إيران تختبر صواريخ متوسطة المدى.. ونجاد: العدو سيخسر سلاح النفط

نائب قائد الحرس الثوري: المناورات رد على الكلمات الفجة التي توجه ضدنا

صورة وزعتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، لاحتفال أعضاء من الحرس الثوري الإيراني بإطلاق صاروخ بالستية أمس (أ.ب)
TT

أطلقت إيران أمس عشرات الصواريخ الباليستية، وبعضها قادر على بلوغ إسرائيل، خلال مناورات تضمنت محاكاة لهجوم على «قاعدة أجنبية» في المنطقة، بينما دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الشعب الإيراني إلى مقاومة العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده مؤخرا.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن إيران أعلنت أمس أنها اختبرت بنجاح صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب إسرائيل، وذلك ردا على تهديدات بعمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية. وتقول إسرائيل إنها قد تهاجم إيران إذا فشلت الدبلوماسية في وقف برنامجها النووي المثير للجدل. وأعلنت الجمهورية الإسلامية عن التدريب الصاروخي «الرسول الأعظم 7» يوم الأحد بعدما دخل حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على مشتريات النفط الخام الإيراني حيز التنفيذ بالكامل بعد جولة أخرى غير مجدية من محادثات القوى الكبرى مع طهران.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» أنه جرى اختبار عدة صواريخ بنجاح خلال اليوم الثاني من المناورات التي تجرى في صحراء لوت جنوب شرقي البلاد. وقال قائد قسم الفضاء الجوي بالحرس الثوري الإيراني الجنرال حاج زاده لوكالة «مهر» الإيرانية، إنه جرى اختبار سبعة صواريخ محلية الصنع قصيرة ومتوسطة المدى تتراوح ما بين 300 و1300 كيلومتر. وأضاف أن إيران لديها أيضا صواريخ يبلغ مداها 2000 كيلومتر، أي كافية للوصول لأهداف في إسرائيل، ولكن لم يتم اختبارها في المناورات حتى الآن. وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من بدء تنفيذ أحدث جولة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على طهران ردا على رفض إيران وقف برنامجها النووي. وقد حذر الجنرالات الإيرانيون من أن البلاد قد تغلق مضيق هرمز الذي يمثل ممرا ملاحيا استراتيجيا لصادرات النفط العالمية.

وقالت قناة «برس تي في» الإيرانية الرسمية الناطقة بالإنجليزية إن صاروخ «شهاب 3» الذي يصل مداه إلى 1300 كيلومتر والقادر على الوصول إلى إسرائيل - اختبر إلى جانب صاروخي شهاب 1 و2 الأقصر مدى. ونقلت القناة عن حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري، قوله «الهدف الأساسي من هذه المناورة هو إظهار عزم الأمة الإيرانية السياسي على الدفاع عن قيمها الحيوية ومصالحها الوطنية». وأضاف أن الاختبارات رد على أعداء إيران الذين يتحدثون عن خيار عسكري على الطاولة. وقال: «المناورات رد على الكلمات الفجة التي توجه ضد إيران». وقالت وكالة أنباء «فارس» إن عشرات الصواريخ أطلقت باتجاه قواعد جوية صورية وإنه سيتم اختبار طائرات إيرانية الصنع من دون طيار اليوم. ويشكك المحللون في بعض القدرات العسكرية لإيران ويقولون إنها تهول كثيرا من قدراتها. وتؤكد إيران دوما هيمنتها العسكرية على منطقة الخليج، وأثارت قلق صناعة النفط التي تخشى إعاقة إمدادات النفط العالمية. وهددت إيران من قبل بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه أكثر من ثلث تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا، وذلك ردا على عقوبات مشددة متصاعدة تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الجمهورية الإسلامية. وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «رسالة المناورات الصاروخية هي أن بلدنا مستعدة بكل قوتها لتوفير الأمن في منطقة الخليج الفارسي وأمن نقل شحنات النفط».

وفي أول رد فعل له على العقوبات الأوروبية على إيران التي دخلت حيز التنفيذ مطلع هذا الشهر، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الشعب الإيراني إلى مقاومة العقوبات التي فرضها الغرب على بلاده مؤخرا. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن أحمدي نجاد القول لدى لقائه عددا من مسؤولي الدولة: «العقوبات الأخيرة هي الأقوى التي يتم فرضها على أي دولة، وعلينا مقاومة كل هذه الضغوط». وأضاف: «المقاومة هي الرد الملائم على السياسات العدائية للأعداء». وتأتي هذه التصريحات بعد دخول أحدث جولات العقوبات الأوروبية على إيران حيز التنفيذ. وتتمثل هذه العقوبات في حظر استيراد النفط الإيراني لمعاقبة طهران على رفضها وقف برنامجها النووي. وقال الرئيس الإيراني: «يخطئ الغرب إذا ظن أن العقوبات ستضع إيران في موقف ضعيف». وأضاف: «سنجعل من هذه العقوبات فرصة لتحقيق استقلال عن النفط لجعل العدو يخسر هذا السلاح (النفطي) للأبد». تجدر الإشارة إلى أن عوائد صادرات النفط تعد المصدر الأول للدخل القومي الإيراني، ومن ثم فإن هذه العقوبات تجعل الجمهورية الإسلامية تخسر 20 في المائة من دخلها، وستزيد هذه النسبة إذا ما التزمت دول غير أعضاء بالاتحاد الأوروبي بهذا الحظر. ويهدف الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي إلى حمل إيران على وقف تخصيب اليورانيوم، الذي تقول دول غربية إن الغرض منه تطوير القدرة على صنع أسلحة نووية، في اتهام تنفيه إيران. وتقول إيران إن هدفها من التخصيب هو توليد الطاقة. وكانت مجموعة من النواب الإيرانيين قد اقترحت مشروع قانون يدعو الجمهورية الإسلامية إلى محاولة وقف ناقلات النفط المتجهة عبر مضيق هرمز إلى بلدان تؤيد العقوبات ضد إيران. لكن محللين يقولون إن البرلمان الإيراني ضعيف نسبيا، ولا مجال أمام هذه الخطوة لتصبح قانونا ما لم يقرها الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وقلل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست من أهمية مشروع القرار ووصفه بأنه «مجرد خطة». وقال المتحدث دون توضيح «هذه الدول التي تفرض عقوبات (على إيران) ومن ثم تتسبب في حدوث أزمات اقتصادية يجب عليها القبول بالتداعيات المحتملة».