لبنان: احتكاك بين «مدنيين» وعناصر الكتيبة الآيرلندية في مارون الرأس قبيل التمديد للقوات الدولية

الناطق باسم اليونيفيل نفى لـ«الشرق الأوسط» تورط عناصر من حزب الله

TT

رفض الناطق باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) أندريه تننتي ربط الحادث الذي وقع ليل أول من أمس على حدود لبنان الجنوبية بين مدنيين لبنانيين وعناصر من القوات الدولية العاملة في الجنوب، بأي حوادث أخرى حدثت في الأعوام السابقة، والتي تصادف وقوعها في ذات الفترة الزمنية «شهري يونيو (حزيران)، ويوليو (تموز)» اللذين يسبقان التمديد للقوة الدولية.

وأكد تننتي في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن الحادث «فردي، ولم تتعرض القوة لأي اعتداء أو عنف»، موضحا أن «إشكالا حدث بين جنود لليونيفيل ومدنيين لبنانيين في منطقة مارون الرأس، على خلفية التقاط الجنود الدوليين الصور في المنطقة، فانتزع المدنيون آلة التصوير من جنود اليونيفيل»، مشيرا إلى أن «القوات الدولية والجيش اللبناني يعملان على حل المسألة واسترداد آلة التصوير من المدنيين».

ونفى تننتي تورط «عناصر من حزب الله في الإشكال الذي حصل»، مشددا على أن المشكلة «حصلت مع مدنيين عاديين». وأكد أن العلاقة مع أبناء الجنوب «جيدة»، واصفا إياها بـ«الطبيعية». وأشار إلى أن الجنود الدوليين «يعيشون بسلام في الجنوب»، رافضا ربط الحادث بأحداث سابقة وقعت بين مدنيين وجنود دوليين في المنطقة.

ووصف تننتي الحالة في الجنوب أمس بـ«الهادئة»، مؤكدا أن «القوات الدولية تواصل عملها بشكله المعتاد لحفظ السلام في المنطقة».

في هذا الإطار، أكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن الإشكال «حدث ليل أول من أمس، حين تفاجأ مواطنون من أبناء البلدة بجندي من الكتيبة الآيرلندية العاملة ضمن قوات اليونيفيل يلتقط صورا للأحياء الداخلية للبلدة بكاميرا فيديو، علما بأن الاتفاق بين المواطنين واليونيفيل - استنادا إلى القرار 1701 - يمنع تصوير الأحياء الداخلية للبلدات الجنوبية»، موضحة أنه «على الفور، تحمس شاب من البلدة وطلب من الجندي تسليم الكاميرا، فاستجاب الجندي فورا».

وقالت المصادر إن «النقاش بين المواطنين وعناصر الدورية الآيرلندية كان هادئا»، مشيرة إلى أن «ما فاجأنا أن الجنود الآيرلنديين معروف عنهم الانضباط والنظامية، وينسقون خطواتهم مع الجيش اللبناني»، مرجحة أن يكون «التصرف فرديا».

ويتزامن هذا الاحتكاك مع قرب موعد التمديد لمهمة اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان في نهاية شهر أغسطس (آب) المقبل. وكانت قد سجلت عدة احتكاكات في الجنوب بين مدنيين وجنود من القوات الدولية في مثل هذا الشهر، قبل التمديد للمهمة الدولية، كان آخرها في عام 2010 حين تعرضت دورية تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة في قوات اليونيفيل لرشق بالحجارة من قبل شبان وفتية لبنانيين، إثر اصطدام إحدى سياراتها بسيارة ودراجة نارية مدنيتين في مدخل بلدة قبريخا في جنوب لبنان.

في هذا السياق، أعرب الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد وهبة قاطيشا عن اعتقاده بأن هذا الحادث «ليس بريئا»، مؤكدا أن «تلك التحرشات باليونيفيل ليست فردية، بل منظمة وموجهة، خصوصا أنه لا يمكن لفرد أن يهاجم كتيبة مسلحة من الجنود الدوليين».

وأشار قاطيشا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن هذا الهجوم «يأتي بغرض التذكير بأننا هنا (في إشارة إلى حزب الله)، ونسيطر على الساحة الجنوبية»، مؤكدا أنه يتضمن «رسائل في كل الاتجاهات»، مستبعدا أن تكون إحدى تلك الرسائل «تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك في الجنوب». وقال: «من يوجه النساء والأطفال للتحرش بالقوات الدولية من غير استخدام السلاح ضدها، لا يفضل تغيير قواعد الاشتباك، لأنه لا يرغب في أن توكل إلى اليونيفيل مهمة استخدام سلاحها، بل يهمه إبقاء الأمر على ما هو عليه، والتذكير بأنه موجود ويسيطر على الساحة الجنوبية».