تفجيرات في كربلاء والديوانية تخلف أكثر من 200 قتيل وجريح

لجنة الأمن البرلمانية لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد مشاركة في القرار الأمني

عناصر أمن ومواطنون عراقيون يعاينون موقع انفجار شاحنة مفخخة في سوق شعبية بالديوانية أمس (رويترز)
TT

غداة إعلان قيادة عمليات الفرات الأوسط عن الانتهاء من آخر مراحل الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة الشعبانية التي يحييها ملايين الشيعة سنويا إلى مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، ضربت سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة مدينتي كربلاء والديوانية أمس وخلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى طبقا للحصيلة التي أعلنتها المصادر الأمنية والصحية.

وشهدت كربلاء صباح أمس انفجارا مزدوجا بعبوتين ناسفتين داخل سوق شعبية لبيع الفواكه والخضراوات شرق المدينة، مما أسفر طبقا للمصادر الأمنية عن مقتل 11 شخصا وجرح 45 آخرين. ويأتي التفجير بالتزامن مع الإجراءات الأمنية التي تشهدها محافظة كربلاء استعدادا لزيارة منتصف شعبان التي تصادف اليوم. وكانت لجنة الأمن بمجلس محافظة كربلاء قد أعلنت الأسبوع الماضي عن وصول طلائع القوات الأمنية التي ستشارك بالخطة الأمنية الخاصة بالزيارة، فيما أكدت أن عدد القوات التي ستشارك في تأمين الزيارة سيبلغ نحو 33 ألف عنصر من الجيش والشرطة. وفي وقت لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن هذه التفجيرات، فقد اتهم محافظ كربلاء آمال الدين الهر تنظيم القاعدة. وقال الهر في بيان «بصمات تنظيم القاعدة وأزلام النظام السابق واضحة».

وفي الديوانية، حصد تفجير بسيارة مفخخة استهدف سوقا شعبية 40 قتيلا و75 جريحا. ووقع الانفجار قرب مسجد تجمع فيه زوار شيعة. وفرضت السلطات المحلية هناك حظرا شاملا للتجوال في المدينة حتى إشعار آخر على خلفية انفجار السيارة المفخخة.

وفي التاجي (25 كم شمال بغداد)، أعلن مصدر في وزارة الداخلية «مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين بينهم ثمانية من الشرطة بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين في حي سكني». ونقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية أن عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس، أعقبها انفجار عبوة ثانية لدى وصول قوات الشرطة لتفقد المكان، مما أدى إلى وقوع الضحايا. وأكد مصدر طبي في مستشفى الكاظمية، شمال بغداد، تلقي جثث ثلاثة أشخاص و15 جريحا بينهم عدد من عناصر الشرطة. وفي الطوز (175 كم شمال بغداد) قال عقيد في الشرطة إن «شرطيا قتل وأصيب آخر بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم وسط الطوز. وأكد الطبيب ايدن أحمد من مستشفى الطوز تلقي جثة شرطي ومعالجة آخر جراء الانفجار».

إلى ذلك، اعتبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن «السبب الرئيسي في الخروقات الأمنية يعود في جانب أساسي منه إلى الانفراد بالقرار الأمني وعدم إشراك الآخرين فيه». وقال عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع شوان محمد طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المشكلة تكمن في اتباع سياسة التفرد والانفراد في كل شيء، بما في ذلك القرار الأمني، من قبل رئيس الوزراء، وهو أمر طالما حذرنا منه»، مشيرا إلى أن «لجنة الأمن والدفاع البرلمانية على الرغم من أن لها دورا رقابيا مهما فإنه لا أحد يستمع إلى آرائها، وبالتالي فإن من يتحمل مسؤولية ذلك ليس الشركاء المغيبين والمهمشين على صعيد هذا الأمر، وإنما من يمسك بكل هذه الملفات دفعة واحدة من دون أن تتحقق نتيجة إيجابية يمكن أن يلمسها المواطن في الشارع».