«القاعدة» تبث تسجيلا جديدا للدبلوماسي السعودي.. ومصدر قبلي: نبذل جهودا لإطلاق سراحه

إصابة ضابط مخابرات بجروح بالغة.. وانتحاري «السبعين»: طريقي طريق «أولياء الله»

عبد المجيد الزنداني يتحدث خلال مؤتمر صحافي في صنعاء أمس وفي الإطار صورة وزعها موقع «سايت» أمس تظهر الدبلوماسي السعودي المختطف الخالدي في تسجيل بثه خاطفوه أمس (أ.ف.ب)
TT

بث تنظيم القاعدة تسجيلا صوتيا جديدا يظهر فيه نائب القنصل السعودي عبد الله الخالدي، الذي اختطفته «القاعدة» في عدن قبل عدة أشهر، مناشدا العاهل السعودي إطلاق سراحه، في وقت ذكر فيه مصدر قبلي يمني أن جهودا تبذل لإطلاق سراح الدبلوماسي السعودي، وسط تكتم شديد على نوعية هذه الجهود التي ذكر أنها جهود رسمية وقبلية يمنية.

وناشد الدبلوماسي السعودي، الذي خطفه مسلحون على علاقة بتنظيم القاعدة في اليمن، العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، ألا ينسى قضيته، وأن يلبي مطالب خاطفيه بالإفراج عن نساء سجينات، وذلك في تسجيل فيديو وضع على الإنترنت.

وبدا عبد الله الخالدي، نائب القنصل السعودي في مدينة عدن اليمنية، في صحة جيدة، وهو يكرر نداءه إلى الملك عبد الله وأعضاء بارزين بالأسرة الحاكمة السعودية.

وقال الدبلوماسي في تسجيل فيديو وضع مساء أول من أمس، على موقع يستخدمه أعضاء «القاعدة»: «أناشدهم وأقول لهم: لماذا رفضتم طلب التنظيم بإطلاق سراح النسوة من السجن؟ أنا مصيري مربوط بالحريم.. أطلقوا الحريم يطلق سراحي.. لا تتركوني لمصيري».

وهذا ثاني تسجيل فيديو للخالدي منذ اختطافه في مارس (آذار). ولا يوجد في تسجيل الفيديو ما يشير إلى موعد تسجيله، ولم يتسن التحقق من مصداقيته.

وقال الخالدي: «أرجع وأقول: لا تتركوني لمصيري؛ فمصيري مجهول طالما النساء موجودات في السجن، أطلقوا ها الحريم يطلقوني ثاني يوم. أتمني من الله (عز وجل) إطلاق ها النسوة لإطلاق سراحي». وكان الخالدي قد وجه نداء مماثلا في تسجيل فيديو وضع على الإنترنت في مايو (أيار). وفي أبريل (نيسان)، هدد متشدد، أعلن المسؤولية عن خطف الخالدي، بقتله إذا لم تدفع فدية، ويفرج عن سجناء «القاعدة» من سجون السعودية.

وفي تطور منفصل، قالت وكالة الأنباء اليمنية إن السعودية تزمع إعادة فتح سفارتها في صنعاء، التي أغلقت بعد خطف الخالدي. وأشارت الوكالة إلى مكالمة هاتفية بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء أول من أمس، نقلت عن العاهل السعودي قوله إنه سيأمر في وقت قريب بفتح السفارة في العاصمة اليمنية.

وفي هذا الخصوص، قال مصدر قبلي يمني، على صلة بوسطاء قبليين يعملون للإفراج عن الخالدي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «هناك جهود رسمية يمنية ووسطاء قبليون يسعون للإفراج عن الدبلوماسي السعودي، وهو في صحة جيدة»، وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن «المعضلة التي تحول دون الإفراج عن الخالدي تتمثل في إصرار (القاعدة) على مبادلته بسجناء»، وأشار إلى أن الوسطاء «يبحثون عن بدائل ممكنة للإفراج عن الخالدي»، رافضا التحدث عن ماهية هذه البدائل. وأوضح المصدر القبلي أن «خطف الدبلوماسي عمل مشين، ومحل استنكار الجميع، وموقف الحكومة السعودية معلن، ولا نتدخل فيه، وجهودنا جهود ذاتية قبلية لإنقاذ حياة شخص عزيز وضيف على اليمن».

وفي السياق ذاته، بثت قناة «اليمن» الفضائية الحكومية، مساء أول من أمس، مقاطع فيديو جديدة قالت إنها لمنفذ عملية التفجير الانتحاري الذي وقع في ميدان السبعين بصنعاء يوم 21 مايو (أيار) الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من مائة جندي من قوات الأمن المركزي وجرح مئات آخرين.

وأظهر الفيديو مشاهد للانتحاري الذي ظهر وهو يرتدي حزاما ناسفا، قبل أن يعود لارتداء اللباس العسكري الخاص بجنود قوات الأمن المركزي، التي استهدف أحد سراياها عشية العرض العسكري للذكرى الـ22 لعيد الوحدة اليمنية.

وقال تلفزيون اليمن الحكومي إن السلطات الأمنية عثرت على ذلك المقطع الذي يظهر الانتحاري وهو يستعد لتنفيذ العملية الانتحارية، من خلال الكومبيوتر الخاص بأحد أعضاء «القاعدة» الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخرا، والمتهمين بالوقوف وراء الحادثة الانتحاري، بينما ظهر إلى جانب الانتحاري أحد جنود الأمن المركزي، الذي قال التلفزيون اليمني إنه ضمن قائمة الضالعين في تدبير تفجير السبعين الانتحاري، بعد أن تكفل بإيصال الانتحاري إلى الميدان دون أن يوضح التلفزيون مزيدا من التفاصيل المتعلقة بكيفية إيصاله.

وظهر الانتحاري وإلى أمامه قطعتا سلاح كلاشنيكوف، وكان يحمل بين يديه ورقه يقرأ منها بصعوبة لغوية، واعتبرها وصيته الأخيرة، التي قال فيها إن الطريق الذي يسير فيه هو طريق «أولياء الله»، وتوعد فيها أنصار الديمقراطية الصليبية بتحويلهم إلى أشلاء، طالبا من الله أن يرحمه ويكتبه مع الشهداء.

وتضمن الفيديو معلومات عن خلية تنظيم القاعدة المسؤولة عن التخطيط للعملية الانتحارية التي طالت أكثر من مائة جندي من قوات الأمن المركزي، وظهر في لقطة غير واضحة صورة لمسلح يساعد الانتحاري على عملية ارتداء الحزام الناسف الذي أخفاه تحت ملابس الأمن المركزي اليمني.

إلى ذلك، أصيب شخص يعتقد أنه يعمل ضابطا في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بجروح بالغة في تفجير سيارته، ظهر أمس، بصنعاء.

وذكرت وسائل أنباء محلية أن محمد القديمي أصيب عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت في سيارته في الحي الواقع شرق شارع الستين الغربي. ولم تتضرر السيارة بشكل كبير، في حين يبدو أن العبوة كانت صغيرة وزرعت عند دواسة الأقدام.

وأسعف القديمي، وهو في الأربعينات من عمره، إلى مستشفى قريب حيث أدخل العناية المركزة، وقال مسعفون لموقع «المصدر أونلاين» إنه أصيب بجروح عميقة في رجليه. وطوقت قوات من الشرطة والبحث الجنائي وأخرى من الفرقة الأولى مدرع مكان الانفجار وبدأت في فحص السيارة.