ليفني تنشق عن «كديما» وتؤسس حزبا وسطيا في إسرائيل

رامون «صاحب المبادرة»: نحتاج إلى قيادة معتدلة ومسؤولة

ليفني خلال إعلان نتيجة الانتخابات التشريعية في إسرائيل عام 2009 (نيويورك تايمز)
TT

في محاولة لتحطيم حزب كديما، أكبر الأحزاب الإسرائيلية حاليا، بادرت تسيبي ليفني، الرئيس السابق لهذا الحزب وأحد مؤسسيه، ومعها حايم رامون، المدير العام للحزب وصاحب فكرة تأسيسه الأول، إلى تشكيل حزب وسط ليبرالي جديد في إسرائيل.

وقال رامون، الذي كشف عن الجهود لتأسيس الحزب الجديد، إن حزب «كديما» لم يعد حزبا حقيقيا وإنه في القريب العاجل سيتفكك ثم ينقرض، وإن «إسرائيل لا تستطيع العيش من دون حزب يحتل مركز الخريطة السياسية، مبني على الاعتدال والوسطية في السياسة وفي الاقتصاد وفي كل شيء». واعتبر رامون الأحزاب الإسرائيلية الحالية أحزابا راديكالية لا تلائم العصر، فهي إما أحزاب يمينية جدا مثل حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، وإما أحزاب يسار اشتراكي مثل حزبي العمل وميرتس.

وأضاف أن الشعب في إسرائيل يحتاج إلى قيادة معتدلة تتصرف بمسؤولية وتتمكن من رفع مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط وفي العالم: «بعيدا عن السياسات المغامرة وعن تمزيق المجتمع الإسرائيلي ما بين علمانيين ومتدينين أو بين يهود وعرب»، قيادة تستطيع التعامل بشكل صحيح مع المتغيرات في العالم العربي وليس على طريقة «أدر ظهرك حتى لا ترى ما يدور حولك، كما يفعل نتنياهو».

يذكر أن رامون هذا هو صاحب الفكرة الأولى لتشكيل حزب كديما. ففي سنة 2004 عندما سيطر الجناح اليميني المتطرف على حزب الليكود وراح يتمرد على رئيسه أريل شارون بسبب قراره الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، توجه رامون إلى شارون وعرض عليه فكرة الانشقاق عن الليكود وتشكيل حزب وسط كبير. وكان شيمعون بيريس، يومها، قد فشل في الانتخابات الداخلية لحزب العمل بتغلب عليه عمير بيرتس. فاقترح رامون، الذي كان هو أيضا من قادة حزب العمل، على بيريس أن ينشق عن حزبه وينضم معه إلى حزب شارون لكي يضمن أن يسير على نهج ليبرالي وسطي. وهكذا نشأ حزب كديما. ورحب به الجمهور الإسرائيلي ودعمه واختاره لرئاسة الحكومة، حتى بعد أن أصيب شارون بمرض الشلل الدماغي وتولى القيادة إيهود أولمرت.

وعندما فشلت ليفني في قيادة «كديما»، بعد أولمرت، ثم أسقطت من قيادة الحزب لصالح شاؤول موفاز، خرج رامون من الحزب سوية مع ليفني وبدآ العمل على تشكيل حزب جديد. وعارض كلاهما انضمام حزب كديما إلى الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو واعتبرا ذلك تصفية لآيديولوجية الحزب وطابعه الوسطي وأكدا على أن موفاز يعرف أن حزب كديما بقيادته سيفشل في الانتخابات القادمة ولذلك فإن انضمامه إلى الائتلاف هو مقدمة للعودة إلى حزبه الأصلي، الليكود، سوية مع بقية العناصر اليمينية المتطرفة في «كديما».

واعتبر رامون الأيام الأخيرة فرصة مواتية لتشكيل حزب جديد وذلك بعدما وجه نتنياهو صفعة مهينة إلى موفاز، بقراره التخريب على لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في رام الله، يوم الأحد الماضي، وصفعة مهينة أخرى أول من أمس بقراره حل «لجنة بلاسنر»، التي أقيمت ضمن الاتفاق الائتلافي من أجل فرض الخدمة العسكرية على الشبان المتدينين اليهود. فقد حل نتنياهو اللجنة من دون الرجوع إلى موفاز، لكي يرضي الأحزاب الدينية واليمين المتطرف. وبدا تصرفه مهينا لنائبه موفاز، الذي رفض التقاء نتنياهو احتجاجا على الإهانة. وطالبه رفاقه في قيادة الحزب بالانسحاب من الائتلاف والعودة إلى المعارضة إذا كان يريد لنفسه الاحترام. لكن موفاز رفض هذا المطلب قائلا: إنه لا يريد اتخاذ قرار متسرع. وأضاف أن نتنياهو طلب منه أن يتروى في قراراته لأنه يحمل له اقتراحات كثيرة سترضيه.

من جانبه نفى نتنياهو أن يكون قد قصد إهانة موفاز. وقال المقربون منه إنه قبل أن يتخذ قراره بشأن حل «لجنة بلاسنر» كلمه هاتفيا وأخبره أنه لم يعد يرى فيها لجنة مجدية. ونفى هؤلاء المقربون أن يكونوا قد خربوا على لقاء موفاز مع أبو مازن وقالوا: إن «رئيس الحكومة اضطر لأن يفشي أسرارا أمنية حساسة لكي يقنع موفاز بأن الفلسطينيين هم الذين بادروا إلى إلغاء اللقاء في رام الله» وإنه لم يكن لنتنياهو ضلع في هذا القرار. ورد المقربون من موفاز أنهم يقدرون رد نتنياهو وتفسيراته ولكنهم يحتاجون إلى مزيد من التوضيح حتى يقرروا مصير ارتباطهم بهم في الائتلاف الحكومي.