شبح الاحتجاجات يخيم على المكسيك مجددا

مرشح اليسار يرفض نتائج الانتخابات «المزورة».. وأنصاره ينزلون إلى الشارع

TT

أعلن مرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية التي جرت في المكسيك الأحد الماضي أندريس مانويل لوبيز اوبرادور رفضه النتائج «المزورة» التي أعلنتها السلطات الانتخابية وأعطت فيها الفوز لمرشح الحزب الثوري المؤسساتي إنريكي بينيا نييتو، ما أعاد شبح الاحتجاجات التي هزت العاصمة عند خسارته قبل ستة أعوام.

فعندما خسر اوبرادور انتخابات 2006 الرئاسية بأقل من 1 في المائة من الأصوات اعتبر أن الاستحقاق مزور ونظم مظاهرات عارمة شلت مكسيكو طوال أكثر من شهر. وأشارت النتائج الرسمية الأولى لاقتراع الأحد إلى حصول اوبرادور 31 في المائة من الأصوات مقابل 38 في المائة لصالح بينيا نييتو من الحزب الدستوري الثوري، بفارق أكبر بكثير من الانتخابات السابقة.

وردا على سؤال لأحد الصحافيين حول ما إذا كان يعترف بالنتائج الرسمية الأولية التي أعلنها المعهد الفيدرالي الانتخابي قال لوبيز ابرادور: «لا يمكننا القبول بنتيجة مزورة. الانتخابات كانت قذرة للغاية»، مؤكدا أنها كانت «مليئة بالمخالفات قبل وخلال وبعد» الاقتراع.

وشكل الحزب الدستوري الثوري مرادفا للدولة المكسيكية نتيجة توليه السلطة طيلة سبعة عقود حتى عام 2000 نتيجة تفشي المحاباة والقمع والانتخابات المزورة وشيوع الرشوة. ولمح لوبيز اوبرادور إلى أنه سيطعن في نتائج الانتخابات متهما حزب الفائز بشراء أصوات بكميات هائلة وعدم التوازن في التغطية الإعلامية خلال الحملة الانتخابية. وقال اوبرادور: «سنقدم إثباتات على أقوالنا وسنتخذ الإجراءات القانونية المناسبة»، مشددا على أنه سيبدأ وأنصاره التدقيق في نتائج فرز الأصوات لدى المسؤولين عن الانتخابات. وردا على سؤال حول ما إذا كان سيدعو إلى احتجاجات على غرار عام 2006 قال: «سوف ننتظر».

غير أن طلاب حركة «يو سوي 132» لم ينتظروا، ونفذوا مظاهرة غاضبة في مكسيكو وسط هتافات: «مكسيكو من دون الحزب الدستوري الثوري»، احتجاجا على ما اعتبروه «تزويرا» في استحقاق الأحد. وأكدت شرطة المدينة نزول أكثر من 25 ألف شخص غاضب إلى الشارع في منطقة بولانكو الراقية في العاصمة. وقال أحد المتظاهرين، برونو ريبوليدو (20 عاما)، إن الاحتجاج يسعى إلى «ثورة لكن غير عنيفة، ثورة أفكار». وقال اوبرادور إنه «يحترم» استقلالية الحركة وامتنع عن حثها على الانضمام إلى احتجاجاته. كما سبق أن أكد نييتو أن الحزب الدستوري الثوري يحترم الديمقراطية. وقال السياسي البالغ 45 عاما لصحافيين أجانب: «لا عودة إلى الماضي. هذا الحزب الدستوري الثوري المقبل على الرئاسة أثبت قناعاته الديمقراطية».

وتعهد نييتو في مقالة نشرت بصحيفة «نيويورك تايمز» بمحاربة الفقر و«مراجعة» سياسات البلاد لمكافحة المخدرات، كما دعا الولايات المتحدة إلى تطبيق إصلاح قانون الهجرة وبذل المزيد للحد من الطلب على المخدرات. كما أكد أنه سيشكل قوة درك وطنية جديدة عديدها 40 ألف عنصر لإجراء دوريات في أكثر المناطق عنفا، وزيادة 35 ألف عنصر إلى عديد الشرطة الفيدرالية. وسبق أن أكد نييتو الإبقاء على استراتيجية كالديرون التي لا تحظى بشعبية وتكمن في الاستعانة بالجيش لمهاجمة كارتيلات المخدرات والقبض على رؤساء عصابات الإجرام.