اليمن: عسكريون يختطفون قائد «اللواء 62» حرس جمهوري

ضبط الخلية التي خططت لتفجير ميدان السبعين

TT

أقدم المئات من العسكريين المؤيدين للثورة الشبابية في اليمن، أمس، على اختطاف قائد عسكري يمني بارز ينتمي إلى قبيلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في الوقت الذي كشف فيه رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات) عن اعتقال أفراد الخلية الإرهابية التي دبرت تفجير ميدان السبعين.

وأكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» أن المئات من العسكريين المؤيدين للثورة، والذين ينتمون لقبيلة خولان بمحافظة صنعاء، أقاموا حاجز تفتيش ومخيما قرب منطقتهم احتجاجا على إيقاف مرتباتهم، وقاموا باحتجاز العميد الركن مراد العوبلي، قائد «اللواء 62» حرس جمهوري، أثناء توجهه إلى منطقته لحضور حفل زفاف، ثم قاموا بنقله إلى مكان مجهول بعد إطلاق سراح مرافقيه الثمانية. وذكرت المصادر أن قبيلة سنحان، التي ينتمي إليها العوبلي والرئيس صالح، قامت بوضع نقاط تقاطع قبلية، واحتجزت عددا من أبناء منطقة وقبيلة خولان ردا على اختطاف العوبلي.

ويطالب العسكريون المحتجون بإطلاق رواتبهم التي أوقفت على ذمة تأييدهم للثورة، ولم يتضح إن كان العوبلي هو المسؤول عن ذلك أم لا، وكان الأخير قائدا للحرس الجمهوري في محافظة تعز إبان الثورة، وقد أقيل من منصبه بعد تورط الحرس في عمليات قمع المتظاهرين. وقالت المصادر القبلية لـ«الشرق الأوسط» إن جهود وساطة قبلية بدأت لاحتواء الموقف.

وعلى صعيد آخر، كشف اللواء علي محمد الأنسي، رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات)، أن أجهزة الأمن اعتقلت أفراد الخلية الإرهابية التي دبرت حادث التفجير الانتحاري الذي وقع في «ميدان السبعين» قرب «دار الرئاسة» في 21 مايو (أيار) الماضي، والذي نفذ بواسطة انتحاري وأدى إلى مقتل أكثر من 100 من جنود الأمن المركزي أثناء أدائهم «البروفات» الأخيرة الخاصة بالاحتفال بذكرى قيام الوحدة اليمنية.

ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن الأنسي قوله إن الجهة التي تقف وراء التفجير هي جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة، وإن «المتأمل لحادث السبعين الإرهابي يدرك أن مخططي ومنفذي هذا العمل الإجرامي خرجوا عن إنسانيتهم وتحولوا إلى وحوش بشرية تخطط وتدفع صغار السن لارتكاب مثل هذه المجزرة الجماعية البشعة التي لا ترتكبها حتى الحيوانات في شريعة الغاب». وأضاف المسؤول اليمني البارز أن «الأجهزة الأمنية قامت، خلال الفترة الماضية، بتنفيذ عمليات نوعية ضد الإرهابيين من عناصر تنظيم القاعدة، وستتواصل العمليات والضربات الموجعة ضدهم وملاحقتهم أينما وجدوا».

ولم يستبعد الأنسي، وهو أيضا مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أن تقوم عناصر «القاعدة» بالمزيد من الأعمال الانتقامية جراء ما تعرضت له من هزيمة في محافظة أبين، ودعا «الوحدات العسكرية والأمنية إلى تكثيف وتعزيز الجاهزية لمواجهة أي أعمال قد تقوم بها العناصر الإرهابية». وفي الوقت الذي لم تعلن فيه المزيد من التفاصيل بشأن أفراد الخلية، فإن وزارتي الدفاع والداخلية في اليمن تقيمان اليوم (الجمعة) أربعينية أكثر من 100 قتيل سقطوا في ذلك الهجوم الانتحاري الذي يرجح أن أحد منتسبي الأمن المركزي المستجدين هو من نفذه، ومنذ الحادث وساحة «ميدان السبعين» تشهد تجمهرا لأسر الضحايا وخيمة إعلامية، إضافة إلى تعليق صورهم في الساحة، وذلك للضغط على السلطات للكشف عن مرتكبي ما وصف بـ«المجزرة». وكان الهجوم وقع قبيل يوم واحد من حفل إحياء ذكرى الوحدة اليمنية التي قامت في 22 مايو (ايار) عام 1990.