لبنان: مجلس الأمن الفرعي يحذر من تهديد «الأسير» للسلم الأهلي

قال لـ «الشرق الأوسط» : نفك اعتصامنا عندما نلمس جدية لوضع السلاح في كنف الدولة

TT

يواصل إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير وأنصاره اعتصامهم السلمي في عاصمة الجنوب صيدا، مستمرين في قطع الأوتوستراد الشرقي في المدينة، وهو يعد منفذا حيويا ومهما جدا بالنسبة للوافدين من وإلى جنوب لبنان.

ورغم الحديث عن مفاوضات لنقل الاعتصام إلى مكان آخر وتمني وزير الداخلية والبلديات اللبناني مروان شربل أن «تصل المفاوضات إلى نتيجة مرضية يتم بموجبها فك الاعتصام»، قال الأسير لـ«الشرق الأوسط» أمس: «هذا ما نتمناه (فك الاعتصام) في حال لمسنا أن المهيمنين على البلد صادقون في القيام بخطوات جدية على طاولة الحوار من خلال جعل سلاحهم عبر استراتيجية دفاعية في كنف الدولة». ونفى أي إمكانية لنقل الاعتصام إلى مكان آخر؛ باعتبار أنه «لا مكان آخر يمكن أن يؤثر على (حزب المقاومة) و(حركة أمل) في الطريق إلى الجنوب».

وقال الأسير ردا على البيان الصادر عن مكتب المحافظ، إثر انتهاء الاجتماع الذي حضره مجموعة من القادة الأمنيين والعسكريين والقضائيين في المنطقة، إنه «إذا كان هناك من تخوف لأن يخل أحدهم بالأمن، فمن واجب القوى الأمنية التصدي لأي خرق ومعالجته فوريا، أما إذا كان ذلك بمثابة نوع من التهويل لإسكاتنا وذهابنا إلى منازلنا فلن يجدي نفعا».

وعن قدرة الاعتصام عمليا على تحقيق الهدف المرجو منه، أجاب الأسير: «لم يخطر ببال أحد أن الثورات العربية ستنطلق شرارتها من بوعزيزي تونس، وهو نفسه لم يعرف ذلك». وجدد الإشارة إلى «أننا نتحرك نتيجة إهانة وجودنا وكرامتنا بعدما وصلنا إلى المرحلة التي بلغها البوعزيزي، والفرق أنه ليس بإمكاننا أن نحرق أنفسنا لأن ذلك محرم علينا في الدين»، مذكرا «بأننا ساكتون منذ عام 1989 ولم ننزل إلى الشارع لأننا اختنقنا».

وأوضح بيان مجلس الأمن الفرعي أن «مدينة صيدا هي أولا مدينة العيش المشترك مع سائر الطوائف، وهي المعبر الأساسي لقوافل قوات الطوارئ الدولية، فضلا عن تداخلها مع العامل الفلسطيني الجديد بكثافة في مخيم عين الحلوة، والذي يمكن أن يكون مدخلا لتوطين الفلسطينيين كونه يعتبر عاصمة الشتات.. ومدينة صيدا بموقعها الجغرافي تعتبر بوابة الحرب والسلم في لبنان، ومنها تنطلق شرارة الفتنة في لبنان».

من ناحيته، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن «إثارة البعض لقضية سلاح المقاومة في هذا الوقت، هي لحرف الأنظار عن تهريبهم السلاح إلى سوريا، وتوزيع سلاح الفتنة والزواريب الذي يهدد استقرار البلد»، معتبرا أن «هؤلاء لا يريدون استراتيجية تخيف إسرائيل بل استهداف هوية وموقع لبنان وسوريا معا».

وشدد قاووق، خلال احتفال تأبيني في الهرمل، على أن «المقاومة باقية طالما بقي التهديد والعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويجب عليها أن تعزز قدراتها العسكرية يوما بعد يوم لمواجهة المحتل وأي احتمال عدواني إسرائيلي، أما الذين يصرون ويتعمدون تجاهل الخطر الإسرائيلي فهم في موقف مريب ويرتكبون خطيئة وطنية كبرى».

وقال قاووق: «نحن لا نفاجأ إذا كان هناك فريق من اللبنانيين لم يؤيد المقاومة، ولا ننتظر ممن شارك الإسرائيلي في اجتياح عام 1982. ومن ارتضى أن يكون أداة أميركية أن يؤيد المقاومة». وقال: «نشعر في هذه المرحلة أننا في ربيع وعز أيام المقاومة، وهي رغم كل المتغيرات في المنطقة والعالم، نجحت في أن تعاظم قوتها العسكرية وحضورها السياسي والشعبي، الأمر الذي أثار هلع أميركا وإسرائيل من المقاومة فهما يشعران أنها العقبة في طريقهما».

وشدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب مروان خير الدين، المحسوب على النائب طلال أرسلان، على أن الأسير «هو مواطن لبناني ويجب أن ينصاع للقوانين اللبنانية، ولا يجوز أن يتحول رجل دين إلى قاطع طرق، فهو إمام جامع ومحترم، والناس تأتي إليه لتنويرها وتعليمها الطريق الصحيح».