السعودية تحذر مواطنيها من السفر إلى لبنان.. وتدعوهم للحيطة والحذر في بريطانيا

السفير عسيري لـ«الشرق الأوسط»: القرار اضطراري ولا خلفيات سياسية

TT

أطلقت السعودية تحذيرات لمواطنيها من السفر إلى لبنان خلال هذه الفترة.. جاء ذلك في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية قال فيه: «نظرا لعدم استقرار الأوضاع على الساحة اللبنانية، فإن وزارة الخارجية تحذر المواطنين السعوديين من السفر إلى لبنان حفاظا على سلامتهم وأسرهم خلال هذه الفترة وحتى إشعار آخر».

من جهته قال السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري لـ«الشرق الأوسط» إن هذا القرار «اضطراري وغير متسرع» مشددا على أن لا خلفيات سياسية للقرار «ولا نية للإضرار بلبنان» من ورائه، ناقلا عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمله في أن يتوصل القادة اللبنانيون إلى تفاهم في حوارهم الجاري (حول الاستراتيجية الدفاعية).

وأكد عسيري أن القرار الذي اضطرت السعودية إلى اتخاذه أتى نتيجة تراكم في الأحداث الأمنية من اشتباكات مسلحة في بعض المناطق وقطع الطرق، كما أن بعض هذه الأحداث طاولت مواطنين سعوديين تعرض بعضهم للخطف والأذى، وأشار عسيري إلى أن المملكة «لم تتسرع في اتخاذ القرار رغم حصول الكثير من الحوادث سابقا، لكن في نهاية المطاف فإن أمن المواطنين السعوديين وسلامتهم فوق كل اعتبار». وإذ أشار السفير عسيري إلى أنه لا قرار بمنع المواطنين السعوديين من زيارة لبنان، على غرار قرارات منع السفر إلى دول أخرى، قال: «إن الأمر مجرد تحذير والباقي يعود تقديره للمواطنين أنفسهم».

وشدد عسيري على اهتمام خادم الحرمين الشريفين بمتابعة الوضع في المنطقة، والوضع في لبنان خصوصا، مؤكدا أن خادم الحرمين لا يريد إلا الخير للشعب اللبناني، وهو يأمل أن يتوصل القادة اللبنانيون في حوارهم الجاري إلى تفاهم يسمح بحفظ البلد لأهله ولمحبيه في العالم العربي.

وعن الضرر الذي سيلحقه هذا القرار بالموسم السياحي في لبنان، قال: «ليس المقصود من هذا القرار إلحاق أي ضرر بلبنان إلا أن سلامة المواطنين السعوديين هي من أولويات القيادة السعودية».

وكانت 3 دول خليجية قد حذرت مواطنيها من السفر إلى لبنان، ودعت بعضها رعاياها إلى مغادرة لبنان نهاية مايو (أيار) الماضي، وهي البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة.

وعلى صعيد آخر، نبهت السعودية مواطنيها المسافرين للمملكة المتحدة بأخذ الحيطة والحذر أثناء وجودهم في الأماكن العامة، والحرص على حفظ وثائقهم؛ إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» مسؤول في السفارة السعودية لدى بريطانيا أن التحذيرات التي أطلقتها بلاده بالتنبيه على السعوديين المسافرين إلى المملكة المتحدة بتوخي الحذر والحرص على حفظ وثائقهم خاصة في فترة الصيف، تأتي تخوفا من التعرض للمواطنين السعوديين في الأماكن العامة وسرقة محافظهم خاصة بعد تلقيهم الكثير من البلاغات من مواطنين سعوديين تمت سرقتهم في عاصمة الضباب.

وأشار المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن إجمالي عدد المبتعثين السعوديين 32515 مبتعثا ومبتعثة، سواء الذين على حسابهم الخاص، أو المبتعثون على برنامج خادم الحرمين الشريفين، وأن عدد المسافرين للعلاج 40 مسافرا، مشيرا إلى أن إحدى المشكلات التي تواجه السعوديين في المملكة المتحدة سرقة الوثائق، مضيفا أن الذين يتعرضون لسلب ونهب وثائقهم هم بمعدل 8 إلى 10 أشخاص أسبوعيا.

وقال المسؤول إن هذا المعدل هو ما تلقته السفارة من البلاغات الهاتفية والحضور الشخصي، مشددا على أن سفارة بلاده أطلقت تحذيرات للمواطنين عبر رسائل بالهواتف الجوالة الخاصة بالسعوديين الموجودين في المملكة المتحدة، أو حين دخولهم الأراضي البريطانية لتحذيرهم من رجال يدعون أنهم رجال أمن وهم مجرمون يقومون باستدراج الضحية وسلب أمواله ووثائقه، مضيفا أنهم يعملون مع قوات الأمن البريطانية لملاحقة المجرمين، إلا أن بعض الأماكن لا توجد بها أجهزة مراقبة، مما يصعب ملاحقتهم في هذه الحالة.

وطالبت السفارة السعودية لدى بريطانيا بضرورة حرص مواطنيها على تسجيل جوازاتهم في السفارة لكي يتم التواصل أكثر بين السفارة والسائح، مع ضرورة المحافظة على جواز السفر وعدم رهنه أو تسليمه والحرص على تسجيله لدى أقرب ممثلية، وأن يحرص كل زائر سبق أن قدم لبريطانيا سواء بغرض الدراسة أو الزيارة أو العلاج أو التجارة، على أن تكون تهجئة اسمه باللغة اللاتينية في جواز السفر مطابقة تماما لتهجئة اسمه الذي سبق أن دخل بموجبه البلد، وكذلك تاريخ الميلاد، أما إذا كان لديه أي اختلاف في الاسم أو تاريخ الميلاد، فعليه مراجعة الأحوال المدنية بالمملكة لتصحيح وضعه قبل السفر.

وشددت السفارة السعودية في لندن على ضرورة تجنب مواطنيها الأماكن المشبوهة وأخذ الحيطة والحذر عند التنزه أو التعامل مع السائقين والمترجمين وغيرهم، والتأكد من هوية وسلامة وضعهم القانوني وعدم وضع جواز السفر أو النقود في الحقائب اليدوية، والاستعاضة عن ذلك بحمل بطاقات الائتمان أو الصراف الدولي، وعدم إعطاء أرقامها بالتليفون إلا لجهة معروفة، كما يتعين على كل زائر عدم حمل مبالغ نقدية كبيرة، والحرص على تسجيل أي مبلغ أثناء دخول الأراضي البريطانية.