الرئاسة المصرية: الرسالة الوحيدة التي تلقاها مرسي من نتنياهو كانت للتهنئة

تل أبيب طلبت من الرئيس مواصلة التعاون ودعم معاهدة السلام

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال حديثه الأسبوعي إلى أعضاء الحكومة أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن متحدث باسم الرئاسة المصرية أمس أن «الرسالة الوحيدة» التي تلقاها الرئيس المصري محمد مرسي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت للتهنئة, نافيا بذلك ضمنيا تلقي رسالة يطلب فيها نتنياهو من مرسي دعم معاهدة السلام بين البلدين.

وقال ياسر علي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية: «إن الرسالة الوحيدة التي تلقاها الرئيس محمد مرسي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت للتهنئة بمناسبة انتخابه رئيسا لمصر», بحسب ما أفادت أمس الأحد وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأضاف علي: «إن وزارة الخارجية هي التي ردت على هذه الرسالة لأنها المنوطة بهذه الاتصالات بالنظر إلى أن مصر دولة مؤسسات».

وكان مسؤول رسمي إسرائيلي أفاد أمس الأحد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه رسالة إلى الرئيس المصري الجديد محمد مرسي طالبا منه دعم معاهدة السلام المبرمة بين البلدين في 1979 على ما أفاد مسؤول رسمي إسرائيلي.

وفي هذه الرسالة التي تحدثت عنها صحيفة «هآرتس» أمس, شدد نتنياهو على «رغبة إسرائيل في مواصلة التعاون وتعزيز السلام», كما قال المسؤول طالبا عدم كشف هويته، وموضحا أن الرسالة أرسلت خلال «الأيام الأخيرة».

من جانبها أفادت «هآرتس» بأن الرسالة سلمت إلى محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين الفائز بالانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة, عبر سفارة إسرائيل في القاهرة. وأكدت الصحيفة أنه بعد استشارة واشنطن, عدل مسؤولون إسرائيليون عن تنظيم مكالمة هاتفية مباشرة بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي, لكن نتنياهو أرسل موفدا لمقابلة مسؤولين عسكريين مصريين.

بدوره, وجه الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس رسالة تهنئة إلى الرئيس المصري, مؤكدا أنه «بعكس الحرب, فإن السلام هو انتصار للجانبين».

من جهة ثانية قالت مصادر مطلعة أمس إن إسرائيل طلبت من الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي، دعم معاهدة السلام المبرمة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثين سنة، في وقت أفاد فيه مصدر أمني في سيناء بأن الصاروخ الذي سقط على شبه الجزيرة الواقعة على حدود مصر مع كل من إسرائيل وقطاع غزة، أطلقه مجهولون من القطاع وأنه انفجر في الصحراء على مسافة قريبة من مجمع صناعي تابع للجيش للمصري. وأثار تولي مرسى الرئاسة مخاوف في إسرائيل بشأن مستقبل معاهدة السلام، حيث أفادت الأنباء أمس بأن تل أبيب طلبت من مرسي دعم معاهدة السلام المبرمة بين البلدين في 1979، وهي أول معاهدة تعقدها إسرائيل مع دولة عربية، وتعتبرها تل أبيب من أهم المكاسب الدبلوماسية والاستراتيجية لها.

وكشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، عن أن الإدارة الأميركية نصحت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن لا يبادر في هذه المرحلة إلى الاتصال الهاتفي مع مرسي لتهنئته بالفوز في الانتخابات، فبعث له برسالة تهنئة خطية نقلها السفير الإسرائيلي في القاهرة، يعقوب أميتاي. كما بعث الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، برسالة مماثلة.

وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن أميتاي نجح في إقامة اتصالات مع عدد من الشخصيات المصرية السياسية من مختلف الأحزاب، بمن في ذلك شخصيات من الإخوان المسلمين ومقربون من الرئيس مرسي، وأبلغهم بأن إسرائيل لا تتدخل في الشؤون المصرية، وكل ما تريده من مصر هو الحفاظ على اتفاقية السلام وضمان الهدوء الأمني بين البلدين، ووضع حد للعمليات المسلحة ضد إسرائيل من سيناء.

