رفض شعبي لاستقبال موفاز في رام الله ومذكرة للنائب العام باعتقال «مجرم الحرب»

السلطة: ليس لقاء تفاوضيا.. وحماس: يخدم زعيم «كديما» وإسرائيل

TT

انتشرت على صفحات «فيس بوك» صورة لملثم يحمل لافتة كتب عليها «نريد اعتقال موفاز (نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز) وليس استقباله»، وهذه الصورة واحدة من صور أخرى، يظهر فيها موفاز والدماء تسيل من يده، وتظهر فيها أيضا صورته ينظر لجثث أطفال متهم بقتلهم ومن بينهم الطفلة الرضيعة إيمان حجو في غزة، وهي صور تعبر عن رفض شعبي لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لموفاز بعد غد في رام الله.

وترفض الفصائل الفلسطينية أيضا استقبال أبو مازن لموفاز، بينما دعا سياسيون وناشطون فلسطينيون لاعتقاله في رام الله. وفعلا تقدم ناشطون بطلب رسمي للنائب العام الفلسطيني أحمد المغني لاعتقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال منسق «شباب بتحب البلد»، علي عبيدات، الذي حمل الشكوى هو وناشطون آخرون للنائب العام «نطلب اعتقال هذا المجرم وليس استقباله». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نرمي الكرة في ملعب القانونيين الفلسطينيين وسنرى». وتابع القول إن «موفاز مسؤول عن قتل شعبنا في بيروت وغزة وجنين، ويجب إعلانه مجرم حرب واعتقاله، وليس استقباله». وأردف متسائلا «لماذا لا تعلن محكمة فلسطينية موفاز مجرم حرب، مثلما فعلت دول أوروبية وغربية؟! ولماذا يستقبل بدل ذلك في رام الله؟!».

ومن حيث المبدأ قبل النائب العام تسلم الشكوى، وأبلغ الشبان بتقديمها رسميا ومكتوبة صبيحة بعد غد. وقال عبيدات «قلنا له لماذا نعتقل نحن في سجون الاحتلال ولا يتم اعتقالهم هم؟!». وأضاف «نريد إجابة من فقهاء القانون».

ولا يوجد في القانون الفلسطيني مادة تسمح باعتقال الإسرائيليين، كما لا تنص الاتفاقات على ذلك، وعادة ما تسلم السلطة أي إسرائيلي يدخل مناطقها خطأ.

ويخطط شبان لإحباط زيارة موفاز، عبر إقامة فعاليات مختلفة في محيط مقر الرئاسة الفلسطينية حيث يستقبل الرئيس عباس.

ويتهم الفلسطينيون موفاز بالمسؤولية عن قتل المئات في غزة وفي الضفة الغربية، بما في ذلك إصدار أوامر اغتيال عندما كان رئيس الأركان ووزير الدفاع، وبالمشاركة أيضا في حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات. وقال عبيدات «إنه يجب ألا يدخل هذا المجرم إلى مقر المقاطعة حيث قبر عرفات».

وتظاهر شبان أمس أمام مقر النائب العام القريب جدا من مقر المقاطعة، وحملوا لافتات تندد بزيارة موفاز، ومن بينها «استحوا على دمكم!»، و«هل سيضع موفاز إكليل زهور على قبر عرفات ويقول عدنا؟!».

وكتب الصحافي والناشط عباد يحيى على «فيس بوك»: «تمتع في المنطقة الخضراء». وأضاف «المكان: هناك أمام المقاطعة وعند مدخلها الجديد، البقعة الخضراء الوحيدة في رام الله المزروعة بالعشب والزيتون والمروية بالماء العذب طوال الوقت على نفقة الحكومة، من حقنا جميعا التمتع بها في هذا الحر القائظ.. الزمان: الأحد القادم طوال النهار. مع العلم أن درجات الحرارة ترتفع بانخفاض منسوب الكرامة».

وكتبت الصحافية ميرفت صادق على «فيس بوك» تقول «الموضوع ليس رام الله فقط، وليس مجيء موفاز (قائد عملية تدمير مخيم جنين عام 2002) أو أي مسؤول إسرائيلي إلى المقاطعة في (العاصمة السياسية المفترضة).. رام الله ليست أفضل من القدس أو يافا أو أي تراب فلسطيني يدوسه الأعداء يوميا.. اللقاء أينما كان في جوهره يمثل حدثا إشكاليا، في ظل إشكاليات كبرى مرتبطة بإفلاس النهج التفاوضي وعدم توفر أي استجابة لاشتراطات السلطة نفسها بالعودة إلى المفاوضات، الإشكالية في أرضية لقاء موفاز مع الرئيس، غير الموجودة أصلا».

ورفض إعلاميون تغطية زيارة موفاز، وقال مجموعة منهم يقفون على رأس تلفزيون «جدل» الذي يبث على الإنترنت إنه يجب مقاطعة الزيارة إعلاميا، ونشروا صورة لموفاز يقول: «لا تخف من عدو لا يرى دماء أبنائه على يديك».

ورفضت الفصائل الفلسطينية لقاء عباس بموفاز في رام الله. ووصف المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، اللقاء بالمشؤوم، وقال إنه «يصب في مصلحة الاحتلال الصهيوني»، وأضاف أن «هذا اللقاء سيعطي شرعية لمجرمي الحرب الصهاينة للإفلات من محاكم الجنايات الوطنية والدولية، وهو استدراج لعباس للانزلاق في مشروع المفاوضات من جديد». وأضاف أن «هذا اللقاء يؤكد أن السلطة تلهث وراء المفاوضات، ولم تكن صادقة في أنها لن تعود لها، وهو تراجع خطير».

أما الجبهة الشعبية، فرفضت عقد أي لقاءات مع أطراف إسرائيلية، وطالبت بالتوجه الفوري لعقد اجتماع لجنة القيادة المؤقتة المنبثقة عن اتفاق المصالحة والتوافق الوطني. وقالت إنه «يجري توظيفه في الحسابات الداخلية لأقطاب حكومة الاحتلال ولمصلحة نائب رئيس الحكومة موفاز ولا يخدم من قريب أو بعيد المصالح الوطنية في فضح جرائم الاحتلال المغلفة بما يسمى عملية السلام».

أما السلطة، فردت بقولها إن اللقاء جاء بطلب من موفاز، وهو ليس لقاء تفاوضيا، ويأتي في سياق لقاءات أخرى يعقدها الرئيس مع مسؤولين إسرائيليين ويهود من كل أنحاء العالم.