فصائل «الجيش الحر» غير راضية عن توجهات المعارضة السياسية في مؤتمر القاهرة

أجمعوا على رفض أي مقررات لا تنص على تسليحهم وعلى التدخل العسكري الدولي

TT

أجمعت المعارضة السورية العسكرية على رفض مؤتمر المعارضة السورية الذي تنظمه الجامعة العربية في القاهرة، مقلّلة من إمكانية وصوله إلى قرارات تفيد الثورة السورية، ولا سيما تلك المتعلقة بتسليح الجيش السوري الحر والتدخّل العسكري الدولي.

وأكدت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل على ذلك الموقف، وقال الناطق الرسمي باسمها العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين في بيان له «نعلن مقاطعتنا ورفضنا المشاركة في المؤتمر المؤامرة الذي يعقد في القاهرة للمعارضة السورية». ولفت إلى أن «المؤامرة التي تعقد في القاهرة تنص وبشكل مريب على رفض التدخل العسكري الدولي لإنقاذ شعبنا وحمايته، بل وتتجاهل قضايا غاية في الأهمية منها مسألة فرض المناطق الآمنة المحمية من المجتمع الدولي والممرات الإنسانية والحظر الجوي وتسليح ودعم الجيش السوري الحر في الداخل».

وأضاف البيان أن مؤتمر القاهرة يأتي «عقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جنيف، التي تصب كلها في خانة إنقاذ النظام (السوري) والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة مع قتلة أطفالنا وأبنائنا من حكومة الحرب التي أنشأها المجرم بشار الأسد»، رافضا بشكل قاطع «أي شكل من أشكال الحوار والتفاوض مع العصابة القاتلة المجرمة»، ومؤكدا أن «السوريين لم يدفعوا الآلاف من دم الشهداء مقابل تنحية الأسد فقط من السلطة، بل لإسقاط النظام برمته بكل أركانه ورموزه».

وفي حين نفى العميد مصطفى الشيخ أي علاقة له بهذا البيان، أيّد ما أعلنه العقيد سعد الدين، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أنّ المجالس العسكرية في الداخل تعمل على اتخاذ قراراتها منفردة انطلاقا من تقويمها للواقع على الأرض، مضيفا «عمدنا إلى إلغاء قيادة المجلس العسكري التابع للجيش الحر، واستعضنا عنه بـ(القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية) التي تضم 12 عميدا ولواء، وأنا أحد أعضائها، فيما قراراتها تكون مشتركة. ونقوم بالتنسيق مع المجالس العسكرية في الداخل ومعظم فصائل المعارضة العسكرية بهدف ضمها إلى هذه القيادة»، لافتا إلى أنّه تم التواصل مع العقيد رياض الأسعد لكنه رفض التعاون.

بدوره أكّد نائب قائد الجيش السوري الحر، العقيد مالك الكردي، أنّه لم يتم التواصل مع الجيش الحرّ بشأن مؤتمر القاهرة، واصفا الأمر بـ«محاولة من بعض أطراف المعارضة لإضعاف الجيش الحر»، ومؤيدا ما أعلنته القيادة العامة للجيش الحر في الداخل حول رفضها لهذا المؤتمر إذا لم يصدر عنه أي مقررات تنص على دعم الجيش الحر والتدخّل العسكري الخارجي، إلا إذا كانت نتائجه تساهم في عملية إسقاط النظام وتمنح الثورة مكاسب جيدة، بحسب ما قال الكردي لـ«الشرق الأوسط».

وفي حين سأل: «ما الفائدة من مؤتمرات كهذه لا تتوصل إلى قرارات تدعم أو تخدم مطالب الثورة السورية؟»، قال «مطالبنا الأساسية هي دعم الجيش الحر وتسليحه إضافة إلى التدخّل العسكري الدولي، وهما مطلبان ملحان بعدما تحولت سوريا إلى ساحة حرب انتشرت فيها التنظيمات، ولا سيما تلك التي يدعمها النظام بهدف إيجاد حالة فوضى».

ورأى الكردي أن «ما نراه اليوم هو تخبّط في صفوف المعارضة في ظل التعنّت الروسي وفي غياب أي دعم دولي واضح للقضية السوري»، مضيفا «يبدو من خلال ما يحصل دوليا أنّ هناك محاولة من أجل إيجاد حل معين يفرض على الشعب السوري، للإبقاء على الأسد»، موضحا أن «ما صدر عن مؤتمر جنيف، حيث اعتبروا وكأن القضية السورية هي قضية تشكيل حكومة، خير دليل على ذلك».

أما فيما يتعلّق بقرارات قيادة الجيش الحر في الداخل وعلاقتها بالجيش الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد، قال الكردي «المجالس العسكرية في الداخل تعاني من حالة الشرذمة والفوضى، بعضها يتبع للعميد الشيخ وبعضها يقول إنّه تابع للجيش الحر.. وهناك مجموعات أخرى مستقلة تنفرد بقراراتها»، موضحا «الكل أصبح يبحث عن مصدر له في ظل شح الدعم المالي، وبالتالي كل هذه المجموعات تنتمي إلى الجهة التي تقدّم لها هذا الدعم».