أعلن مسؤول استخباراتي أن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت أمس مجمعا في شمال غربي باكستان في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية على طول الحدود الأفغانية، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص. وتعتبر هذه المنطقة معقلا لتنظيم القاعدة، وإحدى القواعد الخلفية لحركة طالبان الأفغانية التي تقاتل قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة على الجانب الآخر من الحدود.
وقال المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته إن طائرة من دون طيار أطلقت صاروخين على المجمع مما أدى إلى تدميره بالكامل».
وأضاف: «لدينا تقارير تفيد بأن سكان المنطقة انتشلوا ثماني جثث محترقة وثلاثة أو أربعة مصابين من بين الركام، في حين لم يتم تحديد هوية القتلى». ولم يتسنَّ التأكد من عدد القتلى بصورة مستقلة لأن المنطقة نائية ويتعذر دخول عمال الإغاثة ووسائل الإعلام إلى المنطقة.
وقد وقع الهجوم الجوي قبل الفجر في منطقة شاوال على بعد 50 كيلومترا جنوب غربي ميرانشا البلدة الرئيسية بوزيرستان الشمالية، وهي إحدى المناطق القبلية السبع التي يزداد فيها نشاط مسلحي طالبان. وكان أربعة أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم في هجوم بطائرة من دون طيار في نفس المنطقة الثلاثاء الماضي. وقد تكثفت حملة القصف من طائرات أميركية من دون طيار التي انطلقت في 2004 إلى حد كبير اعتبارا من 2008، خصوصا بعد وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، لكن وتيرتها تسارعت في الأسابيع الأخيرة بعد قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو في (أيار) مايو الماضي، التي شغل النزاع الأفغاني المستمر منذ أكثر من عشر سنوات الحيز الأكبر منها.
وتتهم واشنطن بانتظام حليفتها باكستان بـ«اللعب على الحبلين» من خلال دعمها بصورة شبه رسمية لحركة طالبان في أفغانستان للمحافظة على مصالحها الاستراتيجية فيها، ولا سيما مع ترقب رحيل القوات القتالية لحلف الناتو بحلول نهاية 2014.