وقد عاد أميتاي للعمل في مصر كالمعتاد، حيث يصل إلى القاهرة في يوم الأحد ويعود لإسرائيل في يوم الخميس، ليمضي نهاية الأسبوع فيها.

وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن بعض ما جاء في رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلة إن نتنياهو هنأ مرسي وأبلغه بأنه معني بالتعاون مع الحكومة المصرية الجديدة التي ستشكل في مصر، معربا عن أمله أن تتم المحافظة على اتفاقية السلام بين البلدين وترسيخها. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ اندلاع الثورة المصرية وسقوط مبارك، عززت إسرائيل علاقاتها واتصالاتها مع الجانب المصري من خلال المجلس العسكري الذي أدار الدولة في العام ونصف العام الأخيرين، ومع جهاز المخابرات المصري. وقالت إن رسالة نتنياهو هي أول رسالة خطية تصدر عن جهة إسرائيلية رفيعة المستوى لممثل حركة الإخوان المسلمين.

ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو أجرى بعد نشر نتائج الانتخابات المصرية، سلسلة من المشاورات حول الرد الإسرائيلي على فوز الإخوان المسلمين الجارف في الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

ووفقا لأقوال موظف إسرائيلي رفيع المستوى فإنه إلى جانب توجيه الرسالة للرئيس المصري، فقد تم بحث إجراء اتصال هاتفي بين نتنياهو والرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وإن إسرائيل توجهت للولايات المتحدة لجس النبض بشأن الاتصال الهاتفي بين الطرفين، إلا أنه تقرر في نهاية المطاف توجيه رسالة رسمية. ويتوقع أن تستمر هذا الأسبوع الاتصالات مع مصر، سواء المباشرة منها وغير المباشرة عبر الولايات المتحدة لفحص إمكانية إجراء المحادثة الهاتفية بين نتنياهو ومرسي. ولكن الأميركيين يرون أن مثل هذا الاتصال يجب أن يتم بموافقة مسبقة من مرسي حتى لا يتم إحراجه، مما فسر في إسرائيل على أن مرسي لم يوافق على تلقي المكالمة.

وقد نصح الأميركيون نتنياهو بالقول: «لا تدخل الرئيس المصري الجديد في امتحانات كهذه في هذه المرحلة». ولفتوا نظره إلى أن مرسي كان قد رفض تسلم رسالة من الرئيس السوري، بشار الأسد، ولن يكون سهلا عليه أن يستقبل مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، خصوصا بعد أن قبل بتسلم رسالة خطية. وقالت الصحيفة إن رسالة نتنياهو سلمت لمكتب الرئيس المصري عبر سفارة إسرائيل في القاهرة. وإن نتنياهو كتب فيها أن «اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل هي مصلحة مشتركة للبلدين وتشكل عاملا حاسما في المحافظة على الاستقرار والأمن في المنطقة». كما تمنى نتنياهو لمرسي النجاح بشكل شخصي والنجاح للشعب المصري ككل في طريقه الجديد على خطى الديمقراطية. واحتوت رسالة بيريس على مضمون مشابه، مع إضافة إشارة خاصة منه إلى أن «مرسي هو أول رئيس مصري ينتخب بطريقة ديمقراطية حقيقية».

وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من الشكوك البالغة والقلق السائد في إسرائيل من نتائج الانتخابات في مصر، خصوصا من تبعاتها الأمنية في الحدود الجنوبية، فإن التقديرات بين قادة أجهزتها السياسية والأمنية تشير إلى أن مرسي لن يمس بالعلاقات مع إسرائيل وسيحترم الاتفاقيات الموقعة معها، كما أعلن في خطابات الفوز، وسيبقي ملف السلام مع إسرائيل من اختصاص الجيش والمجلس العسكري.

وعلى صعيد آخر أفادت مصادر أمنية مصرية أمس بأن صاروخا من نوع «غراد» سقط الليلة قبل الماضية على وسط سيناء كان يستهدف على ما يبدو موقعا صناعيا تابعا للجيش المصري، وأن الترجيحات تشير إلى أن الصاروخ أطلقته مجموعة مجهولة في غزة، في محاولة قالت المصادر الأمنية إنها ربما كانت تهدف إلى الوقيعة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والرئيس المصري الجديد محمد مرسي، لافتا إلى حقيقة أن حماس هي حركة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها أيضا الرئيس مرسي.