أكثر من 50 قتيلا معظمهم بريف دمشق.. والطيران الحربي يقصف عربين ودير الزور

أنباء عن انفجارات غامضة في العاصمة السورية.. وتحذيرات من كارثة إنسانية في دوما

نيران مشتعلة في أحد المنازل جراء القصف على إحدى بلدات مدينة حمص أمس (رويترز)
TT

حصدت أعمال العنف التي عمت معظم المناطق السورية أمس أكثر من 50 قتيلا، أغلبهم سقطوا في مدينة دوما بريف دمشق وإدلب وحمص وحماه ودرعا، وذلك جراء قصف الجيش السوري النظامي لهذه المناطق، وتنفيذ عمليات مداهمة واشتباكات مع الثوار ومنشقين. وقصف الطيران الحربي مدينتي عربين ودير الزور في ريف دمشق، في وقت حذر فيه ناشطون من كارثة إنسانية في مدينة دوما بسبب اقتحام الجيش النظامي للمستشفيات الميدانية، ومنعه الأطباء من الوصول إليها لتقديم الإسعافات للجرحى والمصابين.

واستهل يوم أمس بسقوط 30 قتيلا في دوما ومحيطها وبلدات أخرى في ريف دمشق، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية، بسبب العدد الهائل للمصابين واقتحام الجيش للمستشفيات ومنع الأطباء من الوصول إليها لمعالجة الجرحى وفقدان الإسعافات والمواد الطبية الأساسية، ما يهدد حياة مئات الجرحى.

وأفاد الناشط محمد الدوماني بأن «انسحاب الجيش الحر من دوما لم يحل دون إصرار قوات النظام على تدميرها». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المدينة لا تزال هدفا للقصف المدفعي العنيف مما أدى إلى احتراق عدد كبير من منازلها، وسقوط عشرات القتلى والجرحى». مشيرا إلى أن «النظام قصف مدينتي عربين ودير بالطيران الحربي».

وأوضح شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» مشاهدة طائرات حربية تحلق على علو منخفض فوق مدينة دوما، التي تعرضت ومزارعها يوم أمس للقصف بالصواريخ، بالإضافة للقصف المدفعي العنيف من المدافع المتمركزة داخل سجن عدرا.

إلى ذلك، أعلن ناشطون أن بلدة خربة غزالة في درعا تعرضت لقصف بمدافع الهاون وسط تحليق للطيران المروحي فوقها. وأكد هؤلاء الناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «جيش النظام اقتحم مدينة كفر شمس في درعا بعدد كبير من الدبابات والجنود، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في درعا المحطة». ولم يختلف المشهد في ريف حماه، حيث أفيد بتعرض مدينة قسطون لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية الثقيلة، واقتحام الجيش النظامي مدينة حلفايا بعدد من الدبابات وعربات الـ«بي إم بي» وسط إطلاق نار كثيف من طائرات مروحية كانت تحلق في أجواء المدينة لتأمين التغطية للتوغل العسكري في المدينة.

من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «قصف طاول دوما التي تفتقد إلى الطعام الكافي وإلى الكهرباء والماء الجاري، ولم يتبق فيها إلا نحو مائة عائلة أغلب أفرادها نساء وأطفال، بعد أن فر الرجال خشية اعتقالهم».

وأكد المرصد، أن «الكثير من الجرحى فارقوا الحياة بسبب الظروف الطبية الصعبة في دوما، التي تملأ طرقها وأرصفتها جثث القتلى، واستمرار الطوق العسكري المفروض عليها من الجيش السوري». وأشار المصدر إلى «سماع دوي انفجارات في دمشق وريفها، ولا سيما في مدينة المعضمية دون تسجيل إصابات».

كما وثقت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، و«مركز دمشق لحقوق الإنسان» مقتل 29 شخصا بنيران قوات النظام أمس معظمهم في إدلب وريف دمشق وحماه، وبين الضحايا طفل وأربع نساء. وتحدثت الشبكة عن «مقتل 10 في إدلب و7 في ريف دمشق و5 في حماه و3 في حمص و2 في كل من حلب ودرعا وواحد بدير الزور». ونقلت عن ناشطين قولهم «إن اشتباكات دارت (أمس) بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر في محافظة دير الزور، كما اندلعت اشتباكات في إدلب وحلب، وفي حماه وحمص، التي قتل فيها ستة أشخاص في انهيار ثلاثة مبان سكنية واحترقت جراء قصف استهدفها منذ ساعات الصباح الأولى».

أما «الهيئة العامة للثورة»، فأعلنت من جهتها أن «قصفا بالمروحيات والهاون طال حيي جوبر والسلطانية في حمص والأحياء القديمة ومنطقة تلبيسة، في حين شهدت درعا المحطة في محافظة درعا مداهمات واعتقالات، وتجدد القصف العشوائي على درعا البلد، وتعرضت دارة عزة بريف حلب لقصف مماثل».

وتعليقا على القتل المتزايد، أكد ضابط قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «تزايد عدد القتلى وارتكاب المجزرة تلو الأخرى هو دليل على أن النظام فقد أعصابه، وأنه لم يعد قادرا على السيطرة على الأرض». واعتبر الضابط القيادي، أن «تصرفات (الرئيس السوري) بشار الأسد تذكر بالأيام الأخيرة من حياة (العقيد الليبي الراحل) معمر القذافي ونظامه»، لافتا إلى أن «الأسد وعصاباته باتوا الأضعف على الأرض مهما أمعنوا في إجرامهم».

في المقابل، أعلنت وكالة «سانا» السورية الرسمية، أن «الجهات المختصة في محافظة حماه ألقت القبض على أحد أفراد المجموعة الإرهابية التي اعتدت أمس (أول من أمس) على قوات حفظ النظام في بلدة حلفايا». ونقلت الوكالة عن مصدر بالمحافظة قوله، إنه «تم إلقاء القبض على الإرهابي تمام محمود الحميد، أحد الإرهابيين الذين شاركوا بالاعتداء على قوات حفظ النظام بالمنطقة».