الجيش الإسرائيلي يطالب بزيادة ميزانيته بـ4 مليارات دولار لمواجهة التطورات في مصر

تدريبات عسكرية على سيناريو إعادة احتلال قطاع غزة

الجيش الإسرائيلي يتدرب على عمليات في قرية بناها على النمط الفلسطيني في 12 يونيو الحالي (إ.ب.أ)
TT

تقدمت قيادة الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع بطلب إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لزيادة الميزانية العسكرية بمبلغ 15 مليار شيقل (نحو 4 مليارات دولار أميركي)، أي ما يعادل 25% من الميزانية الحالية، وذلك بدعوى «سد الاحتياجات الطارئة الناجمة عن فوز ممثل الإخوان المسلمين محمد مرسي بالرئاسة المصرية، وتصريحاته حول إعادة النظر في اتفاقيات كامب ديفيد».

وقالت صحيفة «معاريف»، التي كشفت الخبر «نقلا عن مصادر موثوقة في المؤسستين»، إنه وعلى عكس التصريحات الرسمية الهادئة في الحكومة الإسرائيلية فإن «نتائج الانتخابات المصرية وفوز المرشح الإسلامي محمد مرسي تثير قلقا شديدا في صفوف الجيش الإسرائيلي، وتطير النوم من عيون قادته». وأضافت أن «قيادة الجيش بدأت مؤخرا في دراسة سبل التزود بعتاد وأسلحة جديدة لإعادة تنظيم انتشار الجيش على الحدود المصرية الإسرائيلية الطويلة، وعلى طول الحدود مع قطاع غزة، مع إجراء تغييرات داخلية تأخذ في الاعتبار احتمالات عودة ما أطلق عليه (الجبهة المصرية) قبل توقيع اتفاقيات السلام بين البلدين».

وأكدت الصحيفة أن الجيش، مدعوما بتأييد وزير الدفاع إيهود باراك، طلب زيادة ميزانيته بمبلغ 15 مليار شيقل ستخصص كلها للجبهة المصرية، علما بأن ميزانية الجيش بلغت رقما قياسيا جديدا في السنة الماضية لتصبح 60 مليار شيقل. وللمقارنة، فإن هذه الميزانية كانت قبيل حرب لبنان الثانية سنة 2006 بقيمة 40 مليارا، وقد أراد رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ووزير دفاعه عمير بيرتس، في حينه تخفيضها بخمسة مليارات شيقل، لكن الجيش اعترض ودفع بالحكومة إلى الحرب. وبعد الحرب تمت زيادة الميزانية إلى 50 مليارا بدلا من تخفيضها، وتمت مطاردة بيرتس وأولمرت حتى طارا من منصبيهما.

وذكرت «معاريف» أن الجيش الإسرائيلي، الذي ركز في العقود الأخيرة، منذ اتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية، اهتمامه وتدريباته على الجبهة الشمالية مقابل سوريا ولبنان، وعلى الجبهة الفلسطينية في قطاع غزة، ولمواجهة تحديات بعيدة (إيران)، «وجد نفسه مضطرا إلى تغيير سياسته واستراتيجيته، لا سيما على ضوء التصريحات التي صدرت عن الرئيس المصري، قبل انتخابه، وقال فيها إنه سيبحث شروط معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية ويسعى لتغيير ما لا يروق للمصريين منها».

وكشفت الصحيفة النقاب عن أنه وخلال مداولات حول الموضوع أجراها الجيش الإسرائيلي قبل الانتخابات المصرية، تم بحث الأبعاد والتأثيرات الاقتصادية لإعادة استعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديات الجديدة، وأن دخول «ممثل الإخوان المسلمين إلى قصر الرئاسة في القاهرة زاد من الحاجة إلى هذه الاستعدادات». وقالت إن جهات أمنية إسرائيلية حذرت في الأيام الأخيرة من أن أي تأجيل في بحث هذا الموضوع قد يمس بجاهزية الجيش الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية إلى أنه بالإضافة إلى إقرار كل الجهات بأهمية بناء السياج الحدودي بين مصر وإسرائيل، فإنه يتعين إدخال تغييرات أساسية في المنطقة الحدودية مع مصر، بما في ذلك إقامة بنى تحتية جديدة، والتزود بوسائل قتالية جديدة ونشر أجهزة استخباراتية.

وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل معنية جدا بالحفاظ على اتفاقيات السلام مع مصر وتعتبرها استراتيجية، ولكنها لا تستطيع النظر بلا مبالاة إلى أقوال وتحركات قياداتها الجديدة. ففي مصر يوجد جيش ضخم، تعداده 470 ألف عنصر في الجيش النظامي و480 ألفا في جيش الاحتياط، ما يجعله أكبر جيش في العالم العربي وأفريقيا وعاشر أكبر جيوش العالم، بينما الجيش الإسرائيلي وفقا لمنشورات أجنبية مؤلف من 180 ألف عنصر في الجيش النظامي و560 ألفا في الاحتياط. وتابعت أن الجيش المصري لم يعد جيشا شرقيا يعمل على نمط الاتحاد السوفياتي، بل أصبح جيشا غربيا بأسلحته «الأميركية» ونظامه وأساليبه القتالية.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن إسرائيل نشرت نقاطا للإنذار المبكر على امتداد الحدود الإسرائيلية المصرية. وكشفت أن التدريبات التي بدأتها قوات لواء جولاني، هذا الأسبوع، مخصصة لعمليات حربية غير مسبوقة تستمر أسبوعا كاملا ليل نهار وتحاكي فيها عدة سيناريوهات، منها: إعادة احتلال قطاع غزة، احتلال جبل مرتفع مقامة في قمته تحصينات كبيرة وقوية، واجتياز عوائق مائية. وتم تغيير الأوامر والأهداف الحربية بشكل مفاجئ خلال التدريبات. وروى بعض الجنود أن الظروف القاسية لهذه التدريبات، المستمرة في نهاية الأسبوع أيضا، أدت إلى إصابة 4 جنود بالجفاف.