تفجيرات في بغداد والرمادي تخلف عشرات الضحايا وسط استمرار الجدل السياسي

قيادي صدري لـ «الشرق الأوسط» : الملف الأمني أهم نقاط خلافنا مع المالكي

عراقية تصرخ لتعرض عائلتها وبيتها للتفجير في منطقة الوشاش بجانب الكرخ من بغداد أمس (رويترز)
TT

لم يعد الخميس يوما محبوبا لدى الشعب العراقي مثلما كان عليه من قبل بوصفه نهاية أيام الأسبوع تليه عطلة الجمعة بل بات مصدر قلق لهم بعد أن استقر رأي الجماعات المسلحة على أن هذا اليوم هو الموعد الأكثر ملاءمة للتفجيرات. وفي وقت لم تأخذ فيه الأجهزة الأمنية والاستخبارية مثل هذه التحولات بنظر الاعتبار فقد عزا قيادي بارز في التيار الصدري وعضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي الأسباب التي تقف وراء ذلك هي أن «هذه الأجهزة لا تمتلك الكفاءات الحقيقية التي تملك القدرة على التعامل مع المعلومة الأمنية فضلا عن أن أصحاب الكفاءات الحقيقية مغيبون». وقال الزاملي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على خلفية التفجيرات التي وقعت أمس الخميس في بغداد والأنبار إن «أهم خلاف لنا مع رئيس الوزراء نوري المالكي هو بشأن الملف الأمني وإن عملية سحب الثقة وكل الأزمة التي جرتها وراءها سببها هو التفرد بالقرار الأمني وعدم اختيار العناصر الكفؤة والمخلصة في هذه المواقع الحساسة».

وأضاف الزاملي أن «الأسباب الحقيقية التي تكمن خلف استمرار التفجيرات هي عدم حسم ملف الوزارات الأمنية وهو أمر لا بد أن يحسم بالإضافة إلى عدم تغيير القادة والآمرين الذين يثبت فشلهم وعدم الأخذ بمبدأ الثواب والعقاب حيث مكافأة المبدع ومحاسبة المقصر كما أن هناك ضباطا فاشلين في منظومة الاستخبارات وقد سبق أن أكدنا على مثل هذه الأمور لكننا دائما نصطدم بالمزيد من التسويف والمماطلة».

وكشف الزاملي أن «الحسينية التي جرى تفجيرها اليوم (أمس) شمالي بغداد سبق أن تعرضت عدة مرات للتفجير بينما لا يزال آمر اللواء المسؤول عن المنطقة في منصبه منذ نحو 5 سنوات دون أن يسأله أحد عن أسباب تكرار هذه الهجمات».

وردا على سؤال حول ما بات يشوب موقف التيار الصدري من تردد بشأن الأزمة السياسية قال الزاملي إن «موقفنا واضح وهو أنه إذا جمع التحالف الكردستاني والعراقية 124 صوتا فإننا نتكفل بالباقي أما الاستجواب داخل البرلمان فإننا لن نتصدى له ولن نكون جزءا منه» مشيرا إلى أن «طلب الاستجواب كانت قد تقدمت به العراقية والتحالف الكردستاني وهو طلب دستوري وبإمكانهم الاستمرار به».

وفي وقت تستمر فيه الأزمة السياسية فقد هزت عدة تفجيرات العاصمة بغداد ومدينة الرمادي غربيها.

وطبقا للمصادر الأمنية فإن «حسينية تعرضت لاستهداف بعبوات ناسفة زرعت في محيطها بقضاء التاجي، شمال بغداد، مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بالحسينية وثلاثة منازل مجاورة». وأضاف المصدر أن «قوة أمنية فرضت طوقا أمنيا على منطقة الحادث ومنعت الاقتراب منه، فيما نفذت عملية دهم وتفتيش للبحث عن منفذي التفجير». وكانت بغداد قد شهدت إصابة 15 شخصا بتفجير ثلاث سيارات مفخخة في قرية البوحسين في منطقة شاطئ التاجي، شمال بغداد، فيما اعتقلت قوة من الفرقة 17 التابعة للجيش العراقي 19 من عناصر تنظيم القاعدة، كما عثرت على 114 قذيفة وثماني عبوات ناسفة في منطقتي اللطيفية والرضوانية، جنوب بغداد، كما أصيب مدنيان بسقوط خمس قذائف هاون على حي الدولعي في منطقة الحرية.

أما في محافظة الأنبار فان تسعة أشخاص بينهم عناصر سقطوا بين قتيل وجريح في انفجار سيارة مفخخة قرب مبنى محافظة الأنبار وسط الرمادي. وطبقا لمصدر في الشرطة فإن «سيارة مفخخة كانت مركونة بالقرب من مبنى محافظة الأنبار انفجرت في تقاطع الزيوت أمس الخميس وسط الرمادي، مما أسفر عن إصابة اثنين من عناصر شرطة المرور وإصابة سبعة أشخاص بينهم عناصر في الجيش العراقي وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات»، مرجحا «ارتفاع حصيلة الضحايا بسبب شدة التفجير».

وفي وقت لا يزال يصر فيه المالكي على نهاية عملية سحب الثقة متراجعا عن طرح فكرة الانتخابات المبكرة فقد أعلن زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم الذي يعد اليوم أحد أبرز الداعمين للمالكي رفضه إجراء انتخابات مبكرة في البلاد، داعيا رئيس الوزراء إلى القيام باتصالات مع جميع الأطراف السياسية لحل الأزمة الراهنة.

وقال الحكيم في بيان صدر عن مكتبه أمس الخميس «إننا لا نجد حل الأزمة الراهنة من خلال دعوات إجراء انتخابات مبكرة لأنها لا تمثل حلا واقعيا للأزمة ونقول ذلك ونحن أول طرف سياسي سيستفيد منها لما لحق بنا من غبن في الانتخابات الماضية ولكننا ننظر للأمور والمشهد السياسي في البلد بواقعية ومدى انسجامها وخدمتها للشعب العراقي. وأضاف أن «دعوات إجراء الانتخابات المبكرة تصطدم أيضا بمعوقات فنية لا سيما أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تقول إنها لا تستطيع إجراء انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي لقلة التخصيصات المالية فكيف تقوم بمهامها لانتخابات برلمانية تحتاج إلى جهود كبيرة».