اعتصام الشيخ الأسير مستمر.. والقرار بنقله إلى مكان آخر يتخذ اليوم

يوسف لـ«الشرق الأوسط»: لا أعتقد أنه مشروع فتنة.. ولا نعارض الاعتصام بل موقعه

TT

بينما واصل أنصار إمام مسجد بلال بن رباح، الشيخ أحمد الأسير، قطع الطريق الدولية في صيدا احتجاجا على سلاح حزب الله لليوم الرابع على التوالي، ظهرت إشارات إيجابية صباح أمس، تمثلت بإزاحة نصف الخيام المنصوبة وسط الشارع، عقب زيارة قام بها تجار مستقلون من أبناء صيدا إلى الشيخ الأسير، ناشدوه خلالها بنقل الاعتصام إلى مكان آخر «رحمة بتجار المدينة».

وقالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات بين الشيخ الأسير وفعاليات صيدا لـ«الشرق الأوسط» إن وفدا من فعاليات المدينة المستقلين، ضم 150 شخصية صيداوية بينهم الحاج زينو صباغ، أحمد وهيثم جويدي، وشخص من آل بركات، زار الشيخ الأسير وناشدوه، باعتبارهم أبناء المدينة، بنقل الاعتصام إلى مكان آخر «لا يعود بالضرر على الصيداويين». وأشارت المصادر إلى أن الأسير «وعدهم بالتشاور مع المعتصمين لنقل مكان الاعتصام»، لافتة إلى «إشارات إيجابية على هذا الصعيد».

وأوضحت المصادر أن جزءا من الخيام التي نصبها المعتصمون وسط الشارع «أزيلت يوم أمس، وسط وعود تلقاها أبناء المدينة بعدم توسعة الاعتصام إلى الطريق البحري، الذي تحول إلى شريان حيوي للعبور من بيروت باتجاه الجنوب».

غير أن الشيخ الأسير نفى أن يكون جزء من الاعتصام قد أزيل أمس، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إنني وعدت الوفد بأنني سأدرس موضوع نقل الاعتصام إلى مكان آخر، بعد التشاور مع إخواني المعتصمين»، واعدا بأنه «إذا وجدت مكانا آخر يفي بالغرض، فإنني سأنقل موقع الاعتصام فورا»، مشيرا إلى أن «مساء اليوم (أمس) قد أتوصل إلى قرار بهذا الشأن».

وأثر الاعتصام في مدينة صيدا على الحركة التجارية الفاعلة في المدينة، إذ تحول خط السير إلى الطريق البحرية، وسط انتشار عسكري واسع نفذه الجيش اللبناني على الخط البحري منعا لإقفال الطريق.

وضم تيار المستقبل، الأكثر انتشارا بين الأحزاب في صيدا، صوته إلى صوت التجار وفعاليات المدينة برفض مكان الاعتصام. وقال عضو كتلة المستقبل النيابية النائب غازي يوسف لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لا نعارض اعتصام الأسير، وهو حق لكل لبناني، لكننا نعارض موقع الاعتصام وإقفال الطريق؛ لأنه يؤثر على مصالح الناس»، مشبها إياه «بالاعتصام الذي أقامته المعارضة في عام 2007 في وسط بيروت، ما أدى إلى إقفال الطرق المؤدية إلى المنطقة وتسبب بتكبيد الناس خسائر كبيرة».

وأشار يوسف إلى «اتصالات واسعة تجرى عبر فعاليات صيدا مع السير لفتح الطريق، ونقل موقع الاعتصام إلى مكان آخر»، مكررا موقف تيار المستقبل بمعارضة «العبارات المذهبية التي تتضمنها الخطابات، والتي من شأنها إثارة النعرات الطائفية».

وردا على ما قاله عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان من أن «مشروع الأسير هو مشروع فتنة»، قال يوسف: «مشاريع الفتنة في البلد كثيرة، ومنها مشروع شاكر البرجاوي في بيروت، ومشاريع أخرى في الشمال، لكنني لا أعتقد أن مشروع الأسير مشروع فتنة».

وكان كنعان علق على الاعتصام في صيدا معتبرا أن الشيخ الأسير «ذاهب بخطوات تصعيدية، وهذا ليس له علاقة لا بالسلاح ولا بحزب الله ولا حركة أمل؛ بل بأجندة ثانية»، متهما الأسير بأن «أجندته ليست داخلية».

من جهة ثانية، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر: «إننا في الجنوب تعودنا على إغلاق الطرق في وجهنا، ولكن من كان يقفل الطرق هو العدو الإسرائيلي.. وكان الطيران الإسرائيلي يقصف الجسور، وكانت البوارج الإسرائيلية تقصف الطرقات، وكان الاحتلال الإسرائيلي يمنع المرور».

وأعرب جابر عن أسفه قائلا: «إننا نرى أن شبح الفتنة يخيم على صيدا، ونحن نقول طبعا هذا لن يؤثر في علاقتنا مع أهلنا في صيدا.. أهلنا في صيدا كلهم بالأمس وبإجماع استنكروا ما يحصل، ونحن نضع الكرة في ملعب السلطات اللبنانية لإيجاد حل لمنع أن تستوطن الفتنة في طريق صيدا الرئيسي». ورأى أن «المطلوب إيجاد حل سريع؛ لأن صيدا هي قلب الجنوب وعاصمة الجنوب»، متمنيا «أن يكون هناك حل سريع لهذا الموضوع، لأنه لا يجوز أبدا أن يستمر قطع الطريق الرئيسي بين صيدا والجنوب».