معارضون سوريون: حمص تتعرض لمذبحة ويجب توفير السلاح للثوار

في مؤتمر خاص بالمدينة أمام الجامعة العربية

TT

حذر ناشط سوري قادم من مدينة حمص من أن المدنية تتعرض لخطر مذبحة تستهدف المدنيين من قبل النظام السوري، مؤكدا أن المدينة تشهد رغم الظروف وحدة وطنية بين سكانها من المسلمين والمسيحيين، كاشفا عن أن حمص قدمت حتى الآن 7 آلاف شهيد للثورة السورية. من جهته قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إن ما يجري في حمص هو تخطيط لحرب أهلية، ولكن ما يحدث من جرائم فردية من قبل بعض أبناء الطائفة العلوية مدفوعين من النظام يجب أن لا تتحمله الطائفة بكاملها التي هي جزء من الشعب السوري، ومنها مناضلون يشاركون معنا في الثورة، وأنه لن يتم التوقيع على أي وثيقة لا تدعم الجيش السوري الحر.

وقال خالد أبو صلاح، القادم من مدينة حمص المحاصرة، في مؤتمر صحافي بالجامعة العربية أمس خصص للحديث عن المدينة، إن وضع المقاتلين في المدينة جيد، ولكن المشكلة في وضع العائلات الذين يتعرضون لخطر شديد، وفي تعليقه على نتائج مقررات اجتماع جنيف، أكد أبو صلاح أنه منذ الأيام الأولى للثورة السورية فإن الثوار أكدوا أنهم لن يقبلوا إلا بإسقاط النظام، وأضاف أبو صلاح أن ثوار الداخل يعتبرون أن بعثة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان لم تعد بعثة شرعية، لأنه لم يلتزم بأي تعهدات قال بها فلم يتوقف إطلاق النار والقتل. وتساءل كيف يقدم عنان ورقة إلى اجتماع حنيف يراها الروس تبقي الأسد والفرنسيون يرون أنها تعني رحيله، لافتا إلى أنه مع استمرار عمل البعثة فقد ارتفع متوسط عدد الشهداء إلى 100 شهيد يوميا.

ونبه أبو صلاح إلى أن أحياء حمص القديمة، تتعرض للقصف العشوائي، والحصار، والغذاء والمؤن للمدنيين لم تدخل منذ 9 يونيو (حزيران) الماضي، وأنه لا يوجد وسيلة لإسعاف الجرحى، لافتا إلى أن هناك عددا من الجرحى يحتاجون إلى عمليات جراحية بحكم أطرافهم المبتورة، وأشار إلى أنه كان هناك مستشفى وحيد سيطر عليه الجيش النظامي، وقال «تكلمنا مع المراقبين الدوليين، ليكون هذا المستشفى تحت رعايتهم، ولكن لم نجذ آذانا صاغية».

من جهته قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض إن ما يجري في حمص هو تخطيط لحرب أهلية، ولكن ما يحدث من جرائم فردية من قبل بعض أبناء الطائفة العلوية مدفوعين من النظام لا تتحمله الطائفة بكاملها التي هي جزء من الشعب السوري، ومنها مناضلون يشاركون معنا في الثورة.

من ناحيته انتقد برهان غليون رئيس المكتب السياسي للمجلس الوطني مسودة المؤتمر قائلا إنها لا تؤيد الجيش الحر وطالب بتأمين وسائل الدفاع عن النفس للشعب السوري، والجيش السوري الحر، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق ذلك دون توفير الأسلحة النوعية، وقال إنه في حال ذلك لن يستطيع النظام ممارسة بطشه، خاصة أن هناك أسلحة نوعية قادرة على ذلك، مشيرا إلى أن 80 في المائة من مباني حمص مدمرة وأن المدينة تتعرض لعمليات إبادة جماعية، وتهجير سكاني منظم.

من جانبه قال المعارض السوري الحمصي هيثم المالح إن ما تقوم به العصابة الحاكمة في سوريا بقيادة بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد يندرج في إطار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، والقوات النظامية تركز على بؤرة الثورة السورية في حمص لإنهاء الثورة، موضحا أن هناك مدنا عديدة محاصرة، والقصف في كل مكان بسوريا، إنما تركز على حمص لأن بؤرة الثورة بها، وقال سوف نقاوم بكل الوسائل الموجود لدينا، يجب منع راجمات الصواريخ، متهما روسيا وإيران وحزب الله بأنهم شركاء في الجرائم.

وقال الناشط نجاتي طيارة إن حمص مدينة السهل والوسط قلب سوريا، تعرض مجددا للمذبحة، هي عنوان المذبحة المستمرة في سوريا، العالم يشهد والمذبحة مستمرة تحت سمع العالم.

وطالبت الناشطة السورية مؤتمر المعارضة بأن يعمل على إيقاف المذبحة وأن يطالب بالتدخل حماية لأبناء المدينة، وقال إن هذا المؤتمر عليه أن ينتهي بإجابة واضحة هي إيقاف المذبحة.

من جانبه، قال الراهب الإيطالي باولو دالاليو الذي طرده النظام في سوريا بسبب تأييده للثورة بعد أن عاش فيها سنوات طويلة، إننا ننتظر من الرئيس المصري محمد مرسي والمصريين أن يبرهنوا على ما قاله مرسي في رسالته للمؤتمر، معربا عن أمله في أن يحصل السوريون على ما ناله المصريون من حرية، ونبه إلى أن هناك كذبة كبيرة يتم تداولها في الإعلام الغربي من خلال عمل مخابراتي محلي ودولي، وتم تسخير رجال دين مسيحيين لهذه الكذبة، ليقال إن هناك اضطهادا للمسيحيين في حمص، نافيا صحتها مؤكدا أن هناك تضامنا كاملا في المدينة، والحارات تقصف بوحشية غير مسبوقة، وتقابل بتضامن حقيقي من قبل المواطنين والثوار، كما حدث في حماه عام 1982 حيث تم قصف المساجد والكنائس على السواء، ولكن هناك من يحاول لترويج الكذبة لكي يتخلوا عن ممارسة المسؤولية الدولية لإنقاذ هذا الشعب.