متطوعون يجازفون بحياتهم من أجل إيصال المساعدات الطبية إلى سوريا

تركيا تقدم تسهيلات.. لكن العملية ما زالت تواجه صعوبات في لبنان

أحد معسكرات اللأجئين في مدينة الحاويات على الحدود التركية السورية بالقرب من أقليم كيليس التركي (رويترز)
TT

يقول معارضون إن المساعدات الطبية التي تجمع في الخارج لإرسالها إلى المصابين جراء القمع في سوريا تنجح في الوصول سريا بواسطة شبكة من المتطوعين الذين يجازفون بحياتهم لنقلها.

ويتعين السير لأكثر من ساعة على طول الحدود بين سوريا وتركيا قبل اجتيازها وتسليم المساعدات إلى آخرين يقومون بنقلها بالسيارات إلى المحتاجين.

والمساعدات ضرورية جدا لإنقاذ الجرحى لأن الذين ينقلون إلى المستشفيات الحكومية عرضة للتوقيف دون أدنى شك، بحسب المعارضين.

لكن الرحلة لا تخلو من مخاطر كبيرة للمتطوعين الذين قد يتعرضون للاعتقال أو القتل على أيدي القوات السورية.

ويقول خالد مصطفى، الناشط في لجنة مكلفة مساعدة اللاجئين في لبنان، إن «السلطات السورية تعتبر نقل الأدوية مثل تهريب الأسلحة». وفي حين تقدم تركيا تسهيلات لنقل المساعدات الطبية، فان العملية ما زالت تواجه صعوبات في لبنان، حيث لا ترغب الحكومة في أخذ مواقف علنية حيال الأزمة السورية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويضيف مصطفى أن التبرعات يقدمها متعاطفون، بينما يتم شراء الأدوية من الصيدليات في لبنان.

وتستغرق عملية نقل المساعدات الطبية إلى سوريا من يوم إلى أسبوع طبقا لحركة واستعدادات القوات السورية على الحدود بين البلدين. ويؤكد مصطفى أنه كثيرا ما تجرى «مصادرة شحنات من المساعدات الطبية واعتقال الكثير أو إصابتهم بجروح» على أيدي القوات السورية.

من جهته، يقول أنس النعيمي، أحد مطلقي حملة «الخير» لمساعدة اللاجئين، إن سوريا «تعاني نقصا كبيرا» في الأدوية رغم إدخال هذه المساعدات.

ويضيف: «ليس بالإمكان إدخال أكثر من 4 أو 5 صناديق في اليوم، هذا لا يمثل شيئا».

بدوره، يقول أنطوان فوشيه رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» في الأردن «إلى اليوم، لم تصل أي مساعدة طبية إلى مستحقيها كما يجب في سوريا».

وقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما لا يقل عن مليون ونصف المليون سوري أصبحوا في حاجة إلى المساعدات.

وبعد 9 أشهر من اندلاع حركة الاحتجاجات في منتصف مارس (آذار) 2011، بدا أطباء بإقامة مستشفيات ميدانية للاعتناء بالمصابين. لكن إحدى الطبيبات التي تفضل استخدام اسم وهمي هو «راما الحلاق»، قالت إن «السلطات أشعلت النيران في مستشفى ميداني عملنا على تأسيسه».

وتضيف أن السلطات سرقت المواد الطبية والأدوية المخزنة في عيادتين وأوقفت العاملين فيهما.

وتوضح الحلاق أن المساعدات الخارجية تتضمن مادة التخدير المسموح للمستشفيات الحكومية فقط باقتنائها، وبدائل الدم كذلك لأن من الصعب القيام بعمليات نقل الدم العادية بشكل آمن في المستشفيات الميدانية.

وقد أعلنت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي أن 3 أطباء سوريين تعرضوا للتعذيب ثم القتل بعد أسبوع من اعتقالهم.

ويقول طبيب فر بعد أن عمل في مستشفى حكومي سوري لوكالة الصحافة الفرنسية: «بات من المعتاد أن تقتحم قوات الأمن والجيش غرفة العمليات (...) وقاموا في إحدى المرات باعتقال جريح بينما كنا نعالجه».

وتقول الحلاق إن «الكثير من الأطباء تعرضوا للاعتقال لأنهم ساعدوا جرحى ولا يزالون محتجزين». ويختتم فوشيه قائلا: «إنه الثمن الذي يدفعه الطاقم الطبي الذي اختار مساعدة الجرحى داخل سوريا».