إسلام آباد توافق على إعادة فتح ممرات الإمداد لقوات الناتو في أفغانستان

عقب اتصال هاتفي بين كلينتون ونظيرتها الباكستانية

TT

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن باكستان وافقت على إعادة فتح ممرات الإمداد البرية لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) العاملة في أفغانستان، والتي تمر عبر أراضيها.

وجاء في بيان صادر عن وزيرة الخارجية الأميركية أن الأخيرة تبلغت خلال اتصال هاتفي أمس مع نظيرتها الباكستانية هينا رباني خار «بإعادة فتح الطرق البرية لإمدادات الحلف الأطلسي إلى أفغانستان».

وكانت إسلام آباد قد أغلقت ممرات الإمداد لحلف الناتو العام الماضي احتجاجا على مقتل 24 جنديا باكستانيا خلال غارة جوية. وأحرزت باكستان والولايات المتحدة «تقدما» في العمل على اتفاق من أجل إعادة فتح طريق قوافل تموين الحلف الأطلسي في أفغانستان على الأراضي الباكستانية، بعد إغلاقها في نوفمبر (تشرين الثاني)، على ما أعلن مسؤولون أميركيون وباكستانيون.

ويأتي هذا الإعلان قبل ساعات على اجتماع حول هذا الملف لمسؤولين كبار في الحكومة والجيش الباكستانيين بعد الظهر في إسلام آباد أمس بدعوة من رئيس الوزراء راجا برويز أشرف. ويتيح إبرام اتفاق حول المسألة بين الأميركيين الذين يقودون قوة حلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف) والباكستانيين إعادة الدفء إلى علاقات البلدين.

وتدهورت العلاقات في السنوات الأخيرة ولا سيما بعد الغارة الأميركية الأحادية الطرف التي قتلت زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مايو (أيار) 2011 في شمال باكستان. وصرح مسؤول أمني باكستاني رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية «أحرز بعض التقدم ولهذا استدعى رئيس الوزراء» لجنة الدفاع في الحكومة (تضم وزراء ومسؤولين عسكريين كبارا). لكنه لم يؤكد توصل الطرفين إلى اتفاق على ما أعلن عدد من الصحف الباكستانية أمس.

كما أقر دبلوماسي أميركي رفيع أن المحادثات من أجل استئناف حركة شاحنات الحلف الأطلسي «تحرز تقدما».

وقطعت إسلام آباد حركة النقل هذه في نوفمبر بعد قصف نفذته قوة الحلف الأطلسي أدى إلى مقتل 24 جنديا باكستانيا على الحدود الأفغانية. ومقابل إعادة فتح حركة النقل تطالب إسلام آباد باعتذار رسمي من واشنطن على هذا الخطأ وزيادة في رسوم عبور الشاحنات على أراضيها بحسب مصادر مقربة من الملف. وما زالت «إيساف» تتمون من طريق الشمال ولا سيما عبر الجمهوريات السوفياتية السابقة في وسط آسيا.

في الأسبوع الماضي صرح نائب الأميرال الأميركي مارك هارنيتشك الذي يدير وكالة الشؤون اللوجستية في البنتاغون أن الوفود من الشمال «مكلف ثلاثة أضعاف» من سلوك طريق باكستان جنوبا. وأضاف «الأمر أكثر كلفة وأكثر بطئا». ومن المعتقد أنه جرى حسم كافة العقبات في طريق التوصل لاتفاق، بما في ذلك الرسوم المفروضة على كل حاوية تحمل إمدادات لقوات الناتو في أفغانستان.

وقال مسؤول من وزارة الخارجية الباكستانية إن قضية الاعتذار الأميركي عن مقتل الجنود الباكستانيين جرت مناقشتها أيضا، ولكنه رفض الإدلاء بتفاصيل.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستجري اتصالا بنظيرتها الباكستانية خار لتقديم اعتذار عن مقتل الجنود، وهو ما سيؤدي إلى إعادة فتح طرق الإمدادات.