السلطة الفلسطينية تنشئ جهاز رصد لتصريحات القادة الإسرائيليين وتعممها حول العالم

شمل تصريحات لنتنياهو عن الأطفال الفلسطينيين.. وأخرى تشتم منها رائحة العنصرية

TT

بعد سنوات طويلة كان فيها قادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير عرضة للرصد الإسرائيلي، أنشأت الحكومة الفلسطينية برئاسة د. سلام فياض، جهازا خاصا لرصد التصريحات والممارسات الإسرائيلية وتعميمها على مختلف المؤسسات والحكومات في العالم.

وذكر مسؤول في هذا الجهاز خلال حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن عمله يشمل رصد التصريحات والممارسات التي تعبر عن «السياسة العنصرية الإسرائيلية والكراهية والعداء للشعب الفلسطيني والأمة العربية، والممارسات المعادية للديانتين الإسلامية والمسيحية، والممارسات التي تمس الأماكن المقدسة.. وتبين أن إسرائيل تكذب عندما تقول إنها توفر حرية العبادة في القدس أو غيرها من المناطق المحتلة». ولم ينف هذا المسؤول أن فكرة إقامة الجهاز نقلت عن إسرائيل.

من جهة ثانية، أشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى نشاط هذا الجهاز في تقرير مفصل نشر أمس، تحت عنوان «لقد تعلموا منا»، قائلة إن الفلسطينيين باشروا رصد تصريحات وتصرفات كبار المسؤولين الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التي تشتم منها رائحة أو يمكن تفسيرها على أنها تدخل في باب العنصرية والكراهية والعنف، وبثها في العالم. وقال التقرير إن السلطة الفلسطينية اعتمدت طريقة إسرائيل وبدأت في إصدار تقارير مفصلة عن تحريض المؤسسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وتشتمل هذه التقارير على بيانات وبرامج عن تلك التصريحات وذلك جزءا من الدعاية الدولية على غرار ما تفعل إسرائيل. ومنذ الشهر الماضي نشر مكتب رئيس الوزراء، سلام فياض، تقارير وبعث بها إلى المجتمع الدولي وممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، تحتوي على تصريحات قاسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولوزراء وحاخامات، تشجع على العنصرية والكراهية والعنف ودعم التوتر، خصوصا تقويض حق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير.

وذكرت التقارير أن هذه الأمور تكشف عن الأسباب التي ولدت مشكلة خطيرة في المجتمع الإسرائيلي وهي: العداء لفكرة العيش في سلام، والتعايش، وحرمان الفلسطينيين العيش في وطنهم. ويرصد أحد التقارير تصريحات نتنياهو حول السيادة اليهودية في القدس الموحدة مما يحرم الفلسطينيين من حقهم التاريخي بالمدينة المقدسة. كما يرصد التقرير تصريحات لنتنياهو عقب مقتل طفل إسرائيلي حيث قال: «لا يمكن المقارنة بين قتل طفل خلال عمليات الجيش بهدف ضرب الإرهابيين الذين يستخدمون الأطفال دروعا بشرية، وقتل طفل يهودي لكونه يهوديا»، مما يدلل على شرعنة نتنياهو لقتل الأطفال. كما ينتقد أحد التقارير تصريحات لوزير التربية والتعليم جدعون ساعر، الذي دعا إلى تعزيز التراث اليهودي بين أطفال المدارس، بما في ذلك القيام بزيارات إلى مختلف المواقع الدينية. كما ترصد التقارير التي أعدتها السلطة مدى التحريض، على نطاق واسع، في التصريحات التي أدلى بها أعضاء الكنيست اليمينيون، مثل عضو الكنيست آرييه الداد الذي دعا إلى تدمير مسجد قبة الصخرة وإعادة بناء الهيكل وبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.