المعارضة والجيش الحر يرفضان اقتراح أنان بتشكيل حكومة انتقالية لحل الأزمة في سوريا

أكدا أن أي مبادرة لا تبدأ بتنحي الأسد ونظامه محكومة بالفشل

TT

اتفقت المعارضة السورية والجيش السوري الحر على رفض الاقتراح الخاص بالمبعوث الدولي العربي إلى سوريا كوفي أنان، والرامي إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم أنصار الرئيس بشار الأسد وأعضاء من المعارضة لإيجاد حل سلمي للنزاع.. واعتبر المعارضون أن «أي مبادرة للحل لا تبدأ بتنحي الأسد ونظامه عن السلطة محكوم عليها بالفشل».

ويرى عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان أن فرص نجاح هذا الاقتراح غير متوفرة على الإطلاق»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزمة في سوريا لا تدور حول طبيعة الحكومة، بل حول نظام استبدادي قمعي ارتكب جرائم حرب وجرائم إبادة بحق شعبه، وهذا ما اعترفت به الأمم المتحدة».

وقال رمضان «لا يمكن لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء في سوريا أن يكونوا شركاء في السلطة، كما أن المبادرة التي قدمتها جامعة الدول العربية وتبنتها الأمم المتحدة، تشير صراحة إلى تنحي الرئيس وتسليم سلطاته إلى نائبه لفترة انتقالية لا تشمل (الرئيس السوري) بشار الأسد أو المجموعة التي معه الآن». مبديا اعتقاده أن «فرص هذا الاقتراح تبدو ضعيفة جدا، لأن الشعب الذي قدم ما يقارب الـ20 ألف شهيد لا يقبل أن يكون شريكا ببضعة وزراء في الحكومة. ولذلك فإن ما قدم من السيد أنان وسمعناه عبر الإعلام لا يشكل مفتاحا لحل الأزمة، لأنه يعطي النظام فرصة للبقاء مدة أطول في الحكم، ولا يترجم الواقع بأن هناك شعبا ثار على هذا النظام الذي فقد السيطرة على 60 في المائة من الأرض، وينكفئ الآن إلى مواقعه وحصونه».

أما نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، فرأى أن «أي مبادرة لا يكون عنوانها رحيل بشار الأسد لن تبصر النور». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لن نقبل بتسوية على الأرض قبل إعلان نهاية بشار الأسد ورحيله، وأي جهة سياسية تتبنى رأينا وتنسيق معنا من أجل الحل وتحت هذا العنوان نرحب بها، لأن الكلمة النهائية هي للثوار وللمقاتلين على الأرض، أما إذا تماهت أي جهة مع توجهات الأسد فلن نقبلها على الإطلاق».

وردا على سؤال عن موقف الجيش الحر في حال وافق اجتماع جنيف (غدا) على هذا الاقتراح، أوضح الحمود أن «المجتمع الدولي يجب أن يتوافق مع ما يريده الشعب السوري، كما أن هذا المجتمع لم يقدم أي دعم للسوريين، باستثناء تركيا التي تقدم دعما إنسانيا، وبالتالي هذه الدول ليس لها أي فضل على الشعب السوري». وأضاف «إذا أرادوا المساعدة بشيء، فيكون ذلك بالعمل على دفع الأسد إلى الرحيل».

بدوره، أكد المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن «موقف المعارضة الثابت والمعلن يتمثل بعدم المشاركة في أي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة». وقال في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «إن المعارضة لم تحصل بعد على تفاصيل بشأن اقتراح كوفي أنان حول تشكيل حكومة انتقالية، وبالتالي لا يمكن الرد على هذا الاقتراح، إلا أن الموقف الثابت أنها لن تشترك في أي مشروع سياسي ما لم يُزح بشار الأسد من السلطة». وأوضح أنه «يجب أن نعرف تفاصيل الاقتراح، وأن نسمع كلاما محددا حول الهدف من المشروع قبل اتخاذ موقف رسمي منه»، مشيرا إلى أن «المعارضة السورية ستجتمع بكافة أطيافها في القاهرة في الثاني من يوليو (تموز) المقبل من أجل توحيد مواقفها وللبحث في المرحلة الانتقالية ووضع رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا».