهاء الرأي العام عن المجازر التي يرتكبها في مختلف أنحاء سوريا»، مؤكدا في الوقت عينه أن قوة الجيش الحر تتنامى تدريجيا في العاصمة دمشق.

من جانبه قال الناطق باسم اتحاد شباب سوريا في دمشق سمير الشامي إن الانفجاريين كانا متزامنين، ووقعا الساعة الواحدة إلا خمس دقائق ظهرا بالتوقيت المحلي. وحمّل الشامي النظام مسؤولية التفجيرين «في إطار محاولته لمعاقبة الدمشقيين والتجار، حيث وقعا على بعد أمتار من الأسواق الرئيسية التي نفذت إضرابا شاملا».

في هذا الوقت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور بشكل خاص، غداة يوم دام قتل فيه 150 شخصا، بينهم 16 طفلا في إدلب.

ومن دوما، تحدث محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة لـ«الشرق الأوسط» عن «مجزرة يرتكبها النظام السوري في المدينة بقصفها بمدافع الهاون من جميع المحاور واستهدافه أحياء عبد الرؤوف وشارع عمر بن الخطاب وجامع طه وحي المساكن»، مؤكدا وقوع ما يزيد عن 23 قتيلا ومئات الجرحى جراء القصف الوحشي والعنيف، وقال: «كما استهدف النظام عائلة بأكملها خلال توجهها إلى أحد الملاجئ، مطلقا النار على امرأة مسنّة (90 عاما) وعلى عدد من النساء والأطفال».

ووصف السعيد الوضع في دوما بـ«الخطير للغاية»، مشيرا إلى أن نحو 100 قذيفة سقطت على المدينة حتى ساعات ما بعد الظهر. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بين قتلى يوم أمس ناشطا إعلاميا قتل جراء القصف على دوما ويدعى سامر السلطة، إضافة إلى قتيل سقط جراء التعذيب.

من جانبها أوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن العديد من الجرحى سقطوا في دوما، بينما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن قوات النظام تقصف المدينة بعنف وتحاول اقتحامها من عدة محاور وسط انقطاع كامل للكهرباء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن أربعة مدنيين قتلوا نتيجة القصف الذي تتعرض له المدينة من «القوات النظامية التي تحاول اقتحامها».

وأضاف أن «اشتباكات عنيفة» تدور بين القوات النظامية والمعارضين في مدينة دير الزور التي تتعرض لقصف عنيف تستخدم فيه المروحيات، ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين. كما تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة تشهدها منطقة خان شيخون في محافظة إدلب، متحدثا عن انسحاب القوات النظامية من بلدة خان السبل في إدلب بعد دمار كبير لحق بالبلدة نتيجة القصف، وذلك بعدما كانت قد شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن مدينة الحراك في محافظة درعا تعرضت إلى قصف عنيف من القوات النظامية، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة العشرات بجروح.

وفي محافظة حلب، أفاد ناشطون عن تعرض بلدة حيان لقصف من القوات النظامية السورية، فيما قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في ريف حمص إثر اقتحام القوات النظامية للبلدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبينما أعلن المرصد عن اندلاع اشتباكات فجر يوم الخميس في منطقة السيدة زينب القريبة من العاصمة دمشق، أفاد عن قصف قوات النظام مدينة حرستا بريف دمشق، وسط سماع دوي انفجار ضخم بالقرب من حاجز عسكري في مدينة سقبا بالريف الدمشقي.

في غضون ذلك أفاد ناشطون بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف لجيش النظام على مدينة حمص وريفها وسط البلاد. وذكرت شبكة «شام» أن أحياء حمص القديمة وحي الخالدية في حمص تتعرض لقصف عنيف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، في حين سقط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى جراء القصف العنيف على قلعة الحصن بنفس المحافظة وفق المصدر عينه.

هذا وأشار ناشطون إلى أن قوات النظام استهدفت مدينة الحولة بالدبابات والرشاشات الثقيلة، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، وتعرضت مدينة تلبيسة بحمص لقصف عنيف بقذائف الهاون والمدفعية.

وشرقا في دير الزور قالت لجان التنسيق إن تسعة أشخاص قتلوا بينهم عائلة كاملة مكونة من أب وأم وثلاث بنات قتلوا جراء سقوط قذيفة هاون على أحد المنازل في حي العرفي. وتتعرض دير الزور لقصف عنيف من قبل قوات النظام شمل أيضا أحياء الحميدية والشيخ ياسين وساحة الحرية.

وذكرت شبكة «شام» أن الطيران المروحي للنظام قصف حي الحميدية مما أسفر عن تهدم منازل بأكملها وسط إصابات خطيرة في صفوف المدنيين.

وجنوبا، سقط قتيلان وعدد من الجرحى نتيجة القصف العشوائي بالصواريخ والمدفعية على بلدة الحراك من قبل قوات الأمن وجيش النظام، وفق الهيئة العامة للثورة، كما تجدد القصف على مخيم النازحين في درعا وبلدتي كفر شمس ودير العدس اللتين اقتحمتهما قوات النظام وسط إطلاق نار كثيف وشنت حملة مداهمات وحرق وتكسير للمنازل واعتقالات عشوائية.

وتحدثت شبكة «شام» عن تجدد القصف المدفعي العنيف وبراجمات الصواريخ على قرى في جبل الأكراد بمحافظة اللاذقية الساحلية، وبينها قرية تردين.