بان كي مون وأشتون يدينان تصريحات نائب الرئيس الإيراني حول «التلمود» اليهودي

بعد سريان العقوبات الأميركية واقتراب الأوروبية: أكبر عملاء طهران في آسيا يخفضون وارداتهم 18%

TT

انتقد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بحدة تصريحات نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي التي قال فيها إن تعاليم التلمود، أحد الكتب المقدسة لدى اليهود، هي المحرك الرئيسي وراء تجارة المخدرات الدولية. ومع سريان العقوبات الأميركية منذ أمس، والأوروبية التي تدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل، خفض أكبر مشتري النفط الإيراني الآسيويين وارداتهم بأكثر من ربع مليون برميل يوميا في الأشهر الخمسة الأولى من العام.

وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كي مون «يرى أن من مسؤولية المسؤولين الحاكمين تعزيز التناغم والتفهم»، وأعرب عن الأسف الشديد لمظاهر الكراهية وانعدام التسامح الديني. كما أدانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون «من دون تحفظ» أقوال رحيمي. وأكد متحدث باسمها في بيان أن أشتون «مستاءة جدا للتصريحات العنصرية والمعادية للسامية» التي صدرت عن رحيمي في «يوم الأمم المتحدة العالمي لمكافحة المخدرات» الذي نظم في طهران الثلاثاء الماضي. وشددت على أن هذه التصريحات «غير مقبولة وينبغي عدم السماح بها».

وقال رحيمي في تصريحات نشرت أول من أمس، إن تعاليم التلمود وهو أحد الكتب المقدسة لدى اليهود، هي المحرك الرئيسي وراء تجارة المخدرات الدولية. وأضاف رحيمي أن «انتشار المخدرات في العالم ينبع من تعاليم التلمود.. الذي يهدف إلى تدمير العالم» بحسب ما نقل عنه موقع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووسائل الإعلام الرسمية. وتابع رحيمي الذي تكلم في مؤتمر دولي في طهران لمكافحة المخدرات بحضور دبلوماسيين غربيين، أن «التلمود يجيز اكتساب الثروة عبر الطرق القانونية وغير القانونية.. مما يعطي اليهود الحق في تدمير الإنسانية». ونددت إسرائيل بقوة بتصريحات رحيمي. ورد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فورا على التصريحات الإيرانية، منددا بمعاداة السامية قائلا «من أسوأ الأنواع»، وانتقد وجود دبلوماسيين غربيين في المؤتمر.

من جهة ثانية، خفض أكبر مشتري النفط الإيراني الآسيويين وارداتهم بأكثر من ربع مليون برميل يوميا في الأشهر الخمسة الأولى من العام، بينما يتأهبون للعقوبات الأميركية التي بدأ سريانها أمس، والعقوبات الأوروبية التي تدخل حيز التنفيذ يوم الأحد. وتتجه معظم الصادرات الإيرانية إلى أسواق آسيا. وأقرت طهران للمرة الأولى أول من أمس بتراجع صادراتها النفطية بنسبة كبيرة بلغت نحو 30 في المائة من مستوياتها العادية البالغة 2.‏2 مليون برميل يوميا. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى تراجع الصادرات الإيرانية على نحو أكبر يبلغ 40 في المائة منذ بداية العام. وأظهرت أحدث بيانات الواردات من أكبر أربعة عملاء للنفط الإيراني في آسيا انخفاض الواردات بـ257 ألفا و741 برميلا يوميا بما يعادل 18 في المائة في الأشهر الخمسة الأولى من العام. وهبطت واردات اليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية 25 في المائة في مايو (أيار) وحده إلى 999 ألفا و230 برميلا يوميا من مليون و338 ألفا و193 برميلا في نفس الشهر من العام الماضي وفقا لبيانات «تومسون رويترز». وتراجعت واردات الدول الأربع منذ بداية العام إلى مليون و192 ألفا و881 برميلا يوميا من مليون و450 ألفا و622 برميلا يوميا. ويمثل هذا التراجع خسارة تقدر بنحو 24 مليون دولار يوميا من إيرادات النفط الإيراني.

من جهة ثانية، نددت طهران أمس بالدعم الذي قدمته واشنطن إلى الإمارات في الخلاف على الجزر الثلاث في الخليج، لافتة إلى «تدخل واضح في الشؤون الداخلية لإيران». وقال نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان، إن «ثلاث جزر هي أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية. وتدخل بلد ثالث يرمي إلى إحداث توتر في المنطقة» حسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. وأضاف أن إيران «لطالما أكدت أنها مستعدة لمناقشات بناءة مع جميع الدول بما فيها الإمارات لتعزيز العلاقات والتعاون».

واستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أول من أمس، ودعا إلى حل سلمي لوضع الجزر الثلاث. وقال البيان المشترك إن الولايات المتحدة «تؤيد بحزم مبادرة الإمارات الرامية إلى حل المسألة بمفاوضات مباشرة أو في محكمة العدل الدولية أو أي إطار دولي مناسب». وسيطرت إيران على الجزر الثلاث عام 1972 بعد مغادرة القوات البريطانية للخليج وترفض مطالبة الإمارات بأنها ملك لها تاريخيا. وفي مايو زار قائد الحرس الثوري الإيراني الجزر مما اعتبرته أبوظبي استفزازا.

كما وصف مجلس التعاون الخليجي زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أبريل (نيسان) لجزيرة أبو موسى بأنها «استفزاز»، مما أدى إلى أزمة مع طهران. ودعت القيادة العسكرية الإيرانية إلى الدفاع عن الجزر، وهي تملك قاعدة عسكرية دائمة ومطارا في «أبو موسى» كبرى الجزر الثلاث والوحيدة المأهولة. ويعتبر موقع الجزر استراتيجيا في الخليج الثري بالموارد النفطية.