المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية: مخاوف مسيحيي مصر في انتظار قرارات مرسي

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يهتم بوجود قبطي كنائب «كرتوني» للرئيس

TT

قال المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، الأب رفيق جريش، إنه إلى الآن لا تزال مخاوف مسيحيي مصر لا تجد من يحتويها أو يبددها، وإن الكثير من المسيحيين المصريين ينتظرون قرارات الرئيس لتبدد هذه المخاوف، خاصة في ما يتعلق بحقوقهم وحرياتهم الدينية والشخصية، وأكد جريش أنه لا يهتم بوجود مسيحي كنائب «كرتوني» للرئيس من دون صلاحيات حقيقية، بقدر اهتمامه بوجود مسيحي في التشكيل الجديد للحكومة بصلاحيات ومهام كاملة وواضحة.

وقال جريش: «المخاوف موجودة ولا يوجد شيء إلى الآن يضمن حقوق وحريات المسيحيين في بناء الكنائس وقانون الأحوال الشخصية والقوانين الخاصة بعدم التمييز ضد الأقليات»، وتابع: «بخصوص قانون الأحوال الشخصية هناك قضايا تملأ المحاكم بين مسيحيين مع بعضهم، وهناك مشاكل كثيرة لا تجد الحلول».

وأكد جريش أن هناك مطالب أخرى للمسيحيين بالإضافة إلى هذه المطالب، وتحدث جريش عن تمثيل المسيحيين في المؤسسات الحكومية، وأوضح أنه لا يهتم بوجود نائب مسيحي أو أكثر لرئيس الجمهورية، ولكنه قد يكون مجرد نائب كرتوني أو «منظر فقط» لكي يقول الناس إن الرئيس أتى بأحد المسيحيين في مؤسسة الرئاسة من دون فعل حقيقي، وقال: «لا أهتم كثيرا بوجود نائب مسيحي لرئيس الجمهورية ولكنه من الممكن أن يكون مجرد واجهة وليس له دور حقيقي، ولكني سأفضل كثيرا عن ذلك وجود وزير مسيحي في الحكومة الجديدة مثلا يمتلك مهام وصلاحيات كاملة».

واشتكى الأقباط من التمييز في عهد مبارك، وشهدت مصر خلال الفترة الانتقالية، التي أعقبت خروج مبارك من السلطة اضطرابات سياسية، شهدت حرائق في عدد من الكنائس، على خلفية اشتباكات مع إسلاميين متشددين ينتمون للتيار السلفي. وينتظر المسيحيون من الرئيس الجديد محمد مرسي تنفيذ وعوده بإنقاذ الوضع الاقتصادي المتردي وتحقيق الأمن والاستقرار.

وأوضح جريش أن المسيحيين منذ عهد الرئيس الأسبق أنور السادات طالبوا بقانون للأحوال الشخصية، وقال: «عندما طلب منا إعداد قانون موحد للأحوال الشخصية للمسيحيين تم إعداده ولكنه منذ اللحظة التي تم إعداده فيها وهو حبيس الأدراج ولم يخرج للنور حتى الآن»، وتابع: «لقاؤنا مع الرئيس محمد مرسي بحكم كونه أول لقاء غلب عليه الطابع البروتوكولي، إلا أنه شهد حديثا عن مطالبنا والرئيس وعدنا بعقد لقاءات متتالية ومطالبنا معروفة ومشروعة ولا تحتاج لجلسات مطولة لشرحها»، وأكد أن المخاوف التي يظهرها ويبديها بعض المسيحيين المصريين هي مخاوف موجودة ومشروعة، ومن اليوم يجب أن ينتقل الرئيس من الأحاديث والخطب والقسم «ثلاثي الأبعاد» ليبدأ في تحقيق آمال كل المصريين وليس فقط المسيحيون، وقال: «الرئيس بدأ بالفعل أداء مهامه رسميا عقب تنصيبه أمام المحكمة الدستورية العليا ولن نتحدث عن الخطب والكلمات فهي خطابات مبدئية لا نبني عليها ولكننا الآن نريده أن ينتقل من الأحاديث إلى العمل وتنفيذ ما وعد به كل المصريين وليس المسيحيين فقط، لأنه في النهاية رئيس لنا جميعا، وتحقيق ما أكد عليه في برنامجه الانتخابي أثناء حملته الانتخابية».

وحول تأسيسية الدستور والأنباء عن مطالب من تيارات إسلامية بتغيير نصوص المادة الثانية من الدستور وإلغاء كلمة «مبادئ» من نص المادة والتي تنص على أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، وأن «مبادئ الشريعة الإسلامية» المصدر الرئيسي للتشريع، قال جريش: «من سيضع الدستور هي اللجنة وليس بعض الأعضاء»، وتابع: «ولا يعني بالضرورة طرح البعض لأفكار أن الرئيس، وهو منتم للتيار الإسلامي، موافق عليها».

وحول تقييمه للتيار السلفي الذي حظي بأكثر من ربع مقاعد البرلمان المصري ويحمل أفكارا يراها البعض متشددة بخصوص التطبيق المشدد للنصوص وكان ممنوعا من الولوج للمشهد السياسي المصري إبان حكم الرئيس السابق، أكد جريش أن اختلاط التيار السلفي بالسياسة لم يهذب إلى الآن بعض أفكاره المتطرفة.

وعلق جريش على واقعة رفض عدد من النواب المنتمين لهذا التيار الوقوف خلال عزف السلام الوطني المصري في بداية أحد اجتماعات الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، قائلا: «بعض المنتمين للتيار السلفي وليس كلهم يحتاجون للمزيد من التربية الوطنية، والتربية الوطنية مطلوبة لمن يرفض الوقوف للسلام الجمهوري الوطني لبلاده في لجنة وضع أسمى الوثائق التي تحكم بها البلاد»، وتابع: «هم لا يزالون يهتمون بالشكل والطقوس على حساب الإنسان وعلى حساب الآخر، ويحتاجون لتربية وطنية من جديد، ليس فقط تجاه المسيحيين ولكن أيضا تجاه الوطن».