الأسد لصحيفة تركية: إسقاط الطائرة التركية «حادث عرضي».. وإذا كان خطأ سنقدم اعتذارا رسميا

قال إن سياسات أردوغان لم ترسل للشعب السوري سوى الدمار والدماء.. وإن ما يهمه هو «الإنجاز»

الرئيس السوري خلال لقائه مع مراسل الصحيفة التركية (أ.ف.ب)
TT

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه سيعمل جاهدا لكي لا تصل الأمور إلى «مواجهة مع تركيا»، معتبرا أن مثل تلك المواجهة - لو حدثت - خاسرة بالنسبة للجانبين.. واتهم الحكومة التركية بأنها هي التي تدفع إلى المواجهة، لافتا إلى أن «الشعب التركي واع ويعلم أن هذه الحكومة تريد أن تجره إلى مواجهة من أجل مصالح خاصة، وليس من أجل مصالح وطنية».

كما اتهم الأسد في حوار مع صحيفة «جمهورييت» التركية، نشر جزء منه أمس، «سياسات (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان بأنها لم ترسل للشعب السوري سوى الدمار والدماء»، وقال إنه «بغض النظر عن سياسات أردوغان، نقدر ما سمعناه من والد أحد الطيارين عندما خاطب أردوغان بالقول إن من قتل هو ابني.. ولا نريد أن نستغل القضية للتوجه نحو الحرب».. واعتبر الأسد هذا الموقف «مشرفا ويستحق الاحترام»، قائلا إن «فقدان أي تركي هو كفقدان أي سوري».

وردا على سؤال يتعلق بالموقف من الاتهامات التركية بأن القوات السورية «أسقطت الطائرة بشكل مقصود وبتعليمات من الرئيس الأسد مباشرة»، سخر الأسد من ذلك ووصفه بأنه «كلام سخيف».. وقال «ربما كانوا يجلسون معي في الغرفة». وتابع: «يجب أن نسأل أسئلة منطقية.. هناك خياران؛ أن نكون أسقطناها عمدا كما يدعون، أو أن نكون أسقطناها خارج المياه الإقليمية خطأ. إذا حصل خطأ وأسقطناها خارج المياه الإقليمية لا توجد لدينا مشكلة أن نقول ذلك ونقدم اعتذارا رسميا، والشعب التركي سيقدر هذا الشيء. أما إذا أسقطناها عمدا، فالسؤال المنطقي ما مصلحة سوريا أن تسقط طائرة تركية عمدا؟».

وتابع الأسد «لا نريد مجرد التفكير في أن الطائرة أرسلت عمدا إلى مجالنا الجوي. نحن نعتقد أنه كان خطأ من الطيار ونعتبر الحادث من الماضي ويجب ألا نبالغ فيه.. فلا مكسب نحققه من إسقاط مقاتلة تركية»..

وتابع الأسد أن «الطائرة كانت تحلق في ممر جوي سبق للطيران الإسرائيلي أن استخدمه ثلاث مرات.. وقد علمنا أنها تركية بعد إسقاطها»، وذلك في أول تصريح له للإعلام الأجنبي حول الحادث الذي أدى إلى تأجيج التوتر بين أنقرة ودمشق.. وقال «بالطبع كنت أفضل لو أن الأمر يتعلق بطائرة إسرائيلية».

وكانت تركيا أرسلت إلى حدودها مع سوريا قوات ومدرعات وبطاريات صواريخ أرض - جو، واتهمت أنقرة دمشق بإسقاط الطائرة فوق المياه الدولية، ولو أنها أقرت بأن الطائرة دخلت الأجواء السورية عن طريق الخطأ، مؤكدة أن ما جرى هو «عمل عدواني متعمد».. أما سوريا، فأكدت أن الطائرة أسقطت أثناء وجودها داخل مجالها الجوي.

ورفض الأسد الاتهامات التركية قائلا إن «الدولة التي تكون في حالة حرب تتصرف على هذا النحو، الطائرة كانت تحلق على علو منخفض جدا وأسقطتها الدفاعات الجوية التي اعتقدت أنها مقاتلة إسرائيلية.. الجندي عند الدفاعات لم يكن لديه رادار وبالتالي لم يعلم إلى أي دولة تنتمي الطائرة». كما اتهم أردوغان وحكومته «باستغلال هذا الموضوع لحصد مكاسب لم يتمكنوا منها في العام الماضي؛ فهم لم يتمكنوا من حشد الشعب التركي خلفهم في الموضوع السوري خلال خمسة عشر شهرا.. حاولوا استخدام هذا الموضوع لخلق عداء بين الشعبين، بدلا من أن يكون بين الحكومتين.. وهذا خطير».

وردا على ما قالته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأن على الأسد أن يرحل، قال: «كلام المسؤولين الأميركيين ليس له مصداقية بشكل عام، والموقف الأميركي أساسا هو موقف معاد لسوريا في هذه الأزمة.. وهم طرف في المشكلة ويقفون مع الإرهابيين بشكل واضح، لذلك لا يعنينا كثيرا ما يقوله هذا المسؤول الأميركي أو ذاك خلال هذه الأزمة». وأضاف فيما يخص نتائج مؤتمر جنيف «النقطة الأساسية التي تعنينا هي أن كل شيء يقرره الشعب السوري».

وعما إذا كان يقبل التخلي عن منصب رئاسة الجمهورية لإنقاذ الشعب السوري، قال الأسد «إذا كان ذهاب الرئيس يحقق مصلحة البلد فمن الطبيعي أن يذهب الرئيس.. هذا بديهي. لا يجوز أن تبقى يوما واحدا إذا كان الشعب لا يريدك.. والانتخابات هي التي تظهر إن كان يريدك أم لا». وأضاف: «لا يعنيني الكرسي بل يهمني ما أنجزه.. أنا شخص أحب الإنجاز». وأعلنت صحيفة «جمهورييت» أنها ستنشر اليوم (الأربعاء) الجزء الثاني من المقابلة التي أجرتها مع الأسد في دمشق في موعد لم تحدده. بينما قالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي نشرت نص الحوار، إن مجموعة من وسائل الإعلام التركية طلبت إجراء مقابلة مع الأسد وتمت الموافقة على منح اللقاء لتلك الوسائل، «إلا أن أربعة من ممثلي هذه الوسائل لم يتمكنوا من الحضور إلى سوريا لإجراء المقابلة، بعد أن اتصل بهم مدير مكتب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وطالبهم بعدم إجراء اللقاء